الفوائد والعبر التي نستخلصها من حادثة غرقى وادي لجب _ رحمهم الله _

1/ قال تعالى ( وماتدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) حينما قرأت خبر تلك الحادثة , بدأت أتمتم بتلك الآية وأتدبرها وكأني لأول مرة أقرأها ..!
هل كان يخطر في بال أحد من هؤلاء الغرقى أن وفاته ستكون في وادي من أودية جنوب المملكة
سبحان ربي ! كثيراً ما أتسائل في نفسي في أي بقعة ستكون وفاتي ؟! ولاشك أن اجابة هذا السؤال لايعلمه إلا الله , وهذا يزيدنا يقينا بالله وافتقاراً إليه , ونسأله لنا ولكم حسن الختام , وتلك واحدة من مفاتيح الغيب التي لايعلمها إلا الله , عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) .


2/ الغريق شهيد وهو من الخمسة الذين ورد فيهم الحديث أنهم في عداد الشهداء كما في صحيح البخاري وهم ‘‘المطعون , والمبطون , والغرق , وصاحب الهدم , والمجاهد في سبيل الله ‘‘ إلا أن الغريق لايعامل معاملة الشهيد في المعركة , فيغسل ويصلى عليه , بخلاف من قتل في الجهاد , قال النووي في المجموع (5/225): الشهداء ثلاثة أقسام: أحدها: شهيد في حكم الدنيا: أي يعامَل في الدنيا معاملة الشهيد «وحكمه ترك الغسل والصلاة عليه»، وفي حكم الآخرة بمعنى أن له ثوابًا خاصًا، وهم أحياء عند ربهم يرزقون وهذا هو الذي مات بسبب من أسباب قتال الكفار قبل انقضاء الحرب. والثاني: شهيد في الآخرة دون الدنيا، وهو المبطون والمطعون والغريق وأشباههم. والثالث: شهيد في الدنيا دون الآخرة وهو المقتول في حرب الكفار وقد غل من الغنيمة أو قتل مدبرًا، أو قاتل رياءً ونحوه فلهم حكم الشهداء في الدنيا دون الآخرة. اه.


3/ الحذر من الأودية والشعاب فلربما سالت من موقع آخر وتصلك دون أن تعلم , أو قد تأتي أمطار غزيرة فيسيل عليك الوادي وتعجز عن الخروج .

4/ من يتأمل تفاصيل ماحدث يدرك ضعف الإنسان فهناك نكبات ومصائب تنقطع فيها جميـع الأسباب ويقف الإنسان مندهشا ليس له ملجأ ولا منجأ من الله إلا إليه , فلا الدفاع المدني ولا المسعفون بيدهم حل أوربط وهذا يزيد من الإيمان والإفتقار إلى العزيز الغفار .

5 / الخيرة فيما اختاره الله . . لاشك أن وقـع المصيبة كان قويًا على الجميـع وخاصة أقارب وأحباب المتوفيـن , لكن عزاؤنا أنهم في عداد الشهداء بإذن الله , وأن وفاتهم على تلك الحال هو خير لهم ؛ فكم عدد الذي ترحموا عليهم , وانظروا إلى الجموع الهائلة التي صلت على جنائزهم , ولو واحدًا منهم مات على فراشه لما صلى عليه تلك الأعداد الهائلة , لكن رحمة الله واختياره هو خير وأبقى .


وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميـعن .
.