بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   لماذا أنتَ حائر ومتردّد ولا تدري ما تقول ؟! (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=30987)

ناصرالكاتب 29-11-2003 07:18 PM

لماذا أنتَ حائر ومتردّد ولا تدري ما تقول ؟!
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ليس الثباتُ على المنهج – الصحيح -، والتشبث به غروراً أو تعنتاً. بل هو محمدة إن قام على أساس سليم، وبناء متين . أمّا إن كان ثابتاً على أرضِ التقليد، متشرِّباً ماء الحزبيَّة، مضطرباً في طينة التعصب المقيت؛ فهو ارتكاس خيبة، لا ثباتُ عزَّة !

وحريٌّ بمن أسسَّ بنيانه على هدى ونور أن يلزمه ولا يغترَّ بغيره وإن زُيِّن وزُخرِف.
وعلى من كان ذا بنيان هَشٍّ أن يعيد النظر في نفسه قبل أن ينهار البنيانُ به .

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ_ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:109] .

يحتارُ المرءُ – أحياناً – حين يكون بين أناسٍ ذوي أراءٍ تخالِفُ آرائه، وتوجهاتٍ تصادمُ توجُّهاته.
فكلما نزلتْ بالمسلمين نازلة؛ فسار على منهجه في علاج تلك النازلة؛ رآهم في المسار الآخر.. المواجه لمساره!
وفي الطريق الآخر.. المخالف لطريقه؛ فهم ينطلقون مما تبنوه، وهو كذلك !
لكنه انزوى في ناحية من الطريق؛ فترك المواجهة !

هم جلساؤه ! بل أهله وذووه ! .
لكنه غريبٌ بينهم .
هو على الحقّ. لكنَّه ضعيف لا يحبُّ المواجهة .
ولذا؛ فهو – من بينهم – حائر ! متردّد ! .. لا يدري ما يقول ..!

هو واثقٌ – تمامَ الثقةِ – بصحة مذهبه، وخطأ أقوالهِم، وعنده ما ينقضُ آرائهم، ويهدم مذهبَهم؛ حيثُ اختار لنفسِه النهج السليم في التلقي، والحكم على مسائل الدّين وقضايا العصر؛ فهو ينطلق مما علِمَه من قواعِد السلف الصالح المبنيّة على كتاب الله تعالى، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وليس من تقعيدات المنظِّرين، وتحليلات السياسيّين ..

لا !
ولم يتخِذ الصَّحبَ والآلَ سرداباً للوصولِ إلى الحقيقة؛ فلا يرى – حينها – طريقاً للحقِّ سواه !

بل اختار سبيل المؤمنين بدلالة علماء الدين.. لعلَّه ينجو من سُبُلِ أهل الضّلال، وتلبيساتِ شياطينِ الإنس.

ومع ذلك؛ فهو حائر ! متردّد ! لا يدري ما يقول !!

المتحاورون – من جلسائه – هم من أقربِ الناس إليه، وهم مخلصون !
لكنَّ الإخلاص – وحده – لا يكفي؛ فلا بدّ من الإخلاصِ مع المتابعة المبنيَّة على العلم .

هكذا هم .. وهكذا يراهم ..

وهكذا هُوَ كما يرى نفسَه.

وأنا أقول :

لماذا أنتَ حائر ومتردّد ولا تدري ما تقول ؟!

( وللحديثِ صلةٌ - إن شاء الله تعالى - .. )


الإعصار 29-11-2003 10:03 PM

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك


الساعة الآن +4: 06:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.