|
اشراقات الزرعي .. محمد ابن ابي بكر الزرعي الدمشقي المشهور بأبن قيم الجوزيه
هذه اشراقات من كلام الامام العلامه والقدوة الفهامه ابن القيم الجوزيه عليه رحمة الله .. وهي محاولة مني لتقريب اشرقاته النورانيه التى تدل على الله وتعين على المسير اليه .. وأسال الله العظيم ان يجمعني به في جنات النعيم ووالدي وجميع المسلمين .. من كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين .. ويقصد بالهجرتين الهجره لله بالافتقار والعبوديه والاخلاص والهجره للرسول بالمتابعه والاقتداء فطريق الهجره لله بالافتقار .. وطريق الهجره لرسوله بالاقتداء وباب السعادتين اي سعادة الدنيا والاخره بتحقيق مقام العبوديه لرب العالمين وتحقيق مقام المتابعه للامام المتقين محمد ابن عبدالله عليه افضل الصلاة وازكي التسليم 1 - من ادعى لنفسه حالا مع الله وكل اليها .. ادعاء الحال للنفس هو ان تقول انا قوي او عزيز او عالم او غني او مالك .. الخ الخ فتدعي لنفسك النعمه وتنسي المنعم وتفغل عن الشكر .. وتتعلق بها وكأنها ملك لك او شي من مستحقاتك وتنسى انها مؤقته ولا ديمومه لها الا بالله العظيم .. وسبب ادعاء الاحوال لنفسه هو رؤية الملكه التى هي سبب الطغيان ونقل ابن القيم عن الهروي (( الفقر اسم لانتفاء رؤية الملكه )) قال الله تعالي (( كلا إن الانسان ليطغي ان رأه استغني )) فعلق الله الطغيان وهو مجاوز حد الانسانيه الى رتبه الالهيه على (( رؤية )) الاستغناء وهناك فرق بين الغني ورؤية الغني .. فالغني ان يكون لك مال وفير .. ورؤية الغني ان تعتقد ان ما بيدك ملك لك وتتصرف به تصرف المالك لا تصرف العبد المملوك فيتعلق قلبك به .. وتفرح اذا زاد وتحزن اذا نقص .. ولا ترى ما فيه يدك عارية مؤده .. فأنت في ملكك ممتحن في صورة مالك .. فالواجب عليك ان لا ترى لنفسك حال مع الله .. بل يجب ان ترى نفسك ضعيف ولا قوة لك الا بالله .. مسكين ولا عزة لك الا بالله مقهور ولا نصرة لك الا بالله .. فقير ولا غني لك الا بالله .. خائف ولا امن لك الا بالله وهذا مقام عظيم كبير وهو استشعار الفقر البشري لله العظيم الرحيم.. |
2 - من تعلق بغير الله خذله احوج ما يكون اليه .. لان كل عمل لغيره ضائع وكل تعلق بغيره باطل .. وهذا من المكر الالهي بمن تعلق بغير الله .. فمن تعلق بمال او منصب او جاه جعل الله ماله ومنصبه وجاهه يخدمه في اوقات كثيره ثم يأخذه منه فجأه في وقت هو من اشد الناس حاجة اليه واعتبر بكثير من الناس اخذ الله ماله في وقت كبره واخذ الله جاهه في وقت مرضه واخذ الله منصبه في وقت تخلي اسرته عنه فأصبح وحيد طريدا .. وتأمل رجل تعلق بأمرة او صديق او ولد .. حتى قدمه محابه على محاب الله وطاعته على طاعته الله .. فإن الله يجعله معه يخدمه في اوقات كثيره .. ثم يأخذه منه اضعف واصعب ظروف يمر به فتتركه الزوجه في وقت كبره وضعفه وتخلي الناس عنه ويتركه صديقه بعد فقره وذهاب ماله ويتركه ابنه بعد موت زوجته وذهاب اخواته وارحامه وتأمل في هذه القاعده في حياتك وحياة من حولك تجد ان لها امثلة مضطرده وهي تكرر مع اناس كثيرون يتعلقون بغير الله من الاشخاص والاشياء .. ثم يمتعهم الله به في اوقات كثيره ثم يحرمهم الله منه في احوج وقته وفي اصعب ظرف .. |
3 - العلائق مع الخلق يجب ان تكون لله وبالله وفي الله .. العلائق هي كل علاقة مع الغير علاقتك مع ابيك ومع امك ومع زوجتك ومع جارك ومع ابنك ومع الحيونات .. الخ ومعني قوله لله اي اخلاصا لله وطلبا لثوابه فتبر اباك وامك لله .. وتحسن الى زوجتك لله .. وتحسن الى ابنك لله ومعني قوله وبالله اي تستعين بالله على اداء حقوقهم والقيام بواجبهم فلا تعتمد على نفسك في ذالك ولا على مهارتك بل تفتقر الى الله في تربية ابناءك وفي الاحسان الى والديك .. الخ ومعني قوله وفي الله اي يكون احسانك مشروع فلا تعصي الله من اجل والدك .. ولا تطيع زوجتك في معصيه الله .. وتحسن الى من حولك بالقدر المشروع النافع |
[size="4"]
4 - كل معصية و عمل لغير الله ينعكس على صاحبه الانعكاس هو ان تكون نتائج العمل معاكسه لما يرجوه منها فاذا كان يريد بعمله الشهره انقلبت الى خمول وان كان يريد الرفعه انقلب الى ذال وأن كان يريد محبة الناس انقلبت الى بغض وان كان يريد بعمله ارضا الناس تحول الى سخط وأن كان يريد الغني تحول الى فقر وأن كان يريد القوه تحول الى ضعف فاذا عصى الله يريد العزه .. اذله الله وانعكس عليه الامر واذا داهن المخلوقين في دين الله يريد رضاهم ..اسخطهم الله عليه وانعكس عليه الامر واذا اطاع زوجته في معصية الله من أجل حبها .. تنكرت له وحجدت معروفه وتسلطت عليه واذا اطاع رئسيه في معصيه الله يريد التقرب اليه .. ابغضه وكرهه وعاده .. وهذا باب عظيم من ابوب تقدير الله في ارضه .. وانك تراه بعينك في كثير من الامور .. |
5 - موجب الطغيان رؤية الملكه ..وموجب الهلاك الاستغناء عن الله بترك طاعته دل على هاتين القاعدتين قوله تعالي (( كلا ان الانسان ليطغى أن رأه استغني )) فجعل ربنا رؤية الملكه سبب لطغيان .. اي اذا ظن انه مالك للشي وهو من حقه ولم ير نفسه مملوك ممتحن فهو طاغ وقوله تعالي (( فأما من بخل واستغني وكذب الحسني فسنيسره للعسري )) والتيسير للعسري هو الهلاك .. ومعني قولة استغني اي عن طاعة الله وعبادته فمن ترك عبادة الله وطاعته هلك في اودية الدنيا وأبتلى بالبخل .. فمن الهلاك ان يعيش الانسان لنفسه ولا يسأل عن ربه وامره ونهيه فمثل هذا هالك في ادوية الدنيا تتسارع اليه الهموم والغموم ويعيش بالفرح وقت النعمه واليأس وقت النقمه .. |
| الساعة الآن +4: 06:29 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.