![]() |
أورق عرق ..
.
. . إن اختلاف المفاهيم وقدرات العقل في تفاوت التفكير بين البشر شأن ابدع الخالق سبحانه في تكوينه بحكمة اقل ما فيه عجب المتأمل في قدرة الناس على التعايش والتواصل والاندماج، وهذا دليل بلا شك انه لو كانت العقول في مستوى واحد من الادراك لربما اصبحت الحياة في شتى مجالاتها مستحيلة على هذه الأرض التي اوجدها الخالق في وسط سنن ونواميس متساوية ثابتة أنى لها أن تتبدل أو تتغير!! وبحوار النبي صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي في أمر الغلام الأسود إلماحة نبوية تخاطب قدرة العقل على تقرير الاحتكام الى الدلائل المادية المحسوسة التي لا تحتاج الى الاستغراق في محاولة اقناع الطرف الاخر وتحفيز عقله للوصول الى منتهى الادراك واليقين التام بفرضية أشبه بحقيقة تكاد تكون معدومة أو مغيبة او غير قابلة للتصديق بالنسبة لمستوى فهمه وأدراكه الذي غالبا ما يتشكل وفق شخصية انغمست بعادات او تقاليد اجتماعية او محيط البيئة. إن من أصعب طرق التواصل الذهني تعقيدا هي طريقة الايحاء لتقصي درجة التفكير ويتأكد ذلك أثناء محاولة القياس وفق معطيات مبنية على تصورات او هواجس يغلب عليها الاحساس بوجود فجوة عميقة ومستوى متفاوت في الاهتمامات والرؤى بالإضافة إلى نمط الشخصية الذي دائما ما يكون على المحك خلال مرحلة تخاطب العقول وتجريد الأفكار! وطالما ما يلقى في قفص الاتهام والانتقاص المرعب! والذي يصعب معه نقض الاحكام وتبرئة النفس لتبرير المواقف او حتى تفنيد بعض العبارات التلقائية الغارقة في البرائة المحضة! مخاطبة العقل في الشواهد القرأنية بضرب الأمثلة وسرد القصص لإثبات أمر الوجود القطعي أو القدرة الإلهيّة النافذة التي تفوق قدرات العقل البشري على التصور أو رسم الخيال يعني أن للعقول قواعد لغة مخاطبة متشعبة يجب تعلمها والألمام بمعانيها عندما نريد أن نحكم أو نقيم أنماط الشخصيات خصوصا عندما يتعذر الوصول الى توافق او تقارب منطقي بين شخصين لكل واحد منهما أسلوب نابع من مكتسبات المخالطة والتأثر. فشل التوصل الى نقطة اتفاق او تفاهم مع شخصية تتمتع باستقلالية الذات بصبغة الكبرياء التي يتصف بها قلة من الناس لا تعني ان نفس الفوقية جزء ينبعث من الغرور المتشكل في عقولهم بل لعل السبب يعود الى تميز شخصياتهم وقدرتهم على المقارنة والمفاضلة ثم استنتاج الحقائق بالمراهنة على براهين الاطمئنان اليها أو رفضها وتجاهلها ، بعيدا كل البعد عن تأويل للمقاصد او تفسير للنصوص بالاحتمالات والظنون التي تهز كيان ثباتهم وتزعزع راحة أفكارهم وربما طموحهم الواعد!!! محمد الرشودي - ابوابراهيم (f) |
يعطيك العافية
|
الساعة الآن +4: 05:19 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.