تمضي اللحظات .. و تبتعد دون أن نشعر صور كثيرة إعتدنا أن تكون قريبة منّا .. لتبهجنا بحضورها و تدخل السرور إلى قلوبنا ..

من تلك الصور ما نريد لها البقاء دون رحيل و إطلالة دائمة منها تطفي لهيب أشواقنا إن هي غفلت أو إنشغلت عنّا ..

ومنها ما نحرص على أن نتذكرها مع كل نبضة من نبضات قلوبنا إن هي رحلت .. دون علمنا ..

ولما لا نفعل ذلك تجاهها؟

فهي تحمل داخل حدود إطارها العلم .. والأدب .. والثقافة .. و الخلق الرفيع .. والذوق في التعامل مع الآخرين .. والإبتسامة المهذبة .. وكل شيء مميز و جميل ..

لكن ..

صور أخرى .. و بالرغم من قلتها .. إلا أنها لم تستطع ترك أي أثر جميل لها في قلوبنا ..

ليس لأننا لم و لا نحبها .. بل لأنها لم تطرق أبوابنا بلطف و لم تحرص على مراعاة مشاعرنا ..

حاول الكثير من المخلصين في إعادة تكوين ملامح تلك الصور التي ربما فقدتها لسبب أو بدون سبب ..

و حاول أكثر منهم في جلب ألوان جميلة و هادئة رغبة في مساعدتها و إصلاح ما فسد منها ..

لكن مع الأسف .. لم تستجب تلك الصور لتلك المحاولات والنداءات .. حتى هجرها من كانوا حولها و رحلت هي بلا رجعة ..

وأسف آخر .. أنها لم تجد حتى هذه اللحظة من يشتاق إليها ..

.
.