بسم الله الرحمن الرحيم

عشاق الليل

حين يمد الليل رداءه ... ويعم الكون بسواده ... فتسكن الحركات ... وتهدأ الأصوات ...
فلا يبقى إلا غارق في لذيذ السبات ... أو هائم في اقتراف الموبقات ...
هناك ... تجد أقواما قد صفوا أقداما أسهرهم الإشفاق من عذاب ربهم الخلاق ...

" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون".

عشاق الليل

عشاق الليل وقد سهروا *** أثم العشاق وهم أجروا

عشاق الليل

قوم إذا جن الظلام عليهم باتوا هنالك سجدا وقياما ...

خمص البطون من التعفف ضمرا *** لا يعرفون سوى الحلال طعاما

إذا جن الليل سهروا ... وإذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا ...

القانتون المخبتون لربهم *** الناطقون بأصدق الأقوال

فهم لما يخالج قلوبهم من التقوى يستغلون عملهم وعبادتهم ولا يرون فيها ضمانا ولا أمانا من النار إذا لم يتداركهم الرب برحمته .

عشاق الليل

عبيد من خطاياهم *** إلى الرحمن عبادُ
عليهم حين تلقاهم *** سكينات وإطراقُ

السهر عندهم أحلى من رقدة الفجر ... مآقيهم من الخشوع دامية بالدموع ...

اعفوا عني وأقلني عثرتي *** يا عتادي لملمات الزمن

فترى أحدهم في ليلة يستغيث استغاثة الغريق ... ويلجأ لجأ الأسير ... الذل لباسه ...
وسهر الليل فراشه ... ذكر الموت حديثه .

رقد السُمار فأرقه *** هم للبين يردده

لما رأوا أن الليل قد هجم عليهم ونظروا إلى أهل الغفلة قد سكنوا إلى فرشهم ...
قاموا إلى الله سبحانه وتعالى فرحين مستبشرين

قطع الليل رجال *** ورجال وصلوه

نصبوا لله أقداما ... وافترشوا له وجوههم

هجرت الليل الورى في حب من جاد بالنعم *** وعفت الكرى شوقا إليه فلم أنم
ومنهم من كان إذا فرش له الفراش لينام عليه وضع يده عليه ثم قال: ما ألينك ولكن فراش الجنة ألين منك... ثم يقوم إلى صلاته .

فـ لله در العارف الندب أنه *** تفيض لفرط الوجد أجفانه دما

عشاق الليل

يصفون بالليل أقدامهم *** وعين المهيمن ترعاهم
فطورا يناجونه سجدا *** ويبكون طورا خطاياهم

كانت تبكي حتى يرحمها من رآها فإذا لاموها على ذلك قالت : لو رأيتم بكاء العصاة يوم القيامة لقلتم إن هذا البكاء كاللعب .

سهرت غراما والخلي هنا نوم *** وكيف ينام المستهام المتيم

عشاق الليل

[media]http://www.almoslim.net/notice/aser/oshak_allayel.ra[/media]