![]() |
منزلة التدبر .
القلب الذي لا يتدبر القرآن قد أُقْفِلَ عن وصول النور إليه فصار ظلاما دامسا لا يهتدي بنور الحق : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد . وقد بدئت الآية بحرف العرض ( ألا ) المسبوقة باستفهام إنكار , فتحوّلَ العرضُ إلى تحضيض وتنبيه شديد . وفي التعبير بالمضارع ( يَتَدبَّرونَ ) دليل على استمرارية التدبر وتجدُّدِه مع القارئ , وجاء المضارع بصيغة ( يَتَفَعَّل ) ( يتدبّر ) الدالة على المبالغة في الحدث , وهي تحتاج إلى عناية وجهد , فحين تقول : يسمع فهو سماع مجرد , وحين تقول : يتسمّع , فهو سماع مؤكد ومبالغ فيه , ومثله : يفهم , ويتفهّم . وفي التعبير بـ( على قلوبٍ ) دليل على أن القفلَ قد استحكم على القلب من أعلاه فلا يصل إليه نور القرآن . وفي إضافة الأقفال إلى ضمير القلوب ( أقفالها ) إشارة إلى أن الأقفال نابعة من القلوب حينما زاغت عن الحق طوعا منها واختياراً فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم . أما تدّبر القرآن والعناية به قراءة وتأملاً فهو شأن ذوي الألباب الذين يريدون الاستهداء بهذا النور العظيم {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص . وأي نور وهداية أعظم من نور كلام الله تعالى ؟ {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} (2) سورة البقرة . {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (8) سورة التغابن . ( علي الحامد ) 28/9/1432 |
جزاك الله خيرا"
التدبر امره عجيب ولا يمل الحديث عنه جعلنا الله وإياكم من المتدبرين |
شكرا لكما أيها الفاضلان على إطلالتكما جعلنا الله وإياكم من المتدبرين لكتابه , والتالين له حق تلاوته . |
الساعة الآن +4: 03:17 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.