بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   هذه الليلة .. ستنام في حضني ! (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=298062)

معاني17 10-03-2012 12:24 AM

هذه الليلة .. ستنام في حضني !
 
*

هذا الصديق بالذات , تمضي معه ساعاتي بسرعة ..
أظنه يبادلني نفس الشعور , وإن كان يحاول إظهار عكسه !
في هذا اللقاء أعددت له مفاجأة !! من نوع مختلف ..
( صورته .. وهو في الخامسة من عمره )
احتفظت بها , مع مجموعة صور , لوجوه القدامى ..
لم يكن يعلم بوجودها , ولم علم لطلب مني تمزيقها ..
فقد مر بفترة مزّق فيها كل صوره .. ومثله كُثـُر !!
ثم عادوا يلملمون شتات ملامحهم القديمة ..
عند أصدقاء الطفولة !

كنـّا متجاورين يفصلنا (مركاة ) ..
الصور بحوزتي , ومن بينها صورته ..
أناولها إياه صورة صورة , أرهقت ذاكرته , لكنه مستمتع !
سيما أنه ينجح كل مرّة , يحدق قليلا , طالبا مني أن أتركه ..
ليخمّن صاحبها بنفسه , ثم ينفجر ضاحكا , أو متعجبا ..
وتارة غير مصدق أن هذا فلان !!

تعمّدتُ أن تكون صورته الأخيرة ..
نظر إليها , ثم نظر إليّ ! عاد ينظر إليها , وقد سكنت كل جوارحه ..
عدا نبضه , ونفَسه , استدار واتكأ بظهره على ( المركاة ) !!
يتأمل صورته , عُدتُّ أجمع الصور , وتركته مع طفولته ..
حتما هو يخفي عني دمعة !
فمن صفات صاحبي .. قلبه الشفاف , وذاكرته القوية ..
وهاتان صفتان تكفلان ارتكاب الحزن بإسراف !
عاد يحدثني دون أن يلتفت إليّ , وكأنه يحدث نفسه : ..

آآآه .. يا لغبائي !!
كنت أظن إصرار أمي أن ابني يشبهني تماما ..نابع من حبها ..
وربما كان لزوجتي دور في تأكيد ظني وحماقتي ..
فدائما ما تفند كلام أمي , زاعمة أنه أجمل مني !
كثيرا ما كانت تحاول لعب دور البطولة في مشاهد حياتي ..
هذه المرة لعبت دور ( الكمبارس ) بامتياز !
سأفقأ عينيها بتلك الصورة !

ياااه .. كان يجب أن أصدق أمي , فهي لم تخذلني قط ..
هذا ابني .. نفس الملامح , النظرات , رسم حواجبه , كل شيء !
أوتعلم ؟! الآن أحسست أنه بضعة مني , أكثر من ذي قبل !
هذا اليوم قسوت عليه لسبب تافه ..
لا تأس يا ولدي .. هذه الليلة ستنام في حضني !


فجأة ! وقف وكأنه ملدوغ , ويضع الصورة على قلبه ..
ودون مقدمات , يريد الذهاب إلى منزله , أخرج جواله واتصل ..
شيعته إلى الباب , وكنت أسمع بعض حديثه , ولا أفهمه ..
لكنني متأكد أنني سمعته في آخر مكالمته يقول :
( لا ينام ليما أجي ) !!

صديقي ..
لست بحاجة إلى دليل حسي يثبت لك ..
أن ابنك يستحق حنانك , وحضنك .

*

سمو احساسي 10-03-2012 02:42 AM

إنك تعرف كيف تلون مواقفك اليومية
لتسطرها بحلة مذهلة
بموضوع يتربع الساحة ..


ما أجمل الطفولة
حينما تختصرها
صورة أًلتقطت بعفوية
فهي تختصر مواقف بل عمر
تشتاق إليه ....

في موضوعك هذا استشعرت موقفي...
بما أنني البكر لأهلي وقد كان لي نكهة خاصة
ليست عند أمي و أبي فحسب بل كنت عند أخوالي لاسيما واني
أول مولودةلإخوانهم وأخواتهم....
وقد كان خالي يحتفظ بصور كثيرة لي
مزق بعضها في فترة من الفترات
ومازال يحتفظ ببعضها
وكنت عندما أراه اطلب منه ولو صورة واحدة
فكان يثير فضولي بوصف دقيق للصورة فقط

ومع تكرار الإصرار
أعطاني بعض نسخ من صوري
ومازال التحدي بيني وبينه قائم
فكل طلب يطلبه مني سواء مصيري أو طلب عابر
جائزته صورة لي معتبرة ع حد قوله.....

سطورك هزت مشاعري
لأنها هيضت شجوني بلحظات جميلة ...
فكلما جلاني ما يعكر صفوي
تأملت تلك الصور
فكأنها تطبطب علي
وينجلي ما ينجلي ويبقى ما يبقى.......

وهيضت مشاعر صديقك نحو ابنه
الذي لم يندفن حنانه وحبه وعطفه
بل ربما غشاه ما غشاه من متاعب الزمن
وصورته كانت جلاء لتلك الغشاوة......

أدام الله علاقتك بصديقك
ووثقها بالإيمان والإخلاص...



دمت نبعا معطاء ...

ياحسافة 10-03-2012 07:23 AM

اقتباس:

سطورك هزت مشاعري
لأنها هيضت شجوني بلحظات جميلة ...
اصبحنا واصبح الملك لله

والله يكفينا شر المشاعر اذا اهتزت :s

جــوانا (1) 10-03-2012 08:45 AM

طرح جميل وأسلوب راقي

يمتع القارئ وهو يقرأ بين سطورك المبدعة والمتقنة

رغما أنك أحسستني بالحنين لوالدي

فأنا قريبة الشبه منه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ..

التيجان 10-03-2012 09:03 AM

وهل سيحضن صغيره لانه يشبهه فقط؟؟؟؟؟؟؟هذاماتراءى له.....سيحضن صغيره لانه فقط صغيره ولانه يستحق الحضن.....ولان النوم لايحلو الا بانفاس صغير تعطر وجوهنا ووتعبق بانوفنا

آآآآآآآآآآآآىه مااحلى الصغار وامتعهم

المطيري11 10-03-2012 11:02 AM

مشكور على الطرح المميز

حربي عابر دربي 10-03-2012 11:12 AM

بالتاكيد انه سيحضن نفسه بنفسه وماضية المتجسد في هيئة ابنه

+

مبدع الله يوفقك

515 10-03-2012 01:24 PM

طرح مميز جزاك الله خير

ورد ~ 10-03-2012 03:49 PM

طـــرح مميز و موفق
دمت معطاء للساحة

أبو رُبـــــى 10-03-2012 04:07 PM

قرأت العنوان ولكنني قلت في نفسي لعله من العناوين
التي تجلب القراء .. :)

ثم فكرت قليلاً وقلت في نفسي معاني 17 لا يمكن أن يسيل
قلمه بشيء من السذاجة .. :)

قرأت القصة وفعلاً لم أتلذذ يوماً ما بألذ منها .. :)

فعلاً .. قصة تجعلني أندم على تصرف أحمق تجاه أولادي أحياناً ..

وأنا أقرأ القصة أتخيل ابني ذو السبعة أشهر ، وقد قمت بنهره قبل أيام لكثرة بكائه !
وبعد خروجي من البيت أحسست بالخطأ الذي جعلني أنبه كل من في البيت أن ( ريّان )
لا يجب أن يبكي أبداً .. ولا أن ينهر بتاتاً .. فما زال طفلاً صغيراً لا حول له ولا قوة ..

كلماتك أخي معاني 17 تجعلني أقول ( ستنام في حضني يا ريان ) .. :)

شكراً لا تفي أيها الكريم ..

حلاها شمالي 10-03-2012 04:16 PM

لاتعليق

أسعدكـ المولى

ذكوري 10-03-2012 06:34 PM

طرح مميز

نالا 10-03-2012 09:51 PM

رائعه بحق
كم تمنيت بأن لي صورة في الصغر
ودائما ماتمنى ذلك
لعلي اعيش تلك اللحظات الجميله


بورك فيك
شكري وتقديري

درع القصيم 11-03-2012 08:35 AM


قصة ووصف جميل ،، مُبدع بالروايات ، ننتظر جديدك ..
بالتوفيق ؛؛؛


الساعة الآن +4: 08:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.