من المتعارَف عليه سياسياً واجتماعياً أن الحاكمَ أو صاحبَ القرارِ في البلد ينظر نبض الشارع ليتخذ قراراً ما , أو يعالج قضية ما .
ومما يلاحظ في الآونة الأخيرة – في ظل تشكي الناس من غلاء الأسعار وجشع التجار – انتشار ظاهرة الحفلات بمناسبة وبغير مناسبة
فهذه حفلة نجاح , وهذه حفلة تخرج , وهذا يوم الميلاد , وهذي حفلة ذكرى الزواج , ناهيكم عن حفلات الزواج المعتادة !!
إن انتشار مثل هذه الحفلات , وخاصة في الأوساط النسائية , ومع ما يصحبها من إسراف وتبذير كأقلِّ محذور يرتكب تلك الليلة , لهو منذر شؤم للبلاد , فصاحب القرار , ومراقب الأسعار , ينظر إسراف الناس وتبذيرهم بحفلات لأطفالهم الذين خرجوا من الصف الأول للصف الثاني , أو تخرج من الابتدائية إلى المتوسطة ..!!
وهو حين ينظر إلى هؤلاء فإنه يضحك ملء شدقيه مستغربا حال أولئك القوم الذين يشتكون من غلاء الأسعار , وضيق المعيشة , ومع ذلك لا يتورعون عن الإسراف والتبذير كلما لاحت لهم الفرصة ولو كانت أضيق من سَم الخياط .
كيف نريد أن نقنع وزير التجارة – مثلا – أن يراقب جشع الأسواق , وهو يرى بأم عينيه ما يرتكبه سفهاء القوم من حفلات لا تسمن ولا تغني من جوع , تبذر فيها الأموال , وتضاع فيها الأوقات !!
قد نجد العذر لطالب تخرج من جامعته ( ذكرا كان أو أنثى ) , أو نال شهادة عليا أن يقيم احتفالا جميلا لأقاربه وأصدقائه , ولكن أين عذر من يستأجر القاعات الكبيرة , والاستراحات الفارهة والبوفيهات المتنوعة بسبب أن طفلا لديه تجاوز الابتدائية إلى المتوسطة !!!

قال الله تعالى : {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا} (5) سورة النساء .