بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   هل مِن المعقول حقًّا أن يوجدَ في صفوف المسلمين (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=299579)

الوشاح النسائي 28-03-2012 03:57 PM

هل مِن المعقول حقًّا أن يوجدَ في صفوف المسلمين
 



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ، ماظهر منها وما بطن

أما بعد:

هل مِن المعقول حقًّا أن يوجدَ في صفوف المسلمين

من يقوِّض مسيرتهم أو يخدش بناءهم؟!



أمِن المعقول أن يكونَ بين المسلمين من يجعَل من نفسِه تطوُّعًا معوَلَ هدمٍ

لا يقلّ ضراوةً عن معاول أعداء الإسلام؟!


أمِن الممكنِ حقًّا أن نصلَ إلى حالٍ نعاني فيها من بني جلدتِنا ما يفوق معاناتنا من أعدائنا؟!



فالجواب أن نعم،

وليس هذا بمستغرب، كيف لا وقد حدَّث عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم

وهو الصادق المصدوق كما في حديث حذيفة

حينما سأله حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قائلاً:

يا رسولَ الله، إنّا كنّا في جاهلية وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شرّ؟

قال: ((نعم))،


فقلت: هل بعد ذلك الشرّ مِن خير؟


قال: ((نعم، وفيه دخَن))،


قلت: وما دخَنه؟


قال: ((قومٌ يستنّون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرِف منهم وتنكر))،


فقلت: هل بعد ذلك الخير من شرّ؟


قال: ((نعم، دعاةٌ على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها))،


فقلت: يا رسول الله، صِفهم لنا،


قال: ((نعم، قومٌ من بني جِلدتنا ويتكلّمون بألسنتنا))


الحديث رواه مسلم،



وفي لفظ له: ((وسيقوم فيهم رِجال قلوبُهم قلوبُ الشياطين في جثمان إنس))..



ولو لم يكن الأمرُ كذلك لما توعَّد سبحانه من يقَع في أتّون الإغواء والإضلال
بين المسلمين بقوله:


( إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ


لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )


سورة النور آية رقم 19





فلا غروَ إذًا ـ رعاكم الله ـ

أن تكونَ هناك أقلامٌ كالمأجورةِ جعلت مِن بَنان ممسكِيها أُجَراء لفكرٍ منقوص


أو متطوِّعين لتعويق مسيرةِ الإسلام الخالدة،

بَثّوا نُطفَ أفكارهم لإيلادِ أطفالِ دهاليز منفلّين لكلّ لاقط،

يشكِّكون من خلالها في ثوابتِ الدين تارة،

ويهمِزونها ويلمزونها تاراتٍ أخرى،

يشوِّشون في ثوابتِ ديننا ومقوّماته بأحبارٍ أجنبيّة عنّا،

شُغْل بعضهم الشاغِل الإزراءُ بموقف الشريعةِ تجاهَ المرأة،

فسخِروا من الحجاب المفضي إلى العفاف،

وأظهَروا الشماتة بقوامَة الرجل،

ونسبوا أسبابَ تراجُع المسلمين وضعفِهم أمام أعدائهم إلى خلّل في مناهجهم الدينيّة،

زاعمين أنّ الإصلاح لا يكون إلاّ في خلخلتِها وتهميشِها.






كما أنّ هناك قنواتٍ مرئيّةً جنَّدت نفسها من حيث تشعُر هي أو لا تشعر،

وكِلا الأمرين مصيبة،

نَعَم جنّدت نفسها في بثِّ ما مِن شأنه محوُ العفاف ولثمُ الحشمة ونشر الإثم عاريًا
دونما استحياء أو مسؤولية،


فجعلت في إذكاء التمازُج بين الفتاة والفتى في منتدياتٍ دولية
خالية من القيود والحدود الشرعيّة،


ليجعلوه نوعًا من أنواع السباق المحموم والشجاعة الساخرةِ بمقوّمات الحياة

والشهامة والكرامة الإسلاميّة والعربية.

همَّشوا ثكالى المسلمين وأراملَهم، فلم يجدوا حلاًّ يواسون به جراحَهم إلا من خلال
نشرِ الإثم والقِحَة والمروق من الفضيلة.




وإن تعجبوا ـ رعاكمّ الله ـ


فعجبٌ ما تلاقيه تلك البرامج من رجعِ الصدى لدى الأغرارِ واللهازم من بني ملّتنا،


في حين إنّك لا تجد من أهل العلم والإصلاح وهيئاتِ التربية والتوجيه

ومنظّمات حقوق الإنسان ما يكشِف هذا الزيفَ المرئيَّ ويزيل اللثام عن أنيابه

ويبيّن أضرارَه ومخاطره على الأجيال الحاضرة والأجيال الصاعدة،

وممّا لا شكَّ فيه أنه بمثل هذا تسفُل النفس، ويعمّ الخلَل أوساطَ المسلمين،

وتنتشر الحطَّة والدون، ويعظم الركون إلى الأهواء والأدواء.




ألا فاتقوا الله رعاكم الله،

والحذرَ الحذرَ أن نؤتَى مِن قبل أنفسنا ونحن لا نشعر،

أو أن نستوردَ البلايا وسطَ ديارنا بحُرّ أموالنا ومحضِ أفكارنا،

فإنّ الحلال بيّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات.

ألا فإنَّ الحقَّ أبلج والباطل لجلج،

وإنّ شرّ الدوابّ عند الله الصمّ البكم الذين لا يعقلون.

فشريعة الله كالبيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك،

وماذا بعد الحق إلا الضلال؟!



( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ

فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدّلُونَهُ

إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

سورة البقرة آية رقم 181



منقوووول


الساعة الآن +4: 11:42 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.