بريدة ستي - سلسلة الاحاديث المنتشرة المنسوبة كذبا الى الرسول صلى الله عليه وسلم -العدد الاول-

الاحاديث:
الحديث الاول:
قولهم: (لو اعتقد احدكم بحجر لنفع)
قال ابن القيم رحمه الله عنه: هو من كلام عباد الاصنام.
قال عنه الحافظ ابن حجر: لا اصل له.
قال عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: موضوع.
قلت:
هذا الحديث فيه من الاشراك بالله, حيث ان القلب يجب ان يعلق بالله سبحانه وتعالى. ومن علق قلبه بغير الله واعتقد ان النفع والضر يقدر عليه احد من المخلوقين فقد كفر, حتى محمد صلى الله عليه وسلم, فهو يقول في سورة الجن: (قل لا املك لنفسي ضرا ولا رشدا * قل اني لن يجيرني من الله احد...).

الحديث الثاني:
قولهم: (ادبني ربي فاحسن تاديبي).
اورده الامام الالباني في (سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة) وقال عنه: انه ضعيف.
وقد سئل عنه الامام ابن تيمية رحمه الله فقال: (معنها صحييح ولكن لا يعرف له اسناد ثابت).
قلت:
ويستبدل عنه قوله تعالى: (وانك لعلى خلق عظيم) فقد جمعت هذه الاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم جميع الاخلاق العظيمة, وقد ورد عن بعض الصحابه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان من احسن الناس اخلاقا, وقد ورد عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (كان خلقه القران) وذلك عندما سؤلت عن اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.

الحديث الثالث:
قولهم: (الخير في وفي امتي الى يوم القيامة).
اورده الامام الالباني في (سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعه) وقال عنه:لا اصل له.
وقال عنه الامام ابن حجر العسقلاني : لا اعرفه.
وقال عنه الفقيه: ابن حجر الهيتمي في كتابه (الفتاوى الحديثية) :لم يرد بهذا اللفظ.
واورده السيوطي في: (ذيل الاحاديث الموضوعه)
ويستبدل عنه قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يظرهم من خذلهم, حتى ياتي امر الله وهم كذلك). كما عند البخاري ومسلم.

الحديث الرابع:
قولهم: (من اخلص لله اربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة على لسانه)
قال عنه الامام الالباني في (موسوعة الاحاديث الضعيفة والموضوعة) : ضعيف.
وقد اورده الغاني في: (الاحاديث الموضوعه)
وقد ورد في اسناد الحديث : (سوار بن مصعب) وهو متروك. قاله النسائي وغيره.

الحديث الخامس:
قولهم: (اختلاف امتي رحمه)
لا اصل له
قال عنه الامام السبكي: (وليس بمعروف عند المحدثين – أي هذا الحديث – ولم اقف على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع) ا.هـ
وقال عنه العلامة ابن حزم في (الاحكام في اصول الاحكام) : (وهذا من افسد قول يكون, لانه لو كان الاختلاف رحمه لكان الاتفاق سخطا, وهذا ما لا يقوله مسلم لانه ليس الا اتفاق او اختلاف وليس الا رحمة او سخطا) وقد اشار الامام ابن حزم قبل هذا الكلام الى انه ليس بحديث.
وقد قال الامام الالباني رحمه الله عن هذا الحديث: (وجملة القول؛ ان الاختلاف مذموم في الشريعة, فالواجب محاولة التخلص منه ما امكن, لانه من اسباب ضعف الامة؛ كما قال الله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) اما الرضا به, وتسميته رحمهو فخلاف الايات الكريمات المصرحة بذمه ولا مستند له الا هذا الحديث الذي لا اصل له عن رسول اله صلى الله عليه وسلم) ا.هـ

هذا وقد جمعت ما تيسر لي هذا اليوم من الاحاديث وهي خمسة احاديث – كما سيكون في كل عدد من هذه السلسلة وساورد خمسة احاديث باذن الله - .

والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .