![]() |
مثبت : ما حكم الاحتفال باليوم الوطني؟ (انشر لتكون من المفلحين بإذن الله)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد :ما حكم الاحتفال باليوم الوطني؟ فبعد أيام يحتفل المسلمون في بلدٍ مسلمٍ يُحكَمُ فيه بالشريعة الإسلامية، وهو مرجع للمسلمين جميعًا في العالم أجمع، يحتفلون بما يسمى بـ: (اليوم الوطني)، ولو تساءلنا عن حكم الاحتفال بيومٍ معينٍ تتعطل فيه الأعمال ،ويتفرغ بعض الشباب فيه للرقص والغناء، وتزيد فيه المنكرات من اختلاطٍ وصخبٍ وارتفاعٍ لأصوات الموسيقى من سيارات بعض الناس، بل من بيوتهم،وتُعلّقُ فيه الصور في كل مكان، ويقل فيه ذكر الله ويكثر ويعلو فيه ذكر الوطن والتمجيد له، ولا ننكر أن لوطننا علينا حقٌّ، بحفظه وصيانته من كيد الأعداء ومكرهم، كيف وهو الوطن الوحيد في الدنيا الذي تُقرر في دساتيره تعاليمُ الإسلام وتوجيهاتُه، لكن السؤال : هل أمَرَنا ديننا ـ الذي يعلو على وطننا ـ بأن نقوم بمثل هذه الاحتفالات؟ ، نحن لا نقتل الفرحة أبدا، بل الإسلام يريد من المسلم أن يكون طيب النفس بشوشا، لكن ليس على حساب ديننا وعقائدنا،بأن نرى الناس يبتدعون في دين الله فلا نحزن لذلك ولا تهتز جوانحنا حميَّةً لله ولرسوله ولدينه. ولو أُجيز لنا الاحتفال بمثل هذا لاحتفلنا بهجرة سيد البشر صلى الله عليه وسلم وتوحيده دولة الإسلام، ولفعل ذلك قبلنا صحابةُ رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ لأنها كانت هجرة نصر وفتح ورحمة وعز وعدل وإقامةٍ لشعائر الدين، ونظرًا لأن لأهل العلم الربانيين كلام في هذه المسألة، أحببنا نقله لتقوم الحُجَّة وتظهر المحجَّة، فقد سئل الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله ـ مفتي عامّ المملكة سابقاً ـ : ماحكم الاحتفال باليوم الوطني؟ فـأجاب : اليوم الوطني بدعة... إلى أن قال : أما اليوم الوطني والاحتفال باليوم الوطني أو بأي يوم أو بليلة الرغائب، كل هذا بدعة، كلها من البدع وهو تشبه بأعداء الله.ا.هـ.(دروس للشيخ ابن باز) 10/11. وقال شيخه الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله ـ مفتي الديار السعودية سابقا ـ : ( أما بعد : فإنَّ تخصيص يوم من أيام السنة بِخِصِّيصةٍ دون غيره من الأيام يكونُ به ذلك اليوم عيداً ، علاوة على ذلك أنه بدعةٌ في نفسه ومحرَّمٌ , وَشَرْع دِينٍ لَمْ يَأذَنْ به الله ، والواقعُ أصدقُ شاهد ، وشهادةُ الشرع الْمُطَهَّرِ فوقَ ذلك وأصدق ، إذ العيد : اسمٌ لِما يعودُ مجيؤه ويتكرَّرُ سواءً كان عائداً بعَود السنة أو الشهر أو الاسبوع , كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله... إلى أن قال : وقد منَّ الله على المسلمين بما شرَعَهُ لَهُم على لسان نبيِّه الأمين صلى الله عليه وسلم من العيدين الإسلاميين العظيمين الشريفين الْذَيْنِ يفوقان أيَّ عيدٍ كان ، وهما : عيدُ الفطر , وعيدُ الأضحى , ولا عيد للمسلمين سَنَوِيَّاً سِواهُما. وقال في آخر كلامه : وتعيين يوم ثالث من السنة للمسلمين فيه عدة محاذير شرعية : أحدها : المضاهاة بذلك للأعياد الشرعية . ... المحذور الثاني : أنه مُشابَهةٌ للكفار من أهل الكتاب وغيرهم في إحداث أعيادٍ لَمْ تكن مشروعة أصلاً ، وتحريم ذلك معلومٌ بالبراهين والأدلَّة القاطعة من الكتاب والسنة ، وليسَ تحريم ذلك من باب التحريم المجرَّد ، بل هو من باب تحريم البِدَع في الدين... المحذور الخامس : أنَّ ذلك شَرْعُ دِينٍ لَمْ يأذن به الله.ا.هـ.(مجموع فتاوى سماحته ج 3/106) ونقله صاحب كتاب : السنن والمبتدعات في الأعياد. وسئل الشيخ محمد العثيمين رحمه الله : ما رأي سماحتكم في الأعياد التي تقام الآن لعيد الميلاد والعيد الوطني وغير ذلك؟ فأجاب بكلام ثم قال : وأما إذا كان المراد ميلاد كل شخص بنفسه فهذا إلى التحريم أقرب منه إلى الكراهة، وكذلك إقامة أعياد المناسبات غير المناسبات الشرعية، والمناسبات الشرعية للأعياد هي: فطر رمضان، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع، وهو يوم الجمعة.ا.هـ (مجموع الفتاوى 16/191). هذا حكمهم باعتبار ذات الاحتفال، فماذا سيكون حكمه باعتبار ما يجر إليه من منكرات، التي لو ذكرنا بعضًا من صورها لطال المقام. وفي الأخير أُهيب بالمسلمين أن يتآمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر، فقد قال تعالى : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وقال قبل ذلك : {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وقال عليه الصلاة والسلام : (والذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن. وأخص بالذكر من قامت عليهم الحُجّة كطلاب العلم وأساتذة الجامعات، قال تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} وليعلم كل واحدٍ منا أنه سيُسأل عن علمه في يوم تظهر فيه مكنونات الصدور، قال تعالى : {وَسَوْفَ تُسْأَلونَ} [الزخرف:44].قال ابن كثير : أي عن هذا القرآن، وكيف كنتم في العمل به والاستجابة له. وقال السعدي : { وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } عنه، هل قمتم به فارتفعتم وانتفعتم، أم لم تقوموا به فيكون حجة عليكم. فلا يتخذ أحدُنا العلمَ بضاعةً يتاجر بها في المجالس ليرتفع ذكره بين الناس وليُقدّم وليُنصّب وليقال : ما أعلمه؟ . فإذا جد الجد وعزم الأمر فكما قال القائل : أسمعُ جعجعةً ولا أرى طِحنا. ولا يخفى الحديث العظيم الوارد في ذلك ومن هم الذين أول من تسعر بهم النار والعياذ بالله. وفق الله المسلمين للعمل بشريعة دينهم وعصمهم من الابتداع في الدين ووفقهم للاجتماع والاتباع، والله اسأل أن يرزقنا الفقه في الدين والعمل بما علمنا وأن يجعل ما علمنا حجّةً لنا لا علينا.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
الساعة الآن +4: 05:15 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.