![]() |
فتنةٌ تعصف بشبابِ الأمة !
بسم الله الرحمن الرحيم ربّ هالكٍ أهلكه حبّ النجاة؛ فمن شباب الإسلام من تدفعه إرادةُ الخير والإصلاح إلى الخوض فيما لا يُحسن، فيقع في مهلكة ظنها سبيلاً لنجاته. حين تكثُرُ الأقوال، ويلتبسُ الحقُّ بالباطل؛ فنحن –وقتئذٍ- في أفقر حالٍ إلى التمهّل والتأني. قال ابنُ مسعودٍ –رضي الله عنه-: «إنَّها ستكون أمورٌ مشتبهات، فعليكم بالتؤدة، فإنَّ الرجل يكون تابعاً في الخير، خير من أن يكون رأساً في الضَّلالة». وربّ (رأسٍ) في الضلالة ظنّ نفسَه (تابعا) في الخير! يخالِفُ بفهمه -الذي ترأّس فيه- فهمَ علماءِ السنة –الذي تمهّلوا فيه-؛ فينعتُهم بشذوذِ الرأي، أو فساد القصد. ومن أسباب النجاة: السكوتُ حالةَ الالتباس، حتى تتبين الأمور ويحصل اليقين. فالسلامة لا يعدلها شيءٌ –كما قيل-؛ ولكن ما الحيلة فيمن حسِب ظنّه يقينا؟ وجهلَه علماً؟! وللحديثِ صلةٌ –إن شاء الله تعالى-. |
(( 2 )) كيفَ كان الظنُّ يقِيناً عند بعضِ شبَابِنا؟ لعلك -أخي القارئ- قد رأيتَ أو سمعتَ من يُقسم أنه على الحق في مسألةٍ لا يعلم أقوالَ أهلِ العلمِ فيها، ولا يدرك تفاصيلَها وضوابطَها. أو من يجادلُ وينافِح عن رأيٍ في حادثة وهو يعلمُ أنّ لأهل العلم المعاصرين رأياً غير رأيه، وقد بنى ما ذهب إليه على أصل شرعي؛ لكنه لا يُحسِن التفريع عليه، فهو –بطبيعة حال أولئك الأجناس- لن يشك في صوابِ قوله، وخطأ غيره؛ حيث لم يدرك من الأمر إلا ظاهرَهُ، فمهما جال تفكيرُه فيه فلن يجد إلا ما يعضد رأيَه، ولو علم دقائقَ ذلك الأمر وحدودَه، وفَقِهَ أدلتَه وتعلّم تأويلها، وانفكَّ عقلُه عن المقدمات التي تنحرف بفهمه عن الجادة، وتجرّد قلبه لله تعالى: لعرَف ضيق إدراكه، وأدرَك ضَعف علمِه، ولتجلّتْ له سوءةٌ في نفسِه كان يظنها حسنة؛ حيثُ كان يُظنّ أنه داعٍ إلى الله، وصادعٌ بما أمره الله تعالى، وهو واقعٌ في جريمة من أشنع الجرائم؛ ألا وهي القول في دين الله بغيرِ علم!. قال العلامة ابنُ القيّم –رحمه الله-: ذكر أبو عمر عن ابن عيينة وسُحنون: «أجسرُ الناس على الفتيا أقلُّهم علماً». [بدائع الفوائد]. وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: «..فالناظرُ في الدليل بمنزلة المترائي للهلال قد يراه، وقد لا يراه لعشى في بصره، وكذلك أعمى القلب». [من: «أضواء من فتاوى شيخ الإسلام» للفوزان]. ثم –يا أخي القارئ الكريم- ألا ترى أنَّ من غلبَه حماسُه وعاطفتُه فإنّه يميلُ بخِطَامِ فهمِهِ ليربِضَ به حيثُ تشتهي عاطفتُه. والحقُّ غائبٌ –في أغلبِ الأحوالِ- عن ذهن هذا الجنس. قال الحافظ الذهبي –رحمه الله-: «..ومن جادل بلا حُجَجٍ وأعرَضَ عن النصوص ومشى مع رأيه وهواه كما يفعله كثيرٌ من المتكلّمين فهو من المذمومين». [جُزْءٌ في التمسّك بالسُّنن]. وقال ابن القيم –رحمه الله-: «والفتنة نوعان: فتنة الشبهات –وهي أعظم الفتنتين-، وفتنة الشهوات. وقد يجتمعان للعبد، وقد ينفردُ بإحداهما: ففتنة الشبهات: من ضعفِ البصيرة، وقلة العلم..». [إغاثة اللهفان]. وللصلةِ تتمة –إن شاء الله ويسّر-. |
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الكريم / ناصر الكاتب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سأتجاوز عبارات الثناء والمديح مكتفيا بجزاك الله خيرا فهي خير ما يقال لمن أحسن على إحسانه ... لا مزيد على ماسطرت أناملك وما تكشفت عنه براعة عقلك وماتفضلت به نفسك ... أخي ناصرلن نتجاوز هذه المشكلة مادمنا نستشرف الفتنة بأنفسنا حينما نقحم أنفسنا في مالا نحسن ... ولقد وضعت اليد على الجرح فأوجعتنا ولكن ما الحيلة وهذا هو طريق العلاج ... لا أدل على ذلك مما نحن فيه من فتنة عظيمة تعصف ببلاد التوحيد بلادنا ولا زال أغيلمة ( الحواري ) يلوكون عبارات العلماء غير أن الفهم والعقل قد نحوه جانبا وراحوا يفتون ويؤصلون من بنيات أفكارهم ويمجدون من أعمى الله بصيرته لحكمة منه يعلمها هو سبحانه وراحوا يدوسون أعراض العلماء حتى جعلوها جادة عامرة بالتضليل والتبديع والتفسيق وسوق الشتائم المنتنه .... لقد أثرت مشاعرا ساكنه ولكن مالحيلة هم أحبابي .. إخوتي .. لحمي ودمي أغار عليهم لأنهم هم مستقبل أمتي ..عزها... شرفها .. هم من سيكون وجهها المضيئ .. * أتمنى أن يتأمل الإخوة هذه القصة : أحد السلف يقول اختلفت والشافعي في مسألة فلما خرجنا أمسك بيدي وقال : أفلا يحسن أن نكون إخوانا وإن اختلفنا في مسأله .. فرحمك الله يا محمد بن إدريس ليتك قمت من قبرك لترى كيف ابتذل العلماءَ الغلمانُ ولاكوا أعراضهم وازدروهم وأسقطوهم .... بارك الله فيك أخي ناصر أسد العقيدة فجر الأربعاء الثالث من شهر ذي القعدة عام خمسة وعشرين بعد الأربعمائة والألف من الهجرة |
بارك الله فيك أخي الكريم (أسد العقيدة) وعفا عنك..
وما أشرتُ إليه في مشاركتي، أمرٌ عظيم الخطر على شبابنا، شديد الفتك -إن اسفحل- في أمتنا. ولو سكت من لا يعلم لقل الخلاف، وقلّت ذنوبنا؛ فالقول في دين الله بغير علم ذنبٌ عظيم؛ لكنه لابسٌ لبوسَ الحق!. |
...................
|
كنتُ أتصفَّح في مشاركات بعض الأعضاء، فلفت نظري مشاركة (كرويَّة) يروي فيها صاحبُها شيئا
مما فعله في خضم صخب التشجيع الكروي، وعجبت منه؛ لأني عرفتُه خائضا في قضايا (إسلاميَّة) بل ويرد ويجادل ويتحدى؛ لكنه يخوض بجهل فاضح، وعرفتُ الآن شيئا من أسرار (خوضِه) وحماسته، وعرفتُ أنه في حاجة إلى التذكير بأن هناك من القضايا ما لا يجوز له أن يخوض فيها، فأهديه هذه المشاركة، علَّه يتذكر أو يخشى. |
الكاتب القدير : ناصر الكاتب وفقه الله لكل خير . . . حق لقلمي أن يقف معجباً بما تكتب ... . أعجبني موضوعك هذا ، ومما زاد إعجابي به نقولاتك عن أئمة السف والدين. . .. واصل أخي فنحن لك متابعون ، وبقلمك معجبون.... محبك: ليث الغاب،،، |
جزاك
الله كل خير ووفقك بالدنيا والآخرة.. , , متابعين لجديدك دائماً, , , دمت بحفظ الله وتوفيق منه. |
الساعة الآن +4: 06:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.