كتاب في بيتنا مريض نفسي .. من اول الكتب التى بسطت الطب النفسي للناس .. الكتاب صدر قبل ست وعشرون سنه وقد وضع المؤلف نصب عينيه أن يعرف الناس بالداء والدواء وأن يحض الناس على التداوي بالعقاقير الطبيه النفسيه لان مشكلة العلم كما يقول انه لم ينزل من الفضاء الاكاديمي الى الارض الشعبيه .. حتى انه شرح الادويه النفسيه واسمائها ومفعولها لكل مرض نفسي .. والكتاب يتكلم عن ثلاثة امور الامراض النفسيه العصابيه كالقلق والوسواس والهستيريا والنفسجميه والاكتئاب والامراض العقليه وحصر الكلام فيها عن الفصام .. واضطربات الشخصيه وتكلم فيها عن الشخصيات التى تولد مريضه كالعدواني والشكاك والمظهراني المتقلب المستغل والحرفي المقلد وتلكم عن اضطربات السلوك الجنسي بالاثارة والرغبه والممارسه والادمان .. وختم الكتاب بالعلاج النفسي ..
وفرق بين المريض النفسي والعقلي ان الاول يتألم ويحس بنقصه والثاني يؤلم غيره ولا يحس بنقصه ومرضه لان عقله منفصل لا يدرك .. وفرق بين المرض النفسي والعضوي بأن الاول يحتاج الى فهم ورعاية وصعوبته في تشخيصه والايجابيه في التعامل معه حيث ان الناس لايقبلونه ولا يفهمونه ولا يخففون من معاناة وربما زادو مرضه اما العضوي فهو في عضو معروف وهو معذور عند الناس .. ووضع قانون للعلاج النفسي فقال انه عبارة عن طبيب ومريض وأسرة فاهمه مساعدة في العلاج .. والاسره تؤثر وتتأثر بالمريض فوجود المريض في البيت يسبب ازمه ويحتاج الى جهد .. ونحن نطعم البطون ونعالج الاجساد ولا نطعم النفوس ونعالج الاوراح وهذا من الخلل والنظره الظاهريه للانسان ..
ومن غرائبه ان قال ان النفس موجوده في الدماغ
النفس بطاقاتها الادارك والعواطف والاراده والتفكير ..؟ لماذا ؟؟
قال لان الدماغ محل التغيرات الكميائيه التى تنتج من العواطف والادراك والسلوكيات فمادم ان المخ يتفاعل مع العواطف والاداكات فالنفس موجوده فيه .. ويصح لنا أن نقول ان هذا اثر النفس في الدماغ وليس هي الدماغ مثل المصباح والكهرباء .. فالمصباح هو اثر الكهرباء لا الكهرباء ثم ان التغيرات الدماغيه ليست هي كل شي لان هناك تأثر جسدي وسلوكي وانفعالي وفكري بأجترار الافكار والتصورات .. وليس من المعقول ان الانفعال يظر كل الملفات القديمه في النفس التى خزنت في الذاكره ويظهر كل الخيالات المحتمله لمعالجة المشكلة .. ولتقريب الصوره نضرب مثالا .. لو أن انسان واجهه مشكلة مع زميله .. سوف ينفعل ويتلكم ويفكر ويستدعي من الذاكره ملف زميلة ويعيد افكاره في كل سلوكياته ثم يفكر كيف يواجهه ويعالج المشكله ويخرج منها وربما اصيب بالارق والصداع وقلة الشهيه للطعام وربما الحت الفكره في دماغه او حاول الخروج منها بالهوس والفرح الزائد .. الخ الخ ..
ترى ان المشاعر والافكار والذكريات والتخيلات امر لا ساحل له .. فكل هذا انتجه هرمونات وكميئات مخ .. ولو سلمنا انه بسبب كيمياء المخ فيلزم ان يكون الناس متشابهون في ردود افعالهم لان كمياء المخ واحده .. والسبب فرع عن المسبب والعله تدور مع المعلول في الوجود والعدم والزياده والنقص والتغير أي ان الشي الواحد ينتج اشياء متشابهه .. فهو مثل زيادة او نقص بعض الهرمونات في الدم تنتج شي واحد ..
وهناك مرض نفسي لا يعرفه الا المريض ومرض لا يعرف الا القريب ومرض يظهر من خلال السلوك ومرض ينكره المريض .. ولكن القاعده أن المرض اذا اشتد ظهر على السلوك وتبين من خلال التفاعل اليومي مع المريض ..
والمرض له اسباب ممهده واسباب مفجره .. فالانسان يولد وعند القابليه للمرض وتأتي ضغوط الحياة فتعمل على بناء المرض في النفس .. فكأن الضغوط الحياتيه هي البذور التى تبني في ارض النفس القابله للمرض النفسي .. وربما نمت شجرة المرض النفسي بالتدريج وربما ظهرت بسرعه وبقوه .. والعلاج يكون بارجاع المخ لحالته الطبيعيه وهذا يكون بالعلاج الكميائي والكهربي وبالعلاج النفسي لمنع حدوث المرض وعودته مرة اخرى .. لان المرض النفسي ناتج من احباط وصراع وقلق تراكمت وتفاعلت وظهرت على شكل مرض نفسي خوفا وحزنا ووسوسة وتقلبا وجدنيا وأوجاع جسديه ليس لها سبب طبي .. قوية دائمه ليس لها سبب موضوعي .. فهو حصيلة وناتج اثر الكبد والمشقه والحرمان على قلب الانسان وعقله فالصعوبات والمغاث اذا تراكمت وتوالت ولم تجد لها تصريف بأيمان برب كريم وزهد في الحياة والايمان بالاخره وتخفيف الرغبات والاقتصار على الضرويات فإنها ولابد تطيح بالانسان حتى يهوى في اودية الخوف ومفاوز الحزن وضلالات تزييف الواقع ..

1 - الهستيرياء

مرض محير للاطباء فضلا عن غيرهم .. لان صاحبة متقلب وجدانيا مندفع ومتغير ولا يشعر انه مريض ودائما انكار المرض واخفائه يصعب مهمة الطبيب النفسي لان شرط التداوي ان يقبل المريض فكرة انه مريض .. ثم يعرف حالته وهو ما يسمونه الاستبصار .. ثم يقبل علاجه الدوائي والنفسي ..
تعريفه هو القابليه للايحاء والرهافه العشوريه التى تسبب تذبذب وجداني قوي وتقلب سلوكي مفاجي وسطحية تفكير غريبه يظهر على شكل سلوك مستفز محير ويتحول الى الجسد أو يتفكك وينشق لكل يهرب من واقعه بالنسيان والنكوص ونحوها ..
بتعريف ابسط نقول هو عدم ثبات الشخص وكثرة تغيره وتقلبه .. ذالك اننا نفترض في الشخصيه السويه الثبات الانفعالي والسلوكي والسماتي فلا يتغير من اقصى اليمين الى اقصى اليسار بدون سبب موضوعي وبدون تدرج ..
وسمي بالهستيري واصلة مأخوذ من الثقافه اليونانيه التى تعتقد ان هناك جنون يصيب النساء سببه جولان الرحم في الجسد ..
وطريقة التعامل معه ضبط الاعصاب وعدم الاستفزاز وتركه للزمن حتى يرجع مرة اخرى وعدم الجري معه في جنونه وحمقه فراقب سلوكه وكأنك تتفرج على مسرحية بهدؤ وتجاهل وأهتمام موضوعي لانه يزيد بالمجاره وكثرة الاهتمام ..
وقالوا سببه كثرة المكبوتات في العقل الباطن وبحثها على تصريف يخرج على شكل اضطراب سلوكي ووجداني ومعرفي تؤذي من يخالطه ولا تؤذيه لانه لا يشعر بنفسه
وهو نوعان تحولي يتحول الى الجسد وكل تحول له معني خاص فالشلل الهستيري سببه عدم الرغبه في العمل والعمي سببه غدم الرغبه في النظر .. وربما سقط مغشي عليه ورعش كل جسمه والناس خائفون وهو لا يخاف .. والحل التجاهل والاعراض .. والانشقاقي نسيان ذكراة كلي او جزئي والهرب وازواج الشخصيه والنكوص
وعلاجه ان يعرف حالته وتنضج شخصيته ويحل مشاكله وصراعه بطرق امنه موضوعيه ناجحه فالتمارض والاستفزاز ليس حل ..فهو يحتاج الى امرين ان يعرف نفسه وأن يعرف كيف يعالج مشاكله ويشبع رغباته ..