![]() |
فوائد سقوط بغداد ( الحلقة الأولى ) 0
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد سقوط بغداد الحمد لله معز من يشاء ومذل من يشاء, والصلاة والسلام على إمام الحنفاء, وعلى آله وصحابته الأصفياء .................................................أ ما بعد لقد تابع العالم وبذهول سقوط بغداد في ساعات معدودة بعد عدة أسابيع من بداية الحملة الصليبية الغاشمة على العراق, وإن كان الحدث على عظمه قد هز القلوب وأحدث الاضطراب بين الناس على إختلاف مشاربهم, وأذهل المراقبين الذين يعتقدون أن الحرب هي معركة بغداد, وأن الغطرسة الأمريكية ستهزم على أبواب بغداد, فقد كانت هناك فئة تراقب الأحداث لكن ليس كمراقبة الآخرين, وتنظر للأحداث بغير النظرة التي ينظر بها الآخرين.بل هي تنظر بنور الوحي الرباني, وتسير بتفسيراتها عليه ومن أجله, وإن كانت ُصدمت من كثير ممن يلبس عباءة الدين ويتوشح وشاحه حينما زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر بعد سقوط بغداد وكأنها نهاية التاريخ والملحمة الكبرى , وهذه الفئة المتعالمة المتخاذلة المهزومة نفسياً اللاهثة وراء تحليلات ودراسات بعيدة عن نور الشريعة وسنة سيد البشر ,لهي تائهة في صحراء لانهاية لها , وغارقة في طوفان الأوهام وقد تخلت عن سفينة النجاة وأوت إلى جبل ليس يعصمها من أمر الله , أما فئة الوحي الرباني المرتوية من نبع الشريعة , الناظرة بنور الوحي المرتبطة برب العالمين فلم تفجعها الأحداث ولم تصدمها الضربات , ولم تفل من عزمها الإرجافات , بل ازدادت نوراً وبصيرة واستبشاراً بقرب نصر الله لعباده المؤمنين ؛ فالحكم الربانية لا تدركها عقول أكثر البشر فما يراه الناس مصيبة هي في ميزان الله منحة ربانية وقد قال تعالى { كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شراً لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون} فالجهاد ظاهره القتل وتطاير الأشلاء وباطنه العزة وفوز الشهداء بالجنان , والقعود عن الجهاد ظاهره السلامة وبقاء الأنفس وباطنه الذلة والصغار وتسلط الأعداء , وهؤلآء أصحاب الأخدود في عقول البشر أنهم أبيدوا وأحرقوا بالنار وحفرت لهم الأخاديد الملتهبة أما في ميزان الله فهم قد فازوا فوزاً كبيرا ودخلوا جنات عرضها السماوات والأرض ,وبقي ذكرهم يتلى إلى يوم القيامة في أعظم الكتب المنزلة من رب العالمين , وهذا إبراهيم عليه السلام يلقى في النار فتكون عليه برداً وسلاما.وأكرمه الله أن جعل النبوة في ذريته. وهذا يوسف عليه السلام من ظلمة الجب ورق العبودية وقسوة السجن إلى سدة الحكم والتصرف بخزائن مصر. وهذا موسى عليه السلام من قتل النفس والهرب من الطاغية فرعون وقومه ومكابدة ألآم الغربة والبعد عن الأهل والعمل أجيرا راعياً للغنم إلى كليم رب العالمين وشرف الرسالة وخلود الذكر ورفعة الدرجات . وهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم من ألم الوحدة في الدعوة وقلة المجيب والعذاب الذي أنصب على أصحابه والخروج من بلده مطارداً إلى العز والتمكين ورفع راية التوحيد على أصقاع المعمورة . فالعقول لاتدرك حكم الله في كثير من الأحداث إلا من نور الله بصيرته بنور الوحي وسدد رأيه بهدايته وأحاطه برعايته , أما أصحاب العقول السطحية والأفهام الأرضية فهؤلآء لايدركون طبيعة الأحداث لأنهم يقيسون بمقاييس البشر بعيداً عن نور الله وماأكثرهم في زماننا ,والمصيبة أن منهم من ينتسب للعلم ويدعي نصرته وهم لم يقوموا بواجبات النصرة والأعداد للجهاد وتحريض الناس وربطهم بالله وتعليم الناس فقه الجهاد وبث روح الجهاد في أبناء الأمة وزرع معاني العزة والبطولة في نفوس الجيل , بل جل همهم التثبيط عن الجهاد وتسفيه أحلام المجاهدين ومنهم من تعدى وظلم وأعان الطواغيت بفتاويه وتحريض الظلمة عليهم بحجة أنهم خوارج وأنهم لم يستئذنوا الأمام ولم يستشيروا العلماء الراسخين (في الدنيا) .وهذه هي النفوس البشرية المهزومة داخلياً الناظرة للأحداث بنظرة سطحية مجردة من نور الوحي . {والله غالب على أمره ولكن الناس لايعلمون } و{ والله يعلم وأنتم لاتعلمون } وحيث أن كثير من الناس لم يصحوا بعد من هول الصدمة بسبب سقوط بغداد فقد بدت لي عدة فوائد في هذا الحدث وأسأل الله أن يلهمني الصواب ويجنبني الزلل00 [gl]ترقبو الفوائد في الحلقات الأخرى[/gl] منقول0000000 |
الساعة الآن +4: 03:31 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.