![]() |
المقامة الرمضانية .
المقامة الرمضانية قَالَ لِي صَدِيقِي حَرِيصُ بنُ نَافِع : ألستَ ترى تَسَارُعَ الأَيَّامِ ؟ وتَقَارُبَ الشُّهُورِ والأعْوام ؟ بالأَمْسِ وَدَّعْنا رَمَضَانَ , واليومَ نَسْتَقْبِلُهُ وكَأَنَّ شَيئاً مَا كَان ؟ فَقلت : بَلى يا صَديقِي , ويا صَاحِبِي ورَفِيقِي , فالحياةُ دُولابٌ عَاجِل , والدُّنْيا ظِلٌّ زَائِل , وليسَ لَنا إلا العَمَلُ الصَّالِح , ومَن اتَّقَى الله فَهْو السَّعِيدُ الفَالِح . قال حَرِيص : صَدَقْتَ يا أخِي العَزِيز , وقُلْتَ الكَلامَ الصَّحِيحَ بأُسْلُوبٍ وَجِيز . فقلتُ له : مَا تَقُول في رَمَضَان ؟ ومَا عِنْدَكَ مِنْ كَلامٍ في استِقْبالِ شَهْرِ القُرآن ؟. فقال بِسَعَادةٍ تَعْلُو مُحَيَّاه , وابْتِسَامَةٍ تَفْتَرُّ عَنْها ثَنَايَاه : ازْدَانَتِ السَّماءُ بالرِّضْوان , وتَزَيَّنَتْ الأرْضُ لِرَمَضَان , واسْتَعَدَّ الصَّالِحُونَ لِلْحَياةِ الرُّوحِيَّة , وأقْبَلَ الْمُؤمِنُونَ إلى شَهْرِهِمْ بِأَنْفُسٍ خَفِيَّة , تَسْمُو عُقُولُهُم إِلى خَالِقِها , وتِخْفِقُ قُلُوبُهُم إلى رَازِقِِها , إنَّهُ شَهْرُ الصَّوْمِ قَدْ أَقْبَل , وزَمَانُ الْخَيْراتِ أَطَلَّ بِوجْهٍ أَجْمَل . فقلت : مَاذا نَفْعَلُ فِي رَمَضَان ؟ ومَاذا عَلَيْنَا مِنْ حَقٍّ وسُلْطان ؟ فقَالَ : نَصُومُ النَّهَارَ بِلا إِفْطَار , وتَخْضَعُ نُفُوسُنا لِلْخَالِقِ الْجَبَّار , ونَقُومُ الّليلَ بِصَلاةِ التَّراوِيح , ونَقْرَأُ القُرآنَ تَحْتَ ضَوْءِ الْمَصَابِيح . فَقُلْتُ : وَمَا يَكُونُ الصِّيام ؟ ومَتَى يَكُونُ القِيام ؟ فقالَ : الصَّوْمُ أنْ تُمْسِكَ عَن الطَّعَامِ الْمُبَاح , وعَنْ شُرْبِ الماءِ القَرَاح , وتَجْتَنِبَ مُعَاشَرَةِ الزَّوْجِ البَارِعَة , حَتّى تَغِيبَ الشَّمْسُ السَّاطِعَة , فإذا جَنَّ الَّليْلُ بِظَلامِه , أُحِلّ لَكَ الرَّفَثُ مَعَ أَهْلِكَ بِتَمَامِه . وأمَّا القِيَامُ فَصَلاةُ التَّرَاويحِ مَعَ الإمَام ,وفي العَشْرِ الأَوَاخِرِ تَهَجُّدٌ فِي الْمَسَاجِدِ والنَّاسُ نِيام , ولا بَأْسَ مِنْ حُضُورِ النِّسَاءِ الذِّكْر , بِشَرْطِ أَنْ يتَطَهَّرْنَ مِنْ دَنَسِ العُذْر . وأَيُّما امْرَأةٍ جَاءَها الْمَحِيضُ , فَعَلَيْها الفِطْرُ والتَّعْويضُ , ومَنْ سَافَر بَعْدَ الفَجْر , فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر , ومَنْ كَانَ مَرِيضاً لا يَقْدِر , فَالفِطْرُ جَائِزٌ لَهُ بِالشَّرْعِ الْمُطَهَّر . وعَلى الصَّائِمِ أَنْ يَحْفَظَ صَوْمَهُ مِن الَّلغْوِ والرَّفَث , وأَنْ يَكُونَ طَيِّبَ النَّفْسِ بِلا خَبَث , ومَنْ سَمِعَتْ أُذُنُهُ لَغْوَ شَاتِم , فَلْيَقُلْ : اللّهُمَّ إِنِّي صَائِم , وقِرَاءَةُ القَرْآنِ فِي نَهارِ الشَّهْر , عِبادَةٌ يُجْزِلُ لَهَا الرَّحْمنُ عَظِيمَ الأَجْر , ومَنْ نَسِيَ الصَّوْمَ فَشَرِبَ أَوْ أَكَل , فَلا تَثْرِيبَ عَلَيهِ أَكْثَرَ أو أَقَلّ . هَذا هُوَ رَمَضَانُ يا فَتَى , يَنْقَضِي وَكَأَنَّهُ مَا أَتَى , والسَّعِيدُ مَنِ اسْتَغَلَّ أَيَّامَهُ ولَيالِيه , والشَّقِيُّ مَنْ حُرِمَ الْخَيْرَ فِي أَجْمَلِ مَعَانِيه . فَقُلْتُ لَه : قَدْ أَحْسَنْتَ القَوْلَ يَا صَاحِِب , وأَنَرتَ لِي الطَّرِيقَ اللاحِب , وَبَيَّنْتَ الْحَقَّ لقارئٍ وسَامِع , وأَظْهَرْتَ الصَّوَابَ بِأَحْكَامِ الشَّهْرِ التّاسِع .. فَأيْنَ الْمُشَمِّرُونَ ؟ وَأَيْنَ الْمُسْتَعِدُّونَ ؟ علي الحامد . |
وصايا قل من يجيد مثلها فجزاك الله عنا خيراً أيها الشهم ، ولنا لقاءٌ معك فإياك أن تبخل به فالبيتُ مدلول ، والوصف لائحٌ بين عيني مفلول ، فإياك والفلول . أخوك أبو عبد الله |
شكرا أخي أبا عبد الله على مرورك الكريم وأهلا وسهلا بك في دارك وأرجو ألا تكون فيها غريباً :d |
جزآآآآكـ الله خيراً ونفع بكـ |
جزآآآآكـ الله خيراً ونفع بكـ
|
الله يجزاك خير ويوفقك كلام من ذهب |
شكرا لإطلالتكم جميعا بارك الله فيكم وبلغنا وإياكم الشهر الكريم |
اقتباس:
الوصايا بلغت جزاكم الله خيرا اللهم نسألك فعل الخيرات ... وترك المحرمات وحب المساكين ... وأن تغفر لنا ورتحمنا ... وإن أردت بأهل الأرض فتنة فاقبضنا إليكـ غير خزايا ولامفتونين |
وصايا رائعة
اللهم بلغنا شهر الصيام بوركت |
جزاك الله خير على كلامك الرائع دمعت عيناي عند قراته فإني مشتاقه له
وإلى صلاة التراويح والقيااام ياااااه مأحلاه من أعمال الله يعطيك العافيه مره ثانيه |
الأخوات الكرام : طريق السعادتين جولياء صريعة بريدة شكرا لإطلالتكنّ بارك الله فيكن . |
اقتباس:
سلمت حبيبنا والكرم والجود فالك :p |
الساعة الآن +4: 08:37 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.