يخطئ بعض الناس حين يقرؤون شعر الغزل مثلا فيظنون أن الشاعر يتحدث عن تجربة حقيقية يمر بها , وأن المرأة التي يتغزل بها ويمدحها هي امرأة واقعية موجودة في حياته ! .

وكثيرا ما أدى هذا الاعتقاد إلى مواراة ما يكتب من شعر غزلي جميل خشية أن يظن بالكاتب سوءاً .

والذين يعتقدون هذا الاعتقاد لا يعرفون ماهية الفنون على أصولها بشكل عام , وماهية الشعر العربي بشكل أخص .

فالشاعر ليس بالضرورة أن يعبر عن حب حقيقي أو غزل واقع في حياته ,
بل يعبر عن شعور كل مرهف تجاه الجمال في هذا الوجود , وإن لم يكن حقيقيا .

وكثيرا ما تغزل الشعراء قديما وحديثا بنساء ليس لهن واقع البتة في حياتهم ,
وإنما ما يفرضه عليهم واقع الأدب العربي من جهة , وواقع الجمال الإنساني المتمثل في هذا الكائن اللطيف الذي يستحق الغزل .

وقديما قال الشاعر العربي :

إذا قلت شعرا فالنسيب المقدّمُ

وليس بالضرورة أن يكون الغزل والنسيب حقيقياً في حياة الشاعر ,
وإنما للخيال والاستلهام دورهما الفعال في الصياغة الفنية لكل قصيدة .

شكرا أخي على إطلالتك

ولكن هل لك أن تبين وجه ضعف هذا القول بارك الله فيك ؟

أم أن عدم دخوله في مزاجك كاف للحكم عليه ؟؟

ثم ما مدى صحة أنه مر بتجربة لتحكم عليها بأنه نعم !!

أنا متاكد أن هناك شعراء قالوا في الغزل عن تجربة , ولكن هناك الكثيرون لم يقولوه عن تجربة ومع ذلك أبدعوا وتألقوا , والشعر العربي القديم مليء بالأمثلة .

ويدلك على ذلك أن الغزل ركن أساسي للقصيدة العربية القديمة , فالمعلقات مثلا جميع مطالعها غزلية , وشعر المفضليات كذلك , وأكثر قصائد جرير والفرزدق كذلك , وأكثر أبيات المتنبي وأبي تمام من هذا النوع في مطالعها , فهل كل هؤلاء عشاق متيمون ؟؟

أم أن الغزل كان شعوراً داخليا ينفث فيه الشاعر أفكاره وخواطره الجميلة ولو لم يمر به في الواقع ؟؟

أترك الحكم للقارئ .

وشكرا لك أخي الكريم .

شكرا لك أختي عطشانة على إطلالتك

ومقولة أعذب الشعر أكذبه قالها الأصمعي كما نقلها عنه ابن سلام , وما زالت محل دراسات الأدباء والنقاد إلى يومنا هذا .

وأنا مواف لها تماماً .

لكن ألا ترين أن العطش إلى الدم لا يليق بربات الحجال ؟؟؟؟؟؟

وشكرا لك مرة أخرى .