بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ( العقيدة ، والفضيلة ) ؛ بين الحراس والديوثين ! (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=26787)

ناصرالكاتب 24-07-2003 01:11 AM

( العقيدة ، والفضيلة ) ؛ بين الحراس والديوثين !
 
بسم الله الرحمن الرحيم

يأبى أهلُ الشرف والمروءة أن يمس شرفهم وشرف قومهم ، وأرضهم ، أدنى عدوان ، وأقلُّ لوثة تقدح بشرفهم أو تكاد .

وسفكُ الدماء أهون على النفس الأبيَّة من ذلك المساس والعدوان .

ولا يرضى الأبيُّ أن يرى ثغرةً تُكشف لأهلِ العدوان ، ولا دخيلاً يفتُّ من عضد أهل الحمى .

فبالله ثم بالأباة والحماة الأمناء ، تأمن الديار ، ويُحفَظُ الشرَفُ ، وتُحمى العقيدة .

وإن غفل الحماة ، وخان المستأمَنون ، وتسلَّط الأعداء ، ضاعت الأمانة ، وضُيِّعت الحمى .

وأيُّ حمى أعظم من حِمى الإسلام ؟

والإسلام بلا فضيلة خداج ، وهو بلا عقيدة بوار .

فالفضيلة أوتاد خيمة الإسلام ، والعقيدة ركنها .
ولخيمة الإسلام حماة ، يردُّون عنها كيد الأعداء ، ويحمونها من تخريب الدخلاء .
فهؤلاء قد أدّوا الأمانة ، وأرضوا ربهم ، ودفعوا الشرّ عنهم وعن دينهم وعن أمتهم .
عرفوا الداء فأحسنوا اختيار الدواء .

أولئك هم خير الأنماط .

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه} [آل عمران: من الآية110].


لكنَّ أناساً يبصرون نبالَ الشرّ تقذِفُ ثغورَهم ، فلا تتحرَّك نفوسهم فضلاً عن أقلامهم ، وألسنتهم ! وصدق الله : {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: من الآية46].

وأنا هنا لا أريد الحديث عمّن حجبت الغفلةُ عقولَهم فزعموا أنَّ حراسةَ الدِّين حملٌ مسؤولٌ عنه غيرهم ، وظنّوا أن ليس عليهم تبعة تضييعه . ولا عمَّن أقعدهم الكسلُ فركنوا إلى الدنيا ، ونسوا أمر الله تعالى .

لكنْ أريد الإشارةَ إلى من رأوا في نبال الشَّر لمعاناً فاغتروا به ، وزعموا أنَّ من الممكن أن نتعايش مع النيران لأنها وإن كانت تحرق إلا أنها تشعُّ أنواراً !

ولذا فهم يضعون من القواعد والأفكار ما يجعل العيش مع الدخلاء ـ وما يحملون ـ سائغاًً .

وأثرُ هؤلاء المقعِّدين أنكى من أثر أولئك القاعدين . ولئن نشط القاعدون ففي الخير غالباً ، أمَّا هؤلاء ففي الشَّر .

دخلت على المسلمين أفكارٌ وعقائد حملها مفكِّرون لامعون (!) ، فتهافت إليهم كثير من المسلمين كما يتهافت الفراش في نور القنديل .

فأصبحنا نرى الكثير من شبابنا يحمل أفكاراً دخيلة ، وعقائدَ ملوَّثة ! فهذه فكرة قوميَّة ، وتلك عقلانية متحررة ـ من الدين ـ ، وأخرى ثورية تستباحُ بها الدماءُ المحرَّمة . وهذه رؤية جديدة للإسلام ، وتلك مواجهة عصرية للأحداث ، وذلك خطاب دعوي جديد . وتحت هذه الأسماء عقارب وثعابين .

لكنَّ من يعجبهم كلّ بريق ؛ اندفعوا يجمعون ما هبَّ ودبَّ من هذه الأفكار ، ويحسنونها للناس ، ليصوغوا منها مزيجاً شاملاً لما يرونه خادماً للفكر الإسلامي ـ والصحيح أنه خادمٌ لأهوائهم ـ.
{فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} [قّ: من الآية5].

والعجيب أن نرى بعضَ من نشأوا على العقيدة الصافية قد انخدع بأفكار أولئك المقعِّدين المخلِّطين !
فما فتئ يروِّجُ لكثيرٍ مما يروِّجون ، حتى رأى أنَّ الفجوة التي بينه وبينهم قد سُدَّت ! فرفع عقيرتَه أنْ أنصفوا منارات الفكر ، وأوسعوا دائرتَكم الظالمة المظلمة ! .

بارت سوقه وخسر !

انحدر من قمة الجبل ، فقعد في منتصف الطريق ، فلا صعد ولا نزل ، وظنَّ أنه من أهل الوسَط !.

13 /2/ 1424 هـ

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

[ هذه مقالة نال بها الكاتب على إحدى جوائز مسابقة « المقالة الأدبية » التي أقامتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة لعام : 1424هـ ، وكانت بعنوان : (صفاءُ الدِّين أم زخارف الأقوال ؟!) ].

البدائعي 26-07-2003 02:18 AM

الله يعطيك العافية أخوي ناصر الكاتب ..

موضوع رائع جدا جدا جدا ..

أتحفنا بالمزيد ..

ناصرالكاتب 13-09-2003 08:03 AM

بارك الله فيك .

الجنرال 13-09-2003 03:03 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



حق لصاحب هذه المقالة أن تنال

أحد الجوائز المقدمة فهي بحق مقالة جميلة


الساعة الآن +4: 11:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.