بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ذكـريــات جــدتـي رحمهــا الله (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=227478)

الكامل 02-10-2010 08:11 PM

ذكـريــات جــدتـي رحمهــا الله
 


أمَّا قبلُ : فإنَّ هذا الموضوع ينوبُ عن كتابتهِ قلبي عن قلمي ، أمَا ترون رقَّته؟ ، ولطف عبارته ، وصدق طويَّته ، فانظرْ إليه وأنت في حِلٍّ ! على أنْ تذوقَ مرَّ الشقاوة ، وتعرف كنْهَ المقالة.

جلستُ في محضرتي التي لا أجلسها إلا للدَّرس والقراءة ، لأنثر لكم ما أبلتْه الأيام من خواطري وأنفاسي ، فأنستْني حوادث هي خيرٌ مما أكتبه لكم ، كعقدٍ ذهَبَ جوهرهُ ، وشبابٍ أُخذ قوَّته ، إلاَّ أنَّ ثلَّةً من الفضلاء أصرُّوا إصرارًا أنْ أنثرَ الدموع ليرونها ، وأفضحَ الخواطر ليطيروا بها !.

أتدرون عمَّ أُحدِّثكم؟! وأذكِّر نفسي بهِ وإيَّاكم؟! .. عن روحي التي بين جنبيَّ .. لا .. عن الدموع الخبيئةِ ، والنفوس الحزينةِ أنْ تلهج بالعويل مرَّةً أخرى !

أتعلمونَ أنَّكم بهذه الذِّكريات ستفتحون نوافذ بيتنا التي كانت فيه جدَّتي لتظهر لكم حيَّة صحيحة ، وحيَّة مريضة ، وحيَّة ميْتةً ، وميتةً !! وميتةً !!
نعم. خبتْ أنوار بيتنا ، وكُفِّن باب من أبواب الجنَّة معها ، وسُلبت منَّا بركةً كنَّا نُحسُّ بها ، بموتها! .. لكن لم يمتْ أثرها الذي لمستُه بيديَّ ، وشممتُه بأنفي ، وأبصرتُه بعيني.
لم يمت أثر يدها الطريَّة إذْ تمدُّها إلى موضع لحيتي وما بها شعرٌ كثيف ! ثمَّ تُقبِّلها وتقول: (يا حبيل هاللحية!).
ولم يمتْ أثر أنفاسها الزكيَّة إذا قبَّلتُ جبينها فأجد كلّ حينٍ ريحها ، ولم يمت زرعها الذي سقتْه في أبي وأمِّي وإخوتي وجميع أهلي من حبٍّ وودٍّ ، فهو اليوم قد راعَ وزكى.

أيَّها النَّاس ! أمَا لكم شعور وإحساس؟! ، تبتغون من وراء هذه الذِّكريات دموعًا تتذوَّقونها ، وأحزانًا تتسلَّون بها ، فما طاب لكم إذْ سمَّيتُ ابني عمِّي إثر موتهما ، فتطيب نفوسكم بعدُ في وصف جدَّتي؟! أم أضِنُّ عليها في وقتٍ أَلِفَ أقوام ألقابًا ليس لهم منها إلاَّ كهرٍّ يحكي انتفاخًا صولةَ الأسدِ ، فسُمِّي التُّجار مشايخ! والمتعالمون (دكاترة)! والسفهاءُ مثقفين! والمخنَّثون فنَّانين! ووو ...
فإن عقمتْ أرحام أن تلدَ مثلها ، فلتلك الألسنة أحقُّ أن تنقبضَ عن وصفها ، وتقصرَ عن بيان فضلها ومحاسنها.

لطالما كنتُ أعظ البائسين ليكفُّوا عن بؤسهم ، والبخلاء عن قَتَرهم ، والفقراء عن مسألتهم ، ثم أُحدِّثهم عن التفاؤل! ، فأصبحتُ أُعرِّض بهذه الذِّكريات نفسي لأكونَ بئيساً بها ، ضنينًا بما أكتبه في حقِّها ، فقيرًا بما أتذكَّر من أخبارها.
فالذِّكرياتُ يكتبها الملوك والقادة ، الذين صنعوا الأحداث ، فتجد كل كاتب منهم يُكبِّر دوره فيها ويمحو دور غيره!. أمَّا ذكرياتُ (جدَّتي) فمَن يكبر فيها ومَن يصغر؟! ، فلا أعرفها في معارك القول من فحشٍ وغيبةٍ ونميمةٍ حتى تُعرف في معارك القتال! ، إذا تحدَّثتْ تلطَّفتْ في حديثها معكَ كأنَّها تُفضي إليك سرًا ، وإذا اشتكتْ من وجعٍ نطق عنها جسدها فليس في قاموسها كلمة (أنين).

عطشان والكأس مكسور !! 02-10-2010 08:19 PM

الله يرحمها

متاااابع معك

ورود المساء 03-10-2010 01:02 AM

الله يرحمها ويغفر لها....ويرحم امي واخواني والمسلمين اجمعين..........

ماشي وين؟؟ 03-10-2010 01:11 AM

غفر الله لها وجمعكم بها بجنات النعيم

البندري 03-10-2010 02:30 AM

غفر الله لها...

الصباخ 03-10-2010 02:34 PM

الله يرحم جدتك وموتانا وموتى المسلمين.

شمعة حنين 03-10-2010 02:41 PM

خاطره حزينه

الله يرحمها و يرحم جدتي و يسكنهن الفردوس الأعلى من الجنه

وجميع أموات المسلمين

تروكي محمد 03-10-2010 06:36 PM

ذكـريــات جــدتـي رحمهــا الله
العنوان استوقفني قبل أن أقرأالموضوع و ذرفت دموعي لأني تذكرت جدتي رحمها الله الله يرحم جدتك ويدخلها فسيح جناته

الكامل 04-10-2010 06:29 PM



عطشان والكأس مكسور !
ورود المساء
ماشين وين؟؟

آآآآمين ، ، أشكرُ لكم مروركم الطيِّب.



الساعة الآن +4: 10:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.