![]() |
التقاء الساكنين في القرآن .
تنبيه : الموضوع علمي لغوي بحت , وكتبته بناء على طلب بعض الإخوة , فمعذرة على ثقل الموضوع . التقاء الساكنين في القرآن : الحديث عن التقاء الساكنين طويل جدا وفيه تفريعات وصور , ولكن أكتفي هنا ببعض النقاط التي تفيد القارئ لكتاب الله تعالى حول هذا الموضوع , وقبل أن أدلف للموضوع أود التعريف ببعض المصطلحات والتقسيمات الهامة في هذا الباب : أولا : يجب أن نعلم أن حروف العربية قسمان : حروف صحيحة , وحروف معتلة , والحروف المعتلة , وتسمى حروف العلة ثلاثة : الألف والواو والياء . والحروف الصحيحة ما عدا ذلك . ثانياً : يجب أن نعلم أن الحرف المدغَم ( المشدد ) عبارة عن حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك , فإذا قلت : شُبَّاك , فالشين بعدها ( باءان ) الباء الأولى ساكنة , ثم باء مفتوحة ( شُ بْ بَ ا ك ) , وقس على هذا كل حرف مشدد أو ما يسمى في عرف الصرفيين بالمدغَم . ثالثاً : همزة الوصل تسقط في درج الكلام , لأنه جيئ بها للتوصل للنطق بالساكن , فإذا سبقها حرف ساكن فقد التقى ساكنان : الساكن الأول , والحرف الذي بعد همزة الوصل , نحو : لم تقلْ اسْمَك , فالتقى ساكنان : اللام , والسين من اسم , وأما الهمزة فلا يعتد بها هنا , لأنها تسقط في النطق , ومثل ذلك همزة ( ال ) فإنها لا يعتد بها في التقاء الساكنين كما سيأتي أمثلته إن شاء الله . رابعا : التقاء الساكنين في القرآن : إذا التقى ساكنان فلذلك أربع صور : الصورة الأولى : أن يكونا معتلَّيْن : أي أنهما جميعا حرفا علة . الصورة الثانية : أن يكونا صحيحين : أي أنهما جميعا حرفان صحيحان . الصورة الثالثة : أن يكون الأول معتلا والثاني صحيحاً . الصورة الرابعة : أن يكون الأول صحيحاً والثاني معتلاً . الصورة الأولى : وهي أن يكون الساكنان معتلَّين , وهي مسألة صرفية بحتة , وذلك مثل : يخشَون ربهم , أصلها : يخشاْوْنَ ربهم , التقى ساكنان معتلان , فوجب حذف الأول وبقاء الحركة الدالة عليه , فصارت : يَخْشَون , وبقيت الفتحة قبل الواو للدلالة على الألف المحذوفة . وهذه الصورة تهم المختصين بعلم الصرف , أما القارئ العادي فلا يشعر بها , ولا تعنيه كثيرا , ولذلك لن أفَصِّلَ بها . والصورة الرابعة لا وجود لها في اللغة إلا في كلمة واحدة تقريبا , ولا تأثير لها في القراءة والتلاوة , ولذلك لم يبق أمامنا إلا صورتان : الصورة الثانية : أن يكون الساكنان صحيحين : وهذه الصورة لها حالتان : الحالة الأولى : أن يكون الالتقاء في كلمة واحدة , وهذا جائز في الوقف , حيث يلتقي ساكنان ولا حرج , مثل : والعصْرْ , لفي خُسْرْ , والفجْرْ , وليال عشْرْ , والوتْرْ , يسْرْ . الحالة الثانية : أن يكون الالتقاء في كلمتين : ويجب حينئذ تحريك الأول : وتكون حركة الأول كما يلي : 1. الكسر , وهي الأصل في التقاء الساكنين , فإذا التقى ساكنان صحيحان في كلمتين فالأصل تحريك الأول بالكسر نحو : {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (128) سورة النساء . فعندنا : إن امرأة , أصلها : إنْ امْرأة , التقى ساكنان صحيحان ( نون إن , وميم امرأة ) فوجب تحريك النون بالكسر فصارت ( إنِ امْرأة ) ومثلها في الآية نفسها : (وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ ) التقى ساكنان : تاء التأنيث في ( أحضرت ) واللام في الأنفس , فوجب تحريك التاء ( وهي أول الساكِنيْن ) بالكسر فصارت : أحضرتِ الأنفس ) ومثل ذلك أيضا قوله تعالى : { لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (16) سورة غافر فقوله : ( لِمَنِ الْملك ) التقى ساكنان : نون مَنْ , ولام الملك , فوجب تحريك أول الساكنين وهي النون بالكسر فصارت : لمنِ الملك . والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى بمثل هذا الموضوع المختصر . 2. الضم , فيجب تحريك الساكن الأول بالضمة في حالة واحدة , وهي إذا كان الساكن الأول ميمَ جماعة الذكور المتصلة بالضمير نحو : {لَهُمُ الْبُشْرَى } (64) سورة يونس , فالتقى ساكنان : الميم في ( لهمْ ) واللام في البشرى , فتُحرك الميم بالضم مراعاة لتفخيم حال جماعة الذكور ( لهمُ البُشرى ) . ومثل ذلك : { يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ } (132) سورة البقرة , { لَّهُمُ ابْعَثْ } (246) سورة البقرة , {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ } (112) سورة آل عمران , { فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ } (26) سورة النحل . 3. الفتح , فيجب تحريك أول الساكنين بالفتحة في حرف الجر ( مِنْ ) إذا وليها ( ال ) نحو : {وَمِنَ النَّاسِ } (8) سورة البقرة : فحرف الجر ( من ) التقى بعده ساكن وهي النون الأولى بعد همزة الوصل , فوجب تحريك نون حرف الجر بالفتحة , وهذا كثير , ومثله : { لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} (186) سورة الشعراء , {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ } (149) سورة الشعراء , {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ } (23) سورة الأحزاب . الصورة الثالثة : أن يكون الأول معتلا والثاني صحيحاً . وهو نوعان : الأول : التقاءٌ مُغْتَفَر : أي أن الساكنين يبقيان على حالهما دون تغيير , وله حالتان : الحالة الأولى : أن يلتقيا في كلمة واحدة , ويكون سكون الثاني أصلياً : وهذا النوع كثير في القرآن , وينتج عنه ما يسمى بالمدّ اللازم , وهو نوعان : النوع الأول : المد اللازم المثقل : وهو أن يكون الساكن الثاني مُدْغَماً في حرف مثله بعده نحو : دابـّة , وخاصّة , فالتقى لدينا ساكنان في كلمة واحدة : الألف , والصاد الأولى المدغمة في الصاد الثانية . وهو نوعان : 1. كلمي : وهو الوارد في كلمة واحدة من القرآن الكريم . 2. حرفي : وهو الوارد في الحروف المقطعة في أوائل السور . وتفصيل هذا المد في علم التجويد , ولكن أطرح بعض الأمثلة فمن أمثلة الكلمي نحو : {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء } (45) سورة النــور , فكلمة ( دآبة ) التقى فيها ساكنان الأول : مد وهو الألف , والثاني حرف صحيح وهو الباء , فوجب مد الألف مدا لازما مقداره ست حركات . ومثله : {وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي } (80) سورة الأنعام , فالآية فيها ثلاثة مدود لازمة ناتجة عن التقاء الساكنين ( وحآجّه ) ( أتحآجُّ ) ( جونّي ) . والعلة في وجوب المد هنا أن توفير الصوت وإطلاقه بمنزلة تحريك الحرف , فاغتُفِر التقاء الساكنين حينئذٍ. [ شرح المفصل لابن يعيش : 9/120-121 ] . ومن أمثلة الحرفي : ( الم ) ( الـمر ) ( فأصلها : ألف لام ميم , التقى ساكنان الأول معتل وهو الألف , والثاني صحيح وهو الميم , فوجب المد ليُغتفَرَ التقاء الساكنين . النوع الثاني من المد اللازم : اللازم المخفف , وهو أن يكون الساكن الثاني مفرداً وليس مدغما في مثله , وهو نوعان أيضا : كلمي وحرفي . فالكلمي لم يرد في القرآن منه إلا كلمة واحدة في موضعين وهي كلمة ( ءالآن ) في قوله تعالى : {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} (51) سورة يونس , وقوله تعالى : {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (91) سورة يونس , فالتقى ساكنان : الألف بعد الهمزة , واللام فوجب المد ست حركات . وأما الحرفي فهو الأكثر في الحروف المقطعة مثل : ( حم ) ( ق ) ( ص ) ( نون ) ( طس ) ( كهيعص ) فالكاف والعين والصاد : المد فيها مد لازم كلمي مخفف . والمد بنوعيه الكلمي والحرفي , المثقل والمخفف يمد بمقدار ست حركات تفادياً لالتقاء الساكنين . إذن المد اللازم : الكلمي المثقل أكثر من الكلمي المخفف في كتاب الله , وأما الحرفي فالعكس , أي أن الحرفي المخفف أكثر من المثقل . الحالة الثانية من الصورة الأولى : أي من الالتقاء المغتفر : أن يكون الساكن الأول حرف مد ويكون الساكن الثاني حرفا صحيحا ساكناً لأجل الوقف , أي أنه ساكنٌ سكوناً عارضاً , وينتج عنه ما يسمى بالمد العارض للسكون , وهذا النوع كثير في نهاية الآيات نحو : المتقين , الناس , الأبرار , من وال , والكافرون , الماعون . فكلمة ( المتقين ) التقى ساكنان لأجل الوقف وهما : الياء والنون , فيحصل المد بمقدار حركتين أو أربع أو ست ( كل ذلك مروي عن حفص ) . وقس على ذلك الباقي . علما أن هذا النوع من التقاء الساكنين ليس مختصا بنهاية الآيات , بل يجيء أيضا في وسط الآيات عند الوقف نحو قوله تعالى : {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ } (23) سورة يوسف , فعند الوقف على كلمة ( الأبواب ) ينتج هذا النوع من المد . النوع الثاني : التقاء غير مغتفر : أي أن أحد الساكنين سيتعرض للحذف أو التحريك . وذلك إذا التقى الساكنان في كلمتين بأن كان الساكن الأول ( وهو حرف علة ) آخر الكلمة الأولى , والساكن الثاني ( وهو حرف صحيح ) أوّلَ الكلمة الثانية . وهذا نوعان : النوع الأول : أن تكون الحركة التي قبل حرف العلة من جنس حرف العلة , وحينئذٍ يجب حذف حرف العلة في النطق وصلا , وإثباته وقفاً : ومثال ذلك : قوله تعالى : { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ } (171) سورة النساء , فقوله : إنما المسيح : التقى ساكنان : الألف في إنما , واللام في المسيح , والحركة التي قبل الألف هي الفتحة , وهي من جنس الألف , فيجب حذف الألف في النطق وصلا حيث تقرأ هكذا : إنَّمَلْمَسيحُ , وكأن الألف غير موجودة , ولكن عند الوقف تعود الألف ( إنَما ) . ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع قوله تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ } (15) سورة النمل , فيخطئ بعض القراء فيمد صوته بكلمة ( وقالا ) مع أنه يجب حذف الألف في الوصل لاتقاء الساكنين وتنطق هكذا : وقالَلْحَمْدُ .. , وبعض القراء يخطئ خطأ آخر في هذه الآية فيقف وقفة يسيرة عند ( وقالا ) ثم يستأنف ( الحمد لله ) وهذا خطأ ظاهر . النوع الثاني : أن تكون الحركة التي قبل حرف العلة من غير جنسه , وحينئذٍ يجب تحريك حرف العلة بحركة من جنسه ومثال ذلك قوله تعالى : { وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ } (237) سورة البقرة , فقوله : تنسوا : التقى ساكنان : الواو واللام في الفضل , والواو قبلها فتحة , وهي ليست من جنس الواو , فوجب تحريك الواو بحركة من جنسها وهي الضمة فصار النطق : ولا تنسوُا الفضل بينكم , وكأنك نطقت واوين . هذا ما تيسر لي كتابته في مسألة التقاء الساكنين في القرآن الكريم , أرجو أن أكون كتبتُ ما يفيد وينفع بإذن الله , وأنا أعلم أن كثرة التفريعات قد أزعجت القارئ وأرهقت كاهله , ولكن ليعلم أن ما تركته من تقاسيم أكثر وأوفر , ولكني حاولتُ أن أختصر قدر جهدي , وأسأل الله الصواب ... كتبه الفقير إلى عفو ربه : أبو سليمان علي الحامد 11 / 9 / 1432 هـ |
شكر الله لكم هو ماكنت أتمناه من حيث اللغة حيث أنا نجده في كتب التجويد على نقاط يسيرة وقواعد بسيطة لكن في التطبيق العملي في القرآن ترواودنا بعض التساؤلات التي لاتحوي اجابتها نفس الكتب جار حفظ الموضع للاستفادة وفهمه وتبليغه لاضيع الله لكم أجر كتابته ووالله إننا في حاجة كبيرة وطرقت سؤال بعض الأخوات لكن لم أجد إجابتة شكر الله لكم سعيكم |
بارك الله فيك
كلام رائع |
شكرا لإطلالتكم بارك الله فيكم اللهم علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علما يا كريم . |
اقتباس:
|
جزاك الله خير
|
لو فيه اختصار لسهل فهمه ،و ألف شكر أخوي ، واقترح وضع صفحة خاصة لإستفسارات اللغة ، ولدي استفسار ليس له علاقة بالموضوع ، وهوكلمة كلاهما أول الجملة بمعنى استأنف الكلام مبتدأة بكلمة كلاهما أريدها لمثنى ، فكيف يكون ضبطها وتشكيلها ؟؟؟ |
أخي عبد الرحمن : شكرا لإطلالتك . أختي بنت كفو : شكرا لإطلالتك , وتأكدي أن الموضوع مختصر من قرابة ثلاثين صفحة , فهذا ما قدرت على اختصاره . أما مسألة ( كلا وكلتا ) فلهما حالتان : الحالة الأولى : أن يضافان إلى اسم ظاهر نحو : جاء كلا الرجلين , وجاءت كلتا المرأتين . فنلحظ أن ( كلا ) قد أضيفت إلى اسم ظاهر وهو كلمة ( الرجلين ) , ومثلها ( كلتا ) أضيفت إلى اسم ظاهر وهو ( المرأتين ) وإعرابهما في هذه الحالة بحركات مقدرة على الألف , أي كإعراب الاسم المقصور , مثل : فتى وعصا فنقول : جاء كلا الرجلين , ورأيت كلا الرجلين , وسلمت على كلا الرجلين . فنلحظ أن ( كلا ) في المثال الأول مرفوعة لأنها ( فاعل ) وفي الثانية منصوبة لأنها مفعول به , وفي الثالثة مجرورة لأن قبلها حرف جر, وهي مع ذلك لم تتغير في الإعراب , لأن إعرابها تقديري على الألف أي مرفوعة بضمة مقدرة ومنصوبة بفتحة مقدرة , ومجرورة بكسرة مقدرة . كما نقول : جاء الفتى , رأيت الفتى , ومررت بالفتى ... وهذا يسمى في علم النحو : إعراب الاسم المقصور . يتبع ..... |
يتبع الحالة الثانية : أن تضاف ( كلا وكلتا ) إلى ضمير , وحينئذ تعربان إعراب المثنى , أي ترفع بالألف وتنصب وتجر بالياء . نحو : جاء الرجلان كلاهما كلاهما : كلا : توكيد معنوي للرجلان , وهو مرفوع وعلامة رفعه الألف , وهو مضاف و ( هما ) ضمير في محل جر مضاف إليه . ونحو : كلاكُما متفوق . كلا : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف , وهو مضاف , و ( كما ) ضمير في محل جر مضاف إليه . ونحو : رأيت الرجلين كليهما : منصوب بالياء لأنه توكيد للمفعول به .. سلمتُ على الطالبتين كلتيهما : مجرور بالياء لأنه توكيد لاسم مجرور . فتبين لنا أن ( كلاهما أو كلاكما ) تعرب حسب موقعها من الإعراب , فإن كانت في موضع ابتداء رفعت بالألف , وإن كانت في موضع الفاعلية رفعت أيضا , وإن كانت في موضع نصب نصبت , وهكذا ... وهناك تفاصيل وأحكام في ( وكلا وكلتا ) أكتفي بهذا القدر , والله أعلم . |
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا ... الشرح واضح ومختصر ... والتفريعات جعلتنا نفهم جيدا ... استفسار ... التقاء ساكنين ... حيث نفهم من هذه الجملة شرط الحركة الأصلية للحرف الأول هي (السكون) كما ذُكر سابقا ... وتكون الأية الكريمة في قوله تبارك وتعالى : ( بديعُ السموات والأرض ) التقاء العين في آخر كلمة بديع مع حرف السين في كلمة السموات ... أن الحركة الاعرابية الأصلية للعين هي الضمة فلا يدخل في حكم التقاء الساكنين حيث شرطالتقاء الساكنين أن يكون سكونه أصليا... واعرابه : (بديعٌ) خبر لمبتدئ محذوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة إن كنت أصبت فقد أزلت الاشكال الذي يراودنا شكر الله لكم |
أختي الكريمة غيث : من شرط التقاء الساكنين أن يكون الحرف الأول ساكناً سكوناً أصلياً , وأما السكون العارض للوقف في الحرف الأول فلا يعتد به , لأنه لن يكون هناك التقاء للساكنين . وإنما يُعتدُّ بالسكون العارض لأجل الوقف في الساكن الثاني فقط كما مثلنا في نحو : الفجْرْ , والعصْرْ , المتقينْ , الناسْ .. . وعلى هذا فقول تعالى : " بديعُ السموات " ليس هناك التقاء للساكنين , فالعين متحركة بالضمة , ولا يوجد ساكنان أبدا . ولو وقفنا على كلمة ( بديع ) لوجب تسكين العين , ولكن في هذه الحالة لا يوجد التقاء للساكنين ؛ لأنه ليس لدينا إلا ساكن واحد , فإذا أردنا الوصل فإنه يجب تحريك العين بحركتها الإعرابية , وهي هنا الضمة لأنه مرفوع ( بديعُ السموات ) . أرجو أن يكون الأمر واضحا الآن . والله تعالى أعلم . |
اقتباس:
الف شكر . |
جزاكم الله خيرا اتضح الأمر جليا ... وازددت فهما ... |
جزااااااك الله خيرررررر
|
الساعة الآن +4: 05:15 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.