[poem="type=0 title="أبان الله مافيها بفيها" bkcolor=#ffffff color=#333333 font="bold x-large 'traditional arabic', arial, helvetica, sans-serif""]

تثاقَلَ حملُها زمناً فبالَتْ
وقالت بعد بَولَتِها اعذروني
يئستُ وليس بعد اليأسِ حملٌ
تجعَّدَ منظري وشَكَتْ عيوني
وليس بِمُذْهِبٍ تجعيدَ خدي
مساحيقُ العِطارة فارحموني
فلو أني نزعتُ قناعَ وجهي
لقال الناسُ ويلَكِ من تكوني
كأنكِ أيها الشمطاءُ نسلٌ
من الشيطانِ في غُبْرِ القرون
رَطانُك ليس يشبهه رَطانٌ
سوى صهيونَ في بنتِ اللَّبون
تأَمْرَكَ بالعواصمِ بعضُ قومٍ
سَلِيهم عن معاملةِ البدون
لقد أنساكِ نِصْفُ القرنِ فامضي
على ما قال ألْكَنُهم وكوني
بِتَلِّ أبيبَ تَلُّكِ فاستغيثي
سفارةَ لندنٍ أو بَرْشَلون
فصاحت صيحةَ المغبونِ دهراً
وقالت ويلَ مرضعةِ الخَؤون
أليس للقمةِ الثديينِ حقٌ
عقوقُ الأمهاتِ من الجنون
تولى عن مصاحبتي وزيرٌ
وغادرني الأميرُ وأرخصوني
وكنت أظنهم من فَرْطِ حبي
وطولِ عِناقِهم لن يتركوني
فلما اشتدتِ الأزماتُ فروا
فرارَ اللصِّ من فوقِ الحصونِ
قُصارى جَهدِهم يومَ التَّناخي
عزاءُ الشعبِ أو قُـبَلُ المتونِ
ظننتُ بأنَّ لي قدراً لديهم
فبان الحقُ وانخدعت ظنوني
رعاكَ الله يا شارون بَعْلاً
ويا رعْنون بل كل الرُّعُون
تساقَطَ بعد غيبتِه حجابي
ومزَّقَ مِعطفي رَيْبُ المنون
فلو فوَّضْتَ مذ روَّضْتَ عَمْراً
يذودُ بساحةِ العُرْيانِ دوني
تركتَ لزمرةِ الوزراءِ عِرضي
وأصحابِ الضخامةِ والبطون
وغِبتَ بسكرةِ النكباتِ عني
فضعتُ بنخوةِ الرجلِ الخَؤون
خذوني كيفما شئتم خذوني
فما من حاجةٍ إلا خذوني
ضعوني حولَ مَرْقدهِ لعلي
أهيضُ عند جثتِهِ شجوني
لعل بصحوةِ السكراتِ يصحو
إمامُ الهاربين فيذكروني
تبعثرَ جمعُهم فالكلُّ يجري
كجري الخارجين من السجون
ولاذ رئيسُها البطلُ المفدى
وزمرتُه بِمُطْبِقَةِ السكون
وقال لأمةِ المليارِ موسى
أمينُ الآمنين من المنون
فشِلنا بالذي ترجون لكنْ
سنبدأُ نِصفَ قرنٍ صدقوني
بحملٍ لا تخالطُه شكوكٌ
كحملِ المحصناتِ فأمهلوني
نطوفُ بمجلسِ الأمنِ ابتهالاً
ونسجدُ عند مَعبدهِ المصون
نزيدُ قضيةَ العربِ احتجاجاً
ونشجبُ بالصحافةِ والفنون
وأغلقَ بابَها البوابُ موسى
وأخلدَ مثلَـهم ملءَ الجفون

[/poem]

أبو رزين