![]() |
قراءة السِّيَرِ والتَّرَاجُم
قراءة السِّيَرِ والتَّرَاجُم إنَّ مِنْ أحْسَنِ ما يكتسبُه المرء في حياته القراءةَ في تجارب الآخرين , والأخذَ من سيرهم وتراجُمِهم العظةَ والعبرةَ والحكمةَ والدروسَ الإنسانية الصالحة لكلِّ زمان ومكان . وإن من أبرز ما عُنِيَتْ به الثقافة العربية الإسلامية التأليف في علم السير والتراجم على مختلف الأنواع والمشارب والأطياف والمذاهب والتخصصات . فرأينا كُتباً تعنى بالصحابة الكرام , وكتباً تعنى بالمحدثين وطبقاتهم , ومصنفات بالفقهاء وأصحاب المذاهب , وكتبا في اللغويين والنحاة , وأخرى في الأدباء والشعراء , وفي الأطباء والقراء , والخلفاء والوزراء , وغيرهم ممن يستحق أن يُترجَمَ له , وأن تُقْرَأ سيرتُه وحياتُه . وإن المتتبع لمثل هذه الكتب ليجدُ فيها كنزاً ثمينا من العلوم والحكمة والفوائد الجمة التي قلما توجد في الكتب العلمية والثقافية , , وكثيرا ما أُخِذَت الفائدة العظيمة من ترجمة منزوية في كتاب لا يكاد يُعْرَف . إضافة إلى ما انتشر في العصر الحديث من الكتب التي تُعنى بالسير الذاتية وكتابة بعض الشخصيات السياسية أو الاجتماعية أو الفكرية عن أنفسهم وإنتاجهم , فكان فيها من المتعة الفكرية , والسياحة الأدبية ما لا يقدَّرُ بثمن . وإنني أهيب بكل مهتم بأمور الفكر والأدب والثقافة أن ينال نصيبه من كتب التراجم والسير , فيقرأ منها ما تيسر له , والأجدى به ألا يقصُرَ نفسه على نوع واحد من الكتب , فبعض الناس يهتم بقراءة تراجم العلماء فقط , وهي ولا شك فيها خير كثير , ولكن التنويع أمر مطلوب , لأنك لن تعدم حكمة من سيرة ملك أو شاعر أو فارس أو وزير أو أديب , ولعل من أبرز الكتب التي جمعت كثيرا من الأطياف : وفيات الأعيان لابن خلكان , وسير أعلام النبلاء للذهبي , والوافي بالوفيات للصفدي . وقد قرأتُ كتاب ( وفيات الأعيان ) فألفيتُه كتابا عظيما فيه من الفوائد والفرائد الشيء الكثير , ولعلي أفرد له موضوعا مستقلا إن شاء الله فيما نستقبل من الزمان بإذن الواحد القيوم . علي الحامد ( الاثنين )19/11/1432هـ |
شكرا كبير المحايدين على هالموضوع . خصوصا حينما يكون صاحب السيرة صاحب تجربة حياتية , وحل وترحال . لكن مايجعلك تكره كتب السير الذاتية دخول الصغار , فلا تستغرب أن تجد من عمره ( 40 ) سنة قد نشر كتاب عن سيرته !!وقد قرأت كتاب سيرة لفتى عمره ( 18 ) سنة !! من الكتب التي أعجبتني في سير الصحابة كتب ( علي الصلابي ) . شكرا لكم . |
يقول ابن الجوزي رحمه الله واعلم أن في ذكر السير والتاريخ فوائد كثيرة من أهمها أن يطلع بذلك على عجائب الأمور, وتقلبات الزمن وتصانيف القدر, وسماع الأخبار, فالنفس تجد راحة بسماع الأخبار. وقراءة السير والتراجم فيها متعة وفائدة الله يعطيك العافية |
شكر جزيلاً على الموضوع و لا أزعم أنني ممن أكثر في قراءة التراجم وأقول رأيي من خلال سبر ما قرءته فأرى أن الإغراق في السير أقل نتيجة مما يُذكر عنه من فوائد وغيرها. وأيضاً نقطة أُخرى قد تكون خافية وعند قرائتي لكلامك أجدها كذلك وهي أن المتقدمين (خاصة) يكتبون ليس بقصد الترجمه فليس كل ما كتب إنما هو بقصد كتابة سيرة حياة وإنما بقصد نقل معلومة كما في تراجم المحدثين وغيرها وهذا لعله أمر معروف. نعم لست أرمي إلى نسف فكرة الموضوع كيف تكون لدينا هذه النظرة والله سبحان وتعالى يقول في سورة يوسف :{لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} ولكن أرمي إلى التركيز على الهدف من القراءة وهذا ليس متوفر في الترجمة المحضة التي تقوم بسرد كل ما نقل ولا يمكن توفره في الحقيقة لأن ما قد يؤثر في زيد لا يكون بذلك التأثير بالنسبة لعمرو وهكذا. ولا يعني ما أقوله التقليل من قيمة القراءة في التاريخ وفي سير صُناعه، ولكن ليس كل ما يكتب يقرأ فقد تكون سيرة ملفقة أو شخصية مُلفقة من الأساس . |
اقتباس:
شكرا لك أخي مشعل ,, ونعم صدقت , يجب أن نختار من نقرأ لهم وخاصة السير الذاتية ولستَ ملزما أن تقرأ للصغار , ولمن تجربته قليلة . لكن ربما كانت القراءة للصغار تشجيع لهم على الإبداع , والتميز . تحياتي . |
اقتباس:
|
اقتباس:
ولكن لم نتكلم عن الإغراق بقراءة كتب التراجم , ولكن القراءة فيها بشكل معقول أمر مطلوب , وسواء ألفت للترجمة أم لنقل معلومة كما تقول ,, لا يهم المهم أن فيها فوائد جمة , وآداب وحكم , وطرائف وفرائد لا يحسن بالمثقف أن يتجاهلها . شكرا لك عزيزي . |
اقتباس:
إضافة قيمة أختي أحمر بارك الله فيك . |
مشكور أخوي كبير المحايدين
وسبق لي تجربة لقراءة كتاب سير أعلام النبلاء ولكنها باءت بالفشل أو خلتها كذلك لا أعلم. أقرأه مرة وعند اغلاقي الكتاب للأسف كأنني لم أقرأ شيئا اطلاقا.. فلعلك ناصح لي .. هل كنت كذلك وان لكم تكن كذلك فماذا أفعل أنا .. مع أني مستجد أو متوسط بالقراءة.. ولكني أحبها .. وأستمتع بها.. مع شكري لمجهودك الوافر بالساحة هنا.. تقبل تحيات طالبك أستاذي..... |
اقتباس:
ما دمت مستجدا أخي الكريم في القراءة فلماذا تبدأ بكتاب ضخم كسير الأعلام ؟؟؟ قالوها آبائنا ( من كبّر اللقمة غصّ ) أنت لو بدأت بكتب السير الصغيرة واليسيرة مثل : فدائيون لسامي النشار , ورجال من التاريخ لعلي الطنطاوي , ونحوها .... ومع ذلك فليس من الضرورة أن تقرأ الكتاب كله إذا كان بحجم سير أعلام النبلاء فلا بأس أن تختار بعض التراجم لتقرأها بعناية تامة وهناك مشكلة تصيب أكثر المبتدئين في القراءة , وهي أنه يسأل نفسه بعد الانتهاء من القراءة : ماذا استفاد من هذا الكتاب فيجد أن ذاكرته لا تسعفه وهذا خطأ كبير يصد عن القراءة والحقيقة التي يجهلها أن عقله الباطن قد خزن كثيرا من المعلومات المستقاة من هذا الكتاب أو ذاك , ولكنها لا تظهر إلا في مواطن لا يشعر بها القارئ فتجد المعلومة تظهر عند النقاش مع شخص ما , أو عند كتابة موضوع ما , ومع تراكم القراءة يستجمع العقل الباطن كثيرا من المعلومات فتتشكل الثقافة لدى الفرد . ونصيحة أخيرة بالنسبة للقراءة عامة ولقراءة كتب التراجم خاصة : اجعل معك قلما ( ناشفا ) ولا تستعمل الرصاص إطلاقا , وليكن هذا القلم لتسجيل ما يعن لك من فوائد وغرائب وفرائد غير موجودة عادة في الفهرس العام للكتاب , واجعل هذه الفقرات في الصفحة البيضاء لأول الكتاب . واكتب المعلومة وبجانبها رقم صفحتها . وعند الانتهاء من قراءة الكتاب ستجد أنك ملأت صفحة الكتاب الأولى بفوائد كثيرة بإمكانك تدوينها بمدونة مستقلة لتشكل نواة أو كشكولا جيدا . هذا ما لديَّ أخي العزيز , وأرجو أن أكون أفدتك . وشكرا لك أخي الكريم على إطلالتك . |
الساعة الآن +4: 03:15 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.