بريدة ستي - شاب صغير يجتمع من اجله المفتى وكبار المشايخ وطلبة العلم !! لماذا ؟؟

اعرفه من صغره ..

وجه مشرق ونفس ذات ظل خفيف وصاحب دعابة وابتسامته لا تفارق محياه ..

ذلك هو عبدالملك بن خالد الشريمي الذي ودعناه بالامس عن عمر ربما لم يتجاوز السابعة عشر ..

دخلت جامع الملك خالد بام الحمام قبل الصلاة بساعة ونصف تقريبا فرأيت الوجوم على وجوه فتية صغار توزعوا في رحاب المسجد منهم من فتح مصحفا يقرأ فيه ومنهم من جلس خلف سارية يدعو ربه ..

آثار المصاب لم تبارجهم فعبدالملك كانت محبته في قلوبهم غير ..

كيف لا وهو اثر تربية زوجين صالحين احسبهم والله حسيبهم فوالده هو الشيخ خالد الشريمي ذاك المربي الفاضل والرجل الاسيف ووالدته من الطيبات الصالحات ..

فالاخ عبدالملك هو احد طلاب المعهد العلمي واحد المنتسبين لحلقات التحفيظ ..

صليت ركعتين ثم عزيت والده واعمامه واخوانه وكان جسد عبدالملك مسجى خلف الحاجز ورأيت شبابا حوله منهم من يذرف الدمع ومنهم من جلس ينظر اليه ..

جيئته لالقي عليه نظرة الوداع فكشف من حوله عن وجهه ورجع شريط ذكريات كلها خير فلم اعرف عنه الا كل خير ..

رجعت لمكاني في الصف وبدء الجامع يزدحم بالمصلين ..

دخل الشيخ ناصر الشثري وابنه سعد وقليل واذا بالشيخ السدحان وما هو الا برهة الا وسماحة المفتي يدخل وجاء مشائخ اخرون لا اعرفهم وبد الناس كلهم في حزن عميق ..

اقيمت الصلاة وصلى بناء الشيخ عبدالعزيز ثم صلى على الجنائز وانطلقنا للمقبرة وقد اجتمع الناس فتسآلت في نفسي وانا بين القبور ..

من اين جاء هذا الحب لهذا الشاب ؟؟

فأتاني الجواب مباشرة ..

من قرآن يحمله في صدره قد اتم حفظه لم يبق الا جزء واحد ..

من هم لهداية الناس بدعوة تصاحبها ابتسامة مشرقة كان يحملها بين جنبيه لكل الناس ..

يحدثني احد المشرفين عليه بالحلقات يقول وما اجمل ما قال ..

يقول أشرفت عليه فصلاً كاملاً ولا أذكر أنه تغيب عن صلاة الفجر من خلال مشاركته في البرامج ومن خلال اتصالاتي به.

قبل أيام قليلة أعطاني مطويات وقال وزعها .. والله لكأني أسمعها منه الآن .

كان ذاخلق طيب ونفس خفيفة مرحة ويعرف ذلك مخالطوه.

كان حريصاً على العلم وذلك أنه قرأ علي شرح الأصول الثلاثة والقواعد الأربع ونواقض الإسلام وشيئاً من فتاوى أركان الإسلام.

بذل جهده ليختم كتاب الله حتى أنه مابقي له إلا جزء أسأل أن يجعله ممن يرقى بالقرآن وأن يسكنه الفردوس .

أخيراً هذا هوطريقي وطريقك فاختر لنفسك العمل الذي يسرك أن تراه في دار الحياة الحقيقية ولاتنس قول العليم الخبير (وماتدري نفس ماذا تكسب غداً وماتدري نفس بأي أرض تموت) .