بسم الله الرحمن الرحيم

الكل يعلم يقينا لما للمرأة من أثر كبير جداً في بنية المجتمع الأخلاقية و الدينية لأن هي المدرسة الأولى للنشء و عليها تبنى أفكار الأجيال القادمة , فهي مؤثر قوي جداً في تحديد توجه المجتمع و أفكاره .
قبل أيام صدر قرار بمشاركة المرأة في مجلس الشورى خلال السنوات المقبلة ( وفق الضوابط الشرعية ) و هذا القرار فتح مجالاً واسعاً للتأثير فيما يختص بالمرأة و شؤونها في المجتمع , و بغض النظر عن رأي في هذا القرار , أدعو من ترى في نفسها الأهلية من أخواتنا أن يساهمن فيه و أن يكون لهن السهم الأكبر في هذا المجلس لا سيما أنه في بدايته و نشأته , فإذا ما وضع وفق أساسات و بيئة تراعي قواعد الشريعة من عدم الإختلاط و غيرها مما يخالف الشرع فأنهن يكن بذلك دفعن عن نساء المسلمين سوء و سددن ثغرة ربما أوتي المجتمع من قبلها .
و مما لا يخفى عليكم أن البلد مر بتجارب ممالثة كتجربة التعليم حين فرض على المجتمع فكان لدور الشيخ محمد بن ابراهيم ـ رحمه الله ـ و غيره من أهل العلم أثر بالغ في حفظ بنات المسلمين فأصبحن في أبنية و مدراس مستقلة حفظت لهن كرامتهن بعد توفيق الله و عفتهن , فإذا ما ترك أمر التعليم لمن لا يريد بالمجتمع خيراً لأصبح موطناً يفسد و لا يصلح لا قدر الله .
فهذا المجلس ربما يكون لمساهمة المرأة فيه دور فاعل جداً فيما يختص بالقرارات المتعلقة بها و قد يكون وسيلة ضغط على المجتمع خاصة فيما لا يرضى فيه و لا يحبذه فإذا ما ساهم فيه نساء عاقلات حافظات لدينهن يكنّ سداً منيعاً ضد أي محاولة للتأثير على أخواتهن مما لا توافقه الفطرة و يأباه الشرع و يكن سبباً في توجيه المجتمع نحو توجه مستقيم حضاري راقي .

و الحقيقة أني متفائل حول تفاعل المجتمع مع هذا القرار لكني غير متفائل فيما يختص بالترشيح لكن أسأل الله أن يخيب ظني , و الله أعلم .