دلة قهوة تفوح منها رائحة البن الهرري ..

علبة من الحديد بداخلها تمرات سكرية قصيمية لم تعبث بها أيدي العمالة الباكستانية ..

جهاز راديو قديم و صوت المذيع وهو يقرأ الأخبار المحلية .. عاش فلان .. و إنتحر علاّن .. هكذا هي الحياة ..!

و أم صالح .. حيث تجلس هناك في بستان النخل والذي لو عرض عليها إستبداله بحقول سويسرا لرفضت .. ليس لأنها محدودة التفكير .. بل لأنها تحمل من الوفاء لأرضها ما يكفي لتوزيعه على ملايين البشر ..

تشاهد إبنها صالح يخرج من البيت مرتدياً زيّ الجراحين الأخضر و سماعة الأطباء حول عنقه و متجه إليها .. يريد تقبيل رأسها و يديها .. بإبتسامته المعهودة التي تمنح قلبها بهجة و غبطة ..

يقبّل رأسها و يستأذنها بالذهاب لكلية الطب .. حيث يدرس هناك .. إلا أنّها تطلب منه الجلوس معها قليلاً .. تريد إخباره بما حدث في مجلس فلانة .. والتي ذهبت إليها لطلب يد إبنتهم لتكون زوجة له ..

ولأن صالح ليس لديه الوقت الكافي لإستماع كامل الأحداث .. فقد طلب منها أن تختصر ..

وحيث أن أم صالح معتادة على مصارحته في كل شيء فقد أخبرته بأن ردّ أم البنت كان:

ما يصلح لبنتنا .. قروي ..!

.
.