بريدة ستي - ( إبرَاهيم أحمد الحميد ) النجم الذي أفـل !

( إبراهيم أحمد الحميد ) النَجمُ الذي أفـل !

إن رثاء شخصية كشخصية حبيبنا الراحل إبراهيم يعتبر من أشد المواقف التي تعصر القلب , ولايعرف قدر هذا الألم إلا من كان قريبًا من ذلك الشخص ( الحنون )

إن خيال شخصيته لايزال يدور في ذاكرتي , أتذكرُ ابتسامته , أتذكرُ لطافته وحفواته , ودعواته التي يلهج بها لسانه حين رؤيتي ورؤية أصحابه ..

إن الراحلَ صنع سيرة عطرة تزخر بالمكارم ومحاسن الأخلاق , وعلى رأسها برهُ بوالديـه وصلته بأهله وأقاربه
إنني أعتبره رمزاً وقدوة في هذا الباب , حدثني عن نفسه ذات مرة وبعفوية أنه لا يمكن أن يخلدَ إلى النوم إلا ويطل على والده , ليمازحه ويضاحكه , ويدلك قدميه بل ويقبلهما , ولايعصي له أمرا ..

وأما عن حاله مع والدته فعجب , فهو المرافق لها دومًا في مراجعاتها في بريدة والرياض ولا يمكن بحال أن يفرط في المرافقة والملازمة لها مهما كانت الظروف من اختبارات جامعيَّة وغيرها
رغم أن لديه إخوة لا يقصرون , لكنه أبى إلا أن يكون له القدح المعلى ؛ وقصب السبق في البر والإحسان
وهو المرافق الملازم لعمّته العليلة ؛ التي توفيت قبل فترة قصيرة . _ رحمها الله _

قال لي ذات مرة : أنه إذا كان بصحبة أهله في نزهة ؛ أو جلسة ؛ فإنه يغلق هاتفه الجوال ؛ احترامًا وتقديراً لأمه وأخواته لأن هذا الوقت مخصص لهم
ويشمئز ممن يعبث ويكثر الحديث بالهاتف أمامهم .

قلتُ لكم إنه رمز في الأدب والخلق الجم /:

وكان رحمه الله يناصحنا ويوصينا بأهلينا وأن نكون بجانبهم ؛ لاجسداً فقط ؛ بل روحًا ومشاعراً ..
وأن نغدق عليهم الحب والعطف والحنان ؛ ومن يتأمل رسائله في تويتر وغيرها , يجد أنه اهتم بجانب البر والصلة إهتمامًا بالغًا فهو القائل /

( لا تفكر بأخطاء والديك فهذا طريق لباب العقوق ) أ.هـ
وهو القائل أيضًا / ( بر بِوالديك ولو لم يُحسِنَا إليك .. فكلٌ سوف يُحاسَب ) أ.هـ
ولهذا فهو يمتلك قلبًا وإحساسًا مرهفًا أتعجبُ منه , حتى إذا روينا قصة مؤثرة ؛ أو حادثة حزينةً تجد دموعه تنحدر على خديه رغم عنه ؛ وأنا شهدت على هذا بنفسي

هذا شأنه مع أهله وأقاربـه !

أما إن أردتم معرفة أخلاقه مع خِلانه ومن حوله , فدونكم التغريدات التي ضجت بها سماء تويتر صباح هذا اليوم !

قائل يقول /

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠّﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: { ﺇﻥ ﺃﻗﺮﺑﻜﻢ ﻣﻨﻲ ﻣﺠﻠﺴﺎً ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﺣﺴﻨﻜﻢ ﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً } ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ.. الكل يشهد لأبي خالد بالخلق الحسن.. ياربي فاكرمه بعفوك ورحمتك..ورضوانك.. أ.هـ

ومغرد آخر /

كفى قول الرسول عليه الصلاة والسلام.: أنتم شهداء الله في أرضه. رحمك الله أبا خالد أ.هـ
ومغردٌ يغرد /
لسانٌ لاهج بالذكرِ حيناً وحيناً لايمل من الدعاء ذهبت إلى رحيمٍ بالبرايا وطهرُ الروح سار إلى السماء رحمك الله أباخالد دعواتكم له أ.هـ

وتغريدة صديق مكلوم /
كنت صادقاً في محبتك .. ولن أنس نصائحك .. الصلاة .. الإحسان للأهل .. طيب الكلام .. الكرم وغيرها كثير أ.هـ

ومغرد يعزي المحبين /
اختاره الله مسلماً خلوقاً من بين مليارات البشر ،، أتظن بعد ذلك أن يتخلى عنه . هو بإذن الله في راحة تامة الآن ، عزاؤنا لمحبيه أ.هـ

وإمام لأحد المساجد يقول /
غفر الله له كلما تذكرت كلماته لي( وين مسجدك يابوانس ابصلي معك ! وشف لا شفتن طوّل القراءة ) كلما تذكرت هذه الكلمات اقشعر جلدي وخنقتني العَبرة أ.هـ

...

الله يرحمه كان طيب القلب .. ماسمعت عنه إلا كل الخير أ.هـ

...

الصلاة ماتفوته الله يرحمه ويغفر له أ.هـ
...

وأحدهم يذكر موقفًا سابقا /
قال لي مرة بعد أن تنهد: الله يرزقنا حب الله ؛ اللهم اجعله يبشر بروح وريحان ورب راضٍ غير غضبان إنه الكريم المنان أ.هـ

وشاهد عيان في المقبرة يقول /
(علوٌ في الحياة وفي المماتِ) من شاهد المقبرة وهي مكتضة يعرف جيدا من يكون أباخالد -رحمه الله- اللهم ثبته عند السؤال ،، أ.هــ

وأيضًا /
صليت على إبراهيم الحميد فاستبشرت خيرا من كثرة طلاب الجامعة المصلين عليه ، أحسست وكأني في وسط الجامعة. فاللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه. أ.هـ

وآخر /
والله إني لما رأيت هذه الجموع الغفيرة في المقبرة استبشرت خيرا أ.هـ

وأختم بتغريدة أحد الأفاضل حيث يقول /
والله إني لأتساءل ما الذي جعل تويتر يضج بخبر وفاة أخينا إبراهيم؟! فهذا معزي , وذاك يثني وذاك وذاك إلا أنها سريرةٌ بينه وبين ربه •رحمه الله أ.هـ

وحتما سيعاني طلاب كليته من فقده , فهو شعلة وقادة , والموضح والناطق على لسانهم , والباذل في تسهيل مطالبهم , وهُو الذي يغامر في ملاحقة ومناقشة أساتذتهم كل ذلك في سبيل راحتهم واغتباطهم .
سيذكرني قومي إذا جد جدهم ** ** ** وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .

إبراهيم تخنقني العبارات حينما أتذكر مصافحتك وقولك لي / أحبك في الله يا أباريّان ..
قلتُ / وأنا واللهِ .. وأنا واللهِ أحبكَ في الله يا إبراهيم , وأحبّك الله الذي أحببتني فيـه ..
وجعلك الله من أولياءه وجمعنا بك في دار كرامته , ولاملامة على الدموع إن هطلت وانهملت لفقدك ؛ ولن ننس رقتكَ , ورحمتكَ , ورأفتك , وحنوك ولطفك وجميل صفحك .. !

سطرتُ هذه السطور ؛ من أجل أن ندعو له بالنعيم والحبور , والغبطة والسرور , فكلنا ستفيض نفسه , ويقضي نحبه , وطوبى لمن أصلح قلبه وعمله
وليعلم الأحياء أن صفحة الحياة أمامهم بيضاء , ليسطروا فيها أمجد السجايا وأزكى الصفات .

لابد من فَقْدٍ ومن فاقِدٍ * * * * هيهات مافي الناس من خالدٍ !
.

أيها الأصفياء /
حماكم الله من صروف الدهر ؛ وطوارق الزمان .

أخوكم المكلوم /: