فلسطينية
 

لأنها فلسطينية،
هي امرأة مختلفة بالضرورة
امرأة تحترف غياب الزوج و فقد الأبناء
و تفجعها دماء الشباب الطرية
التي تلطخ حوائط البيوت و عتباتها
فالغياب و الفقد و الدمار اليومي للحياة
باتت من شروط و جوها كفلسطينية

لأنها فلسطينية،
تعي تماما معنى أن يتجاور الموت مع الولادة
ساعة بساعة و لحظة بلحظة
و تعي بألم أكثر و حرقة أعظم
أن ضحكة الفتي اليافع
التي تتردد اليوم في أزقة المخيم
ثملة بالحياة و وعود الأيام الآتية،
قد تصبح غدا ماضيا
تبكيه ...... بصبر

لأنها فاسطينية،
تعرف جيدا أن الزيتونة لابد و أن
تشرش عميقا عميييقا في الأرض
هكذا علمتها أمها و جداتها من قبلها.
قد يقضم الأعداء أذرعها..
يقصون ساقها..
يجتثون جذعها..
و لكن.... لا بأس

فالجذور تلملم بقايا أسرار الحياة
و تدفنها إلى حين
لتنبثق الزيتونة " الخبيئة" لاحقا..
شامخــــة
عاتيــــــة
صــــامدة ..
بأذرع تطال الشمس
و ثمار تقاوم الاندثار..
هازئة بكل من راهن على انكسارها ...


منقول بتصرف

محبكم / الزورق alzawraq@hotmail.com