قرأتُ منذ القدم ومازلت – ولله الحمد - في كُتب التراجم والسِيَر للمُتقدِمين والمُتأخِرين , ولشخصيات شهيرة على مستوى العالم – فضلا – عن العلماء الأجلاّء من المسلمين بدءا من الصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين .
والذي لفت انتباهي في تراجمهم : أن شخصاً واحدا هو الذي كان بعد الله – سبحانه وتعالى – مؤثرا فريدا بالدرجة الأولى عليهم ؛ وبالتالي كانت حياتهم مقرؤة من زاوية أخرى , واليوم أكتب هذه الحروف بعد ذكريات جمعتني مع معلمين – نُبلاء – كان لهم عليّ فضلٌ بعد فضل الله – عزوجلّ - في تكوين شخصية : علي اليامي , وما وصل إليه وما زال ينهل منهم ومن كلماتهم المؤثرة حينا , وإهتمامهم بشخصيته كطالبٍ حينا آخر .
وقد حان الوقت للإفصاح عن تلك المراحل ؛ ففي المرحلة الإبتدائية وتحديدا مدرسة الإمام مسلم : تعلمت من معلمي الفاضل : هشام ( سوري الجنسية ) سياسة الناس في التعامل معهم .
وتعلمتُ - أيضاً - من معلمي الفاضل : عليان ( فلسطيني الجنسية ) الإهتمام بعقول الناس – أيًّا كانت أعمارهم - وذلك بتقريب المقصود من كلامي في أيسر صورة وأجمل عبارة .
وفي المرحلة المتوسطة وتحديدا في مدرسة الأندلس : تعلمت من معلمي الفاضل : محمد المُبَاركي ( شافاه الله من سحره ) الكثير الكثير , فهي الشخصية الأولى في وضع اللبنات لشخصية ( علي اليامي ) وكان من أهمِّها : الإهتمام بشؤون الناس ممّن أعرف حتى أشاطرهم الفرح والحزن مع التفكير جديًّا في حلٍّ سريع ومناسب لهم في مواجهة مشكلاتهم – لا قدّر الله – والوقوف معهم بكل ما أملك وهذا بعد توفيق الله – عزوجل – أولاً وآخراً .
وفي المرحلة الثانوية وتحديدا مدرسة الأمير خالد بن أحمد السديري : تعلمت من معلمي الفاضل : يحي الحربي ( سدّده الله وأيّده ) إقامة العلاقة الحميمة مع العلم والكتاب بالقراءة والإطلاع وإفادة الناس في ذلك وألاّ أكتم فائدة في نشرها في مجتمعي وممّن أخالطهم .
وأمّا المرحلة الجامعية وتحديدا في كلية الشريعة وأصول الدين – جامعة القصيم - : فقد كانت على مرحلتين : الأولى درجة البكالوريوس وفيها تعلمت من :
شيخي الدكتور بندر العبدلي : الإهتمام بكل وقتٍ فيه فراغ بالقراءة ومراجعة المحفوظات العلميّة .
شيخي الدكتورصالح البهلال : الإهتمام بعقول الناس وذلك بتقديم مادة علمية تنبئك على ثقافة عقل منفتح على ماحوله .
شيخي الدكتور محمد العيدي : الإهتمام بالناس والشفاعة لمن يهمه الأمر سواء كانت مقبولة أم مرفوضة .
شيخي الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد : بيان فضل القراءة والإطلاع وخلق جوٍّ من روائع الأدب في الشعر والطُرف لطرد السآمة والملل .
شيخي الدكتور صالح التويجري : القُرب من الناس وكسر الحواجز الوهميّة بين الكبير والصغير بضوابط وحدود .
شيخي الدكتور سليمان الغفيص : التواضع الأشمّْ والإبتسامة الساحرة في الحديث مع الغير ولو كان أصغر منك عُمْراً .
شيخي الأستاذ الدكتور إبراهيم المرشد : ألاّ أحقر شيئا أبدا طالما أني قادرٌ بحول الله على إيصال الرسالة بكلمة راقية ومشاعر مؤطرة بأدب رفيع .
شيخي سليمان القشعمي : وتعلمت منه الشعور المُرهف إتجاه مشاعر الناس وكأنهم أبناؤه دون تفرقة بينهم .
المرحلة الثانية من مراحل الجامعة وهي مرحلة الماجستير وفيها تعلمت من :
شيخي الدكتور أحمد القاضي : مواجهة التحديات في كل شيئ مادمت أسير على خطى تحقيق الأهداف السامية وأيضاً تقديم الأفكار ومشاطرة الطلاب همومهم الدراسية وتقديم الحلول اللازمة لرفع كفاءتهم العلمية والفكرية وأن أكون كما أنا من غير لباس خادع .
شيخي الدكتور سليمان الربعي : التيسير على الناس والوقوف معهم صفاً للوصول لهامة النجاح والريادة .
شيخي الدكتور ناصر القفاري : تحديدُ المجال العلمي والمعرفي في خدمة هذه الأمة المحمدية وإختيار التخصص المنشود .

هذه مقدمة أحببتُ بيانها قبل سؤالي لكل القُرّاء , - ذكورا وإناثا - : هل يُمكنكم تذكيرأنفسكم بتلك الأسماء من المعلمين أو المربين من الذين لازلتم تحتفظون بأسمائهم في صميم قلوبكم لِمَا لهم من المواقف الإيجابية إتجاه كُلِّ واحد منكم في التربية والمنهج ؟
( المواقف السلبية – كرما منكم أيها القرّاء – عدم تذكرها أو الإلتفات لصدى أحداثها )

شكرا لكل الإخوة والأخوات هنا وأبعثه لكم على طبق من التقدير والود وكم استمتعت بقراءة جميل ذكرياتكم فلا تجعلوها في إرشيف الزمان