قال تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) .. اللهم لا منجا ولا ملجا منك إلا إليك

من منّا لا يدعو الله ويسأله ؟؟؟ جميعنا ندعو الله ونسأله ونتحرى أوقات الإجابة كوقت السحر أو آخر ساعة من يوم الجمعة أو في السجود ....
فهذا مريض يتمنى من الله الشفاء وهذا يدرس ويدعو الله بالنجاح وهذا مقبل على زواج ويسأل الله التوفيق وذاك فقير .. وتلك في كربة ووو ...
لكن هُناك من ييأس ويحزن بأن الله لم يستجيب دعواته ولم يحقق مايتمنى ..!! مع العلم أن الله قال (( ولا تقنطوا من رحمة الله ))

فلماذا لم يستجيب الله دعاء البعض منّا وربما كلنا ؟؟! هناك أسباب منها:
1- مانفعله من منكرات تغضب ربنا فلا تستجاب دعواتنا ! فقال تعالى (( ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين )) !
وقال (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ))
فالفاء في (( فليستجيبوا )) فاء شرطيّة لإستجابة الدعاء فلابد علينا أن نستجيب لأوامر الله ونواهيه كذلك في (( وليؤمنوا بي ))
2- وربما إدخرها الله لنا حسنات يوم القيامة قال صلى الله عليم وسلم ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه بها
إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها . قالوا : إذا نكثر . قال : الله أكثر
3- وقد يكون عدم إستجابة دعواتنا دفع عن ضرر قد يصيبنا ! فـ رُبَّ إمرءٍ حتفه فيما تمناه ! كما في الحديث السابق
وقد قال الله تعالى (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ))
4- الدعاء في الرخاء وليس فقط في الشدة ! ولو كنّا في نعمة وراحة فلا نعلم عن تقلبات القدر فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام
يدعو الله ويستعيذه من زوال النِعم وتحول العافية ونزول النِقم فيقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ )
5- الإلحاحْ في الدعاء فالذي يجب علينا عند الدعاء الإستمرار فيه فإن الله يُحب العبد اللحوح في الدعاء وهذا يدل على صدق رغبته
فقد جاءَ في الأثر أن إمرأة عقيم قالت لكليم الله موسى عليه السلام: سلْ الله أن يرزقني بالولد .. فدعا موسى الله أن يرزقها بالولد
قال الله كتبتها عقيم .. وبعد مدة طويلة رأى موسى عليه السلام تلك المرأة ومعها ولد .. فسألها وقالت هذا ولدي .. سأل موسى عليه السلام
الله كيف وهي عقيم ؟ قال الله لازالت تسألني وتُلِحْ عليّ بالسؤال فاستحييت وأعطيتها سؤلوها ..
فقد قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله حيّيٌّ كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين ) صححه الألباني
6- وهذا السبب مهم جدًا ربما غفل عنه البعض وهو إحسان الظن بالله بأن يستجيب دعواتنا ويحقق أمنياتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك
( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) أخرجه الترمذي
وفي الحديث القدسي يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى (( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء ))

ولا تنسوا ..
- أن تدعوا الله بما شئتم ولا تستحوا فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى شراك نِعَلِه ) الشراك هو الخيط أو الحبل
- أن تدعو للمسلمين بما يتمنوه فقال رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (دَعْوةُ المرءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابةٌ , عِنْد رأْسِهِ ملَكٌ مُوكَّلٌ
كلَّمَا دعا لأَخِيهِ بخيرٍ قَال المَلَكُ المُوكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، ولَكَ بمِثْلٍ)



في الخِتام أسأل الله أن يستجيب دعواتكم ويعطيكم حتى ترضون .. آمين
وأحمده على أن هداني لكتابة هذه السطور فالحمدلله الذي هداني لهذا وماكنت لأهتدي لولا أن هداني الله .. أختكم قصية :f: