بريدة ستي - الصــــلاة الصـــــلاة الصـــــــلاة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله امابعد :

فيقول الله تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )ويقول الله تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) ويقول الله تعالى ( وان اقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي اليه تحشرون )

فاالصلاة عباد الله ركن عظيم من اركان الإسلام وهي من أحب الأعمال الى الله وأفضلها

فتاركها ومنكرها خارج من الإسلام كما قال صلى الله عليه وسلم ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )

ويوم القيامة موعود من الله في سقر كما قال الله تعالى ( ماسلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين)

والمضيع لها موعود بواد من اودية جهنم قال الله تعالى ( فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً )

والساهي عنها له الويل يوم القيامة قال تعالى ( ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )

بل المتثاقل عنها عده رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين حيث قال ( اثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء ولو يعلمون مافيهما من أجر لأتوهما ولو حبوا )

بل كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يهم بإحراق البيوت على من جلس في بيته وتخلف عن الصلاة في المسجد

فصلاة الجماعة واجبة في المسجد ولايعذرعنها أي أحد قادر فقد جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم رجل لديه عدة أعذار صحيحة فهو أعمى وليس عند قائد يقوده وبينه وبين المسجد واد ملئ بالسباع والهوام ومع هذه الأعذار قال له صلى الله عليه وسلم اذا كنت تسمع النداء فاأجب

فإذا كان هذا في حق رجل أعمى ليس له قائد يلائمه إلى المسجد فمن باب أولى فلاعذر لمن عافاه الله أن يتخلف عن الصلاة وهو صحيحا معافى آمنا لديه في هذا الزمان مايعينه على اداءها بيسر وسهولة

عباد الله : إن هذا الوعيد الشديد من الله تعالى بشأن الصلاة ليؤكد على أهمية الصلاة ومغبة تركها

فالصلاة شأنها عظيم وأجرها كبير يدل على ذلك مارتبه الله وأجراه من أجورعظيمة لمن اداها جماعة في بيت الله

قال صلى الله عليه وسلم ( بشرالمشائين الى المساجد في الظلم بالنورالتام يوم القيامة)

وقال صلى الله عليه وسلم (من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله ، كانت خطواته إحداهما تحط خطيئة ، والأخرى ترفع درجة.

وقال صلى الله عليه وسلم( من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم )

وقال صلى الله عليه وسلم (من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه )

بل ان السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ذكرمنهم ورجل قلبه معلق في المساجد وقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ) وذكر منها( وكثرة الخطا إلى المساجد )

وقال صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح )

فالفلاح والفوز بالجنة لايكون الا بااداء هذه العبادة العظيمة

فلاتضيعوا الصلاة فتضيع بقية الأعمال فانه من لم تقبل صلاته فلن تقبل بقية اعماله كما قال صلى الله عليه وسلم ( اول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فان قبلت قبلت سائر اعماله وان ردت ردت سائر اعماله )

وهذه المحاسبه تكون على من يصلى ويخشى القبول

فكيف بالذي يتلاعب بالصلاة يصلي احيانا ويترك احيانا ويسهو ويتثاقل وربما تركها عياذ بالله لاشك انه اكثر بعداً عن الفوز والفلاح

عبادالله : يقول الله تعالى انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر واقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين )

فياعبادالله لو كانت الصلاة كافية في البيوت لما أمر سبحانه وتعالى وكلف عباده وهو الرحيم بهم ببناء المسجد الحرام وقد أوجد فيه الكعبة المشرفة

و لو كانت الصلاة كافية في البيوت لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد النبوي

وهكذا في كل زمان الى قيام الساعة والمساجد تعمر للصلاة بل ووُعِد ببيتٍ في الجنة لكل من بنى مسجد ولو كمفحص قطاة

فلاحجة عباد الله لمن يحتج بالصلاة في بيته ويتخلى عن الفضل العظيم والتفريط بسبع وعشرين درجة فهذا فارق بين من يصليها جماعة او بمفرده في حق من فاتته صلاة الجماعة بلا عذر

فاأتقوا الله عبادالله فإن شأن الصلاة عظيم وهي آخر مايفقد من الدين بعد أن فُقد الخشوع فيها وهو أول مايفقد من الدين

اللهم اجعلنا من المقيمين للصلاة نحن وذرياتنا وجميع المسلمين

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فااستغفروه انه هو الغفور الرحيم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد

الشيخ / فهد عبدالرحمن السرداح