العلماء هم ورثة الانبياء .. ونور الله في ارضه .. وحجته على عباده ..

ينفون عن الدين تحريف الغالين .. وانتحال المبطلين .. وتأويل الجاهلين

يقومون بدين الله .. ويعلمونه خلقه .. وينشرونه في ارضه .. ويجاهدون في تطبيقه


فالدين يقوم عليهم .. فهم انصاره .. وهم حماته .. وهم اهله

والدين لا يقوم بنفسه .. بل يقوم ببشر ورجال ونساء ..


هولاء الناس يضحون من اجله .. ويقدمونه على حظوظهم .. ويعادون

به ويوالون عليه .. ولو خسرو دنياهم ..

فالدين رأس مالهم .. وهو لهم بمثابة النفس .. يضحون بكل شي من اجله ..




ثمن العمل بالدين وللدين لاينال في دار الامتحان .. وانما ينال في دار القرار

ويوم العرض الاكبر على الله .. عندها يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب

ويتميز اهل الله وخاصته ..


الذين جعلوا من دمائهم شموع تضي سماء الديانه

وجعلو من مدادهم مصابيح تضى للناس حياتهم .. وكانت سيرهم وقود للقلوب

ونور للعقول .. وحاد في الطريق ..



من هو العالم ؟؟؟


العالم هو العارف بالله وبدين الله وبأرض الله



فهم عالم بالله بصفاته واسمائه وملكه وعبوديته فعنده الاخلاص والتبتل

والانكسار والافتقار الى رب السماء والارض .. فهو عابد في محرابه ..

خاشع في قلبه .. رقيق في نفسه .. لاينتصر لنفسه .. ولا يرفعها فوق عباد الله


وهو عالم بدين الله .. حلاله وحرامه .. وواجبه ومستحبه ..

عالم بحقه .. وتوحيده وعقيدته .. والاعتقاد السليم فيه..

فيعرف صحيح الاعتقاد .. وصواب الاجتهاد ..


وهوعالم بأرض الله .. عالم بالناس .. عارف بالزمان ..

يعرف ايجابياتهم وسلبياتهم .. وما يصلحهم وما يصلح لهم

فهو يعرف كيف يدعو لدين لله ومتى يدعو ومن يدعو وبماذا يبداء ؟؟

فغير منفصل عن واقعه .. يعرف مشاكل الناس وهمومهم .. ومايؤثر

عليهم وحاجتهم .. ونواقصهم ..




لماذا ؟؟



لانه كالطبيب ..


1 - يعرف المرض .. ويعرف العلاج .. ويصرف الدواء المناسب

2 - يعرف الوقايه منه .. وتفاديه .. والهرب عنه

3 - يعرف الصحه .. ويعرف مغذياتتها ... ويصرف الغذاء المناسب



فهو يستخدم للامه المنهج العلاجي والوقائي والنمائي


ويصرف من صيدليه الايمان .. ما يناسب الامه من الاغذيه الايمانيه

النافعه .. والادويه الربانيه ما يصلح به عوج الامه وزيغها .. ويقوم اعوجاجها


وكل بيئه تحتاج للعالم بالله وبشرع الله


وبأرض الله (( الناس وظروفهم واحوالهم ))



وتشتد الحاجه للعالم في البيئات التاليه


الاولي بيئة الجهل


التى لا تعرف الله ولا تعرف شرعه .. ولديها نتف من العالم

واماني دينيه يسيرون بها حياتهم .. ويتلهون بها .. ويحسبون انهم على شي

وهم على الضلال المبين

كما قال سبحانه (( لايعلمون الكتاب الا اماني )) اي قرأة او امنيه ..


الثانيه بيئه اللبس .
.

وهي البيئه التى يكثر فيها الاضلال .. وخلط الحق

بالباطل .. وتسميه الحق بالباطل .. والصاق الباطل بدين الله وشرعه

وايهام الناس ان المعصيه طاعه .. والبدعه سنه .. والمعصيه مباحه

وهنا يكون دور العالم التوضيح والكشف والصدع بدين الله


الثالثه بيئه الكتمان


.. وهي البيئه التى يجحد بها الدين اوجزء من الدين

من اجل المصالح والمطامع والمخاوف .. التى تجعل الانسان يضحي

بالدين من اجل منافعه الخاصه .. وامنه الخاصه .. ورغباته الخاصه


الربعه بيئة الايمان


وهي البيئه النظيفه .. التى عرف اهلها الدين

وطبقوه وعاشو عليه .. فيكون العالم لهم قائد واسوه


الخامسه بيئه الكفر والنفاق


وهي البيئه التى يكون الكفر والنفاق

هو السيد المطاع .. وهو الامر الناهي .. وهو المتحكم في الرقاب

يعلم الناس ويدربهم ويربهم على النفاق والكفر

وبيئة الكفر هي بيئه تجاهر بالكفر وتعلن به

وبيئة النفاق هي بيئه تظهر الاسلام وتخالف اصوله وعقائده

وتنهى وتحارب واجباته الضروريه .. وتبيح وتحلل محرماته الضروريه



وهذه اصعب بيئه يواجهها العالم .. وهي بيئه قاتله للعلماء ساجنه

لهم مشوه لسيرتهم .. واضعة للسيف على رقابهم .. مضيقة عليهم

وهي بيئات المرسلين موسى وعيسى وأبراهم ونوح ومحمد




والعلماء ثلاثه


عالم بدين الله وهو العالم بالحلال والحرام

عالم بالله وهو العارف بالله المعظم له المتعبد له

عالم بأرض الله وهو العارف بالناس وثقافتهم وأنظمتهم التعليميه والتربويه والاسريه

والسياسيه والاقتصاديه .. فهو البصيره بالواقع المعاش


والواجب للعالم من الناس


الاول ذكر حسناتهم والتغافي عن هفواتهم

لان العالم غير معصوم من الخطاء .. لكن له بحر من الحسنات وقطرات من السيئات


الثاني الدعاء لهم والثناء عليهم والدفاع عنهم

لان العالم كالشمس اللارض والعافيه للابدان والملح للطعام .. فهم الصلاح والفلاح


الثالث احترامهم وتوقيرهم

لان شرط التعلم الاحترام .. وشرط التأسى التوقير .. واحترام العالم احترام

لعلمه .. واحترام لعبادته .. واحترام لجهده وتضحيته وبذله لدينه


الرابع متابعتهم والصدور عن رأيهم

لان الحق معهم في الغالب .. فهم أولياء الله .. وهم حرس الشريعه ..

الا اذا خالفوا الحق في بعض المسائل .. فالحق احب الينا منهم ..

ونحن انما اتبعناهم لاجل الحق الذي يدعون اليه .. لا لاجل اشكالهم

والوانهم ومناسبهم واسمائهم والقابهم ..


الخامس الاختيار والترجيح بين اقوالهم اذا اختلفو اذا كان عند الانسان مكنة في العلم


فالعلماء يجتهدون في الشرع .. ولا يقرورن شرعا .. واقولهم يستدل لها

ولا يستدل بهم ..


واذا لم يكن عنده مكنه


فيختار من يثق بدينه وعلمه منهم .. فيختار الاعلم والاورع والاتقى ..

مثلهم كمثل الاطباء اذا اختلفوا اختار الناس الاعلم والاخبر والاجود