بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   آية كأني أسمعها أول مرة .. (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=285773)

أبو سليمان الحامد 24-10-2011 10:02 AM

آية كأني أسمعها أول مرة ..
 



خرجت هذا الصباح الجميل لأوصِلَ فتياتي إلى المدرسة , فعبثت أصابعي بمذياع السيارة , فإذا صوت الخشوع يصدح من حنجرة الشيخ سعود الشريم تاليا من سورة إبراهيم , فلما وصل إلى قوله تعالى : {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (7) سورة إبراهيم .
اهتز كياني لهذه الآية , وكأني أسمعها لأول مرة , فأغلقت المذياع مباشرة وظللت أرددها على لساني , وحلاوتها ما تزال تعطر علي كياني كلَّه .
إن الآية العظيمة تشير إلى معنى عظيم , وعظيم جدا قل أن نسمعه من أحد على كثرة الاستشهاد بهذه الآية في كل مناسبة .
إن الآية الكريمة تشير إلى عظمة رحمة الله تعالى ولُطْفِهِ بعباده , وسَعَةِ عَفْوِهِ ومغفرته وفضلِه سبحانه .
كيف ذاك ؟ وأين جاء هذا الاستنباط ؟
جاء هذا الأمر باختلاف جواب الشرط في الحالين : حال الشكر وحال الكفر .
فالآية تتحدث عن نتائج الشكر لله تعالى , ونتائج الكفر به .
فنتيجة الشكر ( لأزيدنّكُم ) أي لأزيدنكم من الفضل والجود والعطاء .
فالتعبير هنا جاء بالفعل المضارع المؤكد بلام القسم في أوله , ونون التوكيد الثقيلة في آخره , ونلحظ هنا أن الفعل المضارع جاء بالإسناد المباشر إلى الله ( لأزيدنكم ) فالفعل هنا مسند لضمير المتكلم المستتر والتقدير : لأزيدنكم أنا .
وهذه كقوله تعالى : {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (21) سورة المجادلة .
فالتوكيد في الفعلين ( لأزيدنكم – لأغلبن ) واحد .
ودلالة مجيء الفعل هنا بعد الشرط ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) يدل على فورية النتيجة , وسرعة العطاء والمنّ والفضل من الله سبحانه ذي الجود والعطاء .

وأما الحالة الثانية : " ولئن كفرتم .. " فهل قال : لأعذبنكم , لتوازن : لأزيدنكم ؟؟؟
كلا , وألف كلا ..
بل قال : إن عذابي لشديد .
فالجواب يبين حال العذاب وأنه شديد , ولا يبين حال المعذِّب سبحانه , وكأنه سبحانه يعطي من كفر بالنعمة فرصة التوبة والرجوع إليه قبل أن يصل إلى العذاب الشديد , وقبل أن يوافيه الأجل ؛ إذْ لو قال : ولئن كفرتم لأعذبنكم لكان العذاب حقا على الله تعالى لأنه أقسم به على نفسه , ولكن الله تعالى ألطف وأرحم من أن يُلزِمَ نفسه بالعذاب .
ولكنه سبحانه ألزم نفسه بالعطاء والكرم والجود .
وهذا المعنى العظيم في هذه الآية مُشَابِهٌ للمعنى الآخر في سورة الحجر : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (49) {وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ} (50) سورة الحجر .
وكنت كتبت مقالا حول آية الحجر في رمضان ما قبل الماضي ,,, وهي موجودة هنا في هذا المنتدى لمن أراد الاستزادة .

نسأل الله تعالى أن يزيدنا من فضله , وأن يرزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته .

كتبه : علي الحامد
صبيحة الاثنين 26 / 11 / 1432 هـ


قـــصـــيـــة 24-10-2011 10:47 AM

هذا هوَ تدبّر الآيات والتمعّن بها لإستنباط مقاصدها ومعانيها
ماشاء الله تبارك الله زادك الله من فضله وزادك علمًا نافع لينفعك وينفع أُمتك

الله سبحانه وتعالى حكمَ على نفسه بالرحمة فقال ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )
فهوَ سبحانه يُريد بعباده الخير ولو عصوه! ودليل ذلك قوله تعالى:
( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون )


اللهم ارزقنا أعمالًا تُرضيكَ عنّا

متصفحة 24-10-2011 10:55 AM

ماأكرمك ربنا و ماأجودك

ماأجمل اللغة حينما تشغل بالبحث عن خفايا الأيات و العبر

بارك الله بك و أحسن إليك و زادك علمًا و فضلآ

الرجم العالي 24-10-2011 10:59 AM

كعادتك سخي ،،وتُضيف الثراء لهذا المنتدى...

اللهم ارزقنا التفكر بمخلوقاتك والتمعن بأياتك.


تحياتي.

أبو سليمان الحامد 24-10-2011 02:03 PM



شكرا لكم جميعا على إطلالتكم وإضافتكم القيمة

بارك الله فيكم .

محب الخيرللناس 24-10-2011 02:47 PM

أثابك الله ونفع بعلمك

لكن سؤالي / هل الآية فيها قسم ؟

لأن حروف القسم ثلاثة الواو والتاء والباء

جزاك الله خير

غيث السماء 24-10-2011 02:57 PM

اقتباس:

ولكن الله تعالى ألطف وأرحم من أن يُلزِمَ نفسه بالعذاب .
ولكنه سبحانه ألزم نفسه بالعطاء والكرم والجود .
[ الله لطيف بعباده ]

ولولا جوده وإحسانه وعفوه وستره ، لما أطقنا العيش ، في دار كهذه

كُتب على أهلها الكبد ،
ولو أن القلوب وعت كلام بارئها ، والله ثم والله مالتفت لخلق فقير مسكين ،
رجاء شهوة دنيوية ،
اللهم لك الحمد على ما أنعمت علينا في قديم وحديث
وسر وعلانية ، وشاهد وغائب

ونـاسه 24-10-2011 03:10 PM






تأمل جميل منك اخي الفاضل ..!
كثير من الآيات نمر بها ونقرأها ولانتأمل في المعني والمقصود
وليتنا انتبهانا لذلك ..!

أبو سليمان الحامد 24-10-2011 06:10 PM

َ
 

شكرا أختي غيث , شكرا أخي وناسة على الإطلالة والتعليق .



اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها محب الخيرللناس (المشاركة 3248631)
أثابك الله ونفع بعلمك

لكن سؤالي / هل الآية فيها قسم ؟

لأن حروف القسم ثلاثة الواو والتاء والباء

جزاك الله خير

شكرا لك أخي محب الخير

وحروف القسم التي ذكرتها هي الداخلة على المقسم به نحو : والله , وتالله وبالله .

وأما القسم الموجود في الآية فمستفاد من اللام الداخلة على أداة الشرط ( لئن ) فهذه اللام يسمونها الموطئة للقسم وتنوب عن فعل القسم ( أقسم ) ثم جاءت اللام الداخلة في جواب القسم وهو الفعل المضارع : " لأزيدنكم "
لأن دخول لام القسم على الفعل المضارع بعد القسم واجب كما تقول : والله لأفعلنَّ كذا ..

وهاتان اللامان ( لام التوطئة للقسم ولام جواب القسم يأتيان كثيراً في سياق واحد ) " لئن لم ينته المنافقون ... لنغرينك بهم " " لئن لم ينته لنسفعن بالناصية " ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن .. " " ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم " .

ثم إن الفعل ( تأذن ) فيه معنى القسم والإلزام .

أرجو أن يكون الأمر واضحا الآن .

وشكرا لك أخي الكريم .

أبوسياف 24-10-2011 11:06 PM

جزاك الله خير

محب الخيرللناس 25-10-2011 10:20 AM

شكرا أخي على الإيضاح

حلا... 26-10-2011 02:19 PM

جزاك الله خير


الساعة الآن +4: 02:47 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.