![]() |
حين صاح عالم الإرجاء : اقتل والديك لتلتحق بالجهاد | الجزء 1 |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في زاوية ما في كوكب الأرض كان هناك عالم يزاول مهنته ويمارس هوايته ، فبعيد خروجه من منزله يمر على صومعته القريبة من بيته ، ليلقي فيها محاضرات ودروس في علم الإرجاء يركز فيه على جانبين يدرس فيها بشكل يتماشى مع المستجدات رغم أنه أسير وسجين صومعته : فحين يضجر المسلمون من شئ ما أو يطالبوا بحق لهم أو إصلاح يشرع في دروس مكثفة لمادة الآداب فيحدث طلابه عن عظم فضل الصبر على الظلم وأن أذية الصالحين سنة الحياة وحكمة ربانية وعبادة يتقرب بها إلى الله ولا يأتي يوم القيامة أحد أفضل منه إلا رجل صبر على أعظم من ذلك وزاد ،، والجانب الآخر هو الجهاد فرغم ما تمر به الأمة من نكبات ومآسي يركز على فصل واحد من باب الجهاد "الإمامة والإذن" ، وكان هذا العالم يختبر طلابه بطرق مختلفة فيحدثهم بقصة حقيقية من عالمنا الإسلامي ليجس بها نبضهم وهل بقيت فيهم نخوة أو إحساس بأخوة تجاه إخوانهم ، ويطلب من طلابه تدوين الحكم الشرعي مع أن غايته قياس شعورهم وهل تشربوا بالإرجاء أم لا ، وبعد التدوين يطلب منهم كتابة أسماءهم عليها حتى يكافئوا بمجتهد الحلقة وغيرها من ألقاب المديح لتحفيز طلابه على المسارعة والمسابقة في الإرجاء ثم يأخذ تلك الأوراق ويتفحصها ويدقق فيها كلمة كلمة ، فيجعل ضحاياه في الصف الأخير ويبدأ بتركيز الضالون أو من خانتهم العبارات ليقدمهم في الصف الأول ، وفي كل شهر يجمع تلك الأوراق ويدبسها مع ورقة له على الحضور المبكر والمنظم ويبصم فوقها بصمة بحجم إبهامه الوضيع ، ثم يعرض طلابه على افتتاح البرامج ذوي الرعاية الحكومية والدعاية المجانية لمشاريع سرقة بيت مال المسلمين وينال هو بذلك الألقاب والجوائز والأوسمة حتى امتلأ بيته بها فجعل لها غرفة خاصة "متحف" داخل منزله ،، بعد سنوات تكاثر المرجفون في تلك المدينة وعظم شأنهم حتى بدأ منهجهم ينطلي على جهلة المسلمين ، فبدأ يشار إليهم بالبنان في الصلاح ، وما إن يعكر شئ ما صفو الأجواء كغزو بلد مسلم حتى طعنوا في أهلها وقالوا بذنوبهم سُلط عليهم .... ، ويبدأ الثرثرة حولها والجدل ثم تلجم الأفواه والأصوات المزعجة بفتوى تافهة وضعت الأدلة فيها غير موضعها ، فيصمت الجهلة ، وينصاعوا ويساقون إلى الموت وهم ينظرون بأمر من تلك الدعاة المرجئة ورضى بهم وقناعة بكلامهم وتقديم منهم قولهم على قول الله ،، وأخيراً أتى موسم الحصاد فبعد ما دارت رحى حروب واستُدرج فيها مسلمون وقتلوا وشردوا وجاهد عصبة منهم في الله حق جهاده وطورو أساليبهم ، كل ذلك والمرجئة عنهم صم عمي فهم لا يريدون أن تفسد عقائدهم برؤية ذلك ويحسبونها خيانة لله ويتعبدون لله بالعبودية لغيره وصدق فيهم "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" ووقعوا فريسة أخيرة لا ينجدهم أحد فوقع الحق عليهم وتبين لهم خساسة ما مارسوه على إخوانهم وتجرعوا مرارة الظلم وهم الذين طالما أثبتوا للكفر براءتهم وشنعوا على المجاهدين أعمالهم واتهموا وجرموا وأخرجوهم عن الدين ذاقوا ما ذاقوا فأذاقهم الله أشد ما ذاق إخوانهم ، توغل العدو بلدهم بلدة بلدة فما كان منهم إلا أن يفتوا بالبقاء في المدينة وعدم الخروج للقتال في مدن أخرى وفعلوا فعلتهم ومارسوا طقوسهم على بني عمومتهم ومدن بلدهم الذي طالما أزهقوا أرواحنا بولاية وليهم ، ووحدة الأرض تحته بدأوا في لحظة بتقسيم البلاد "سايكس بيكو فكري" وقالوا لا تنفروا إلى مدينة فلانة فلها رجالها ونحن نجلس في قريتنا ولا نبدأ بمشاكسة العدو ونفعل ما يأمرنا به لغرض درء المفسدة العظمى وهي "احتلال قريتي وزهق روحي" ، وفي يوم من الأيام اقتحم العدو بلدتهم وبدأ بقصفها ليس لأنهم قاتلوا بل ليهابه من جاوره "كعادتهم خرجوا بطراً ورئاء الناس" فوقع الإختيار على مدينة ذلك العالم المرجئ ، بدأ القصف يشتد حتى انقطعت عنها الكهرباء والماء وبدأت أعمدة الدخان تتصاعد في سماءها الصافية ، بدأ الكل يصيح ويستغيث ولا منجد ولا مغيث فمن يغاث ومن يغيث ؟! وكان ذلك العالم خارج مدينته مع بعض من طلابه لمهمة ما "رجال المهمات" وفور وصول الأنباء إليه حتى ارتجف وكاد أن يقع على الأرض فاتكئ على اثنين من طلابه ، وقال لماذا ألم نداهن ألم نسالم ؟! رد عليه طلابه : استغفر الله يا شيخ اصبر وذكروه بما درسهم إياه ، قال : ألا شاهت وجوهكم وكيف تطلبون مني الصبر وربما الآن أهلي قتلى ولا أستطيع الإطمئنان عليهم !! قالوا يا شيخ ماذا بيدنا أن نفعل ؟! قال : يجب إيقافهم ومقاتلتهم فهذا أعظم الجهاد ، قالوا : يا شيخ لا نملك القوة لردعه فهل تريدنا أن نهلك قال : أهلككم الله إن لم تقاتلوه ، قالوا : إن قاتلناه سيضاعفون عددهم ويكثفون علينا القتل فلنصبر قال : أنتم شباب الأمة أنتم وقودها إن لم تقاتلوهم فمن يقاتل ؟! سيغضب الله عليكم ويسخط ويبدلكم بغيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ، قالوا : ماذا تقول شيخنا !! قد فتنت في دينك ولا نريد مخالطتك من الآن حتى لا تفسد علينا ديننا فنحن الآن في عبادة أعظم مما كنا عليه ، أما القتال فاذهب أنت وعائلتك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ، عاد الشيخ إلى مدينته وقد خاب أمله بطلابه ، وأصبح يحرض الشباب تحت السراديب على الجهاد والقتال والدفاع عن مدينته فلا يجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية ، بدأ الشباب يتفلسفون عليه ويسألونه : ياشيخ يدعو بعض الدعاة أصلحهم الله إلى الجهاد في هذه الظروف العصيبة ويقولون بوجوبه فما رأي سماحتكم ؟! وصار طلابه يجادلون في الجهاد ويستشهدون بكلامه وفتاويه ، فقال أحدهم مرة كيف تدعونا للجهاد أفلا نجاهد في والدينا ألم تعلمنا ذلك ؟! ولأن عادة المرجئة لا يخطِّئون أقوالهم ولا يتراجعون عنها يريدون التوفيق بين أقوالهم ، رد عليه الشيخ بصياح لم يتوقع أن يصدر منه ، صاح في وجهه وقال اقتل والداك وجاهد في سبيل الله ،، فقام الحضور عنه وانصرفوا وأشيع خبر جنون الشيخ ؟!!!! انتهت القصة المقصود في هذه القصة متى يرى المرجئة وجوب الجهاد ؟! وكيف يريدون حينها وهم أطلقوا الرصاص على العقيدة وقتلوها في قلوب الشباب يريدون الجهاد حين تشبعت عقولهم وقلوبهم بفتنة حب الدنيا والخنوع والخضوع ، ربوا طلابهم عبى ذلك ويريدون غداً أن يدافعوا عن أوطانهم ، وللملاحظة الشيخ نفسه لم يتب فلو تاب لجاهد لكنه يؤخر نفسه ويريد تقديم الشباب !! كتبه أخوكم عبدالله بن محسود الدغمي حفظه الله |
الساعة الآن +4: 02:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.