(((( إنها نتنه .. إنها والله نتنه ))))


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين

.. مقدمة ..

مع توالي ردهات الزمن .. يسعى أعوان إبليس على إعادة هيمنتهم على الإنسان

ودحر دستور القرآن الرباني المحكم (ولن يستطيعوا وربي)

ولكنهم أعطوا الإغواء .. وأعطوا السلطان على الغاوين

( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين (82) إلا عبادك منهم المخلصين )

.. منطلق ..

حتى لا نكون من الغاوين .. ونعود لعهد الجاهلين
تأمل قول رب العالمين

( فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين )


قد والله رأيتموهم خرجوا من الهدى إلى الضلالة ومن ( الجماعة إلى الفرقة )

نحن بأمس الحاجة إلى التمسك والالتحام والتعاضد كالجسد الواحد

ونبذ تلك النتنة المنتنة .. إنها ( القبلية العصبية )

فرقت الأجساد .. وفرقت القلوب .. وستبدأ بالدين

من يتأمل ماذا فعلت بنا

شتتنا .. دمرتنا .. أنهكتنا .. أضعفتنا .. وأخيراً ( فرقتنا )

.. تحكيم ..

المختلفون لابد لهم من حكم .. والحكم هو لله ورسوله

( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم )


( فاعتصموا بحبل الله ) فإن حبل الله القرآن

وقوله ( ولا تفرقوا ) أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة

( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا )

وقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالإجتماع والإئتلاف



وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في تلك الدعوة ( دعوها فإنها منتنة )

وقوله صلى الله عليه وسلم ( دعوها ) يدل على وجوب تركها لأن صيغة أفعل للوجوب إلا لدليل صارف عنه

وليس هنا دليل صارف عنه ويؤكد ذلك تعليله الأمر بتركها بأنها منتنة

وما صرح النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بتركه وأنه منتن لا يجوز لأحد تعاطيه وإنما الواجب على المسلمين النداء برابطة الإسلام التي هي من شدة قوتها تجعل المجتمع الإسلامي كله كأنه جسد إنسان واحد فهي تربطك بأخيك المسلم كربط أعضائك بعضها ببعض

قال صلى الله عليه وسلم ( إن مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )


والأمر المطلق يقتضي الوجوب على التحقيق كما تقرر في الأصول لأن الله يقول ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )

فالحذر الحذر

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )

.. الختام ..

قولوا سمعنا وأطعنا
ولا تكونوا كعبد الله بن أبي بن سلول

حينما سمعها من الرسول قال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

فقال عمر يا رسول الله دعني فأقتله قال فقال رسول الله لا يتحدث الناس أن رسول الله يقتل أصحابه

واعلموا أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

فتمسكوا بالدين ولا تفرقوا كالذين من قبلكم

ولا تختلفوا فتختلف قلوبنا

أسأل الله التوفيق والسداد .. فلن أوفي وأعطي الموضوع حقه

ولكن لعلي أن أصيب ولو بشيء يسير ينفع ديننا ودنيانا

هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد

أخوكم

(رياض الصالحين)