بريدة ستي - أنت " نشبة " ؟؟؟؟

أنت " نشبة " مستعصية .!

... سواءٌ على المستوى الشخصي .. أو على مستوى المجموعات والتظيمات .. بل وعلى مستوى " الأخلاق مابقيت " .. لابُدْ أن هناكَ همّاً / قضيّةً / مُشكلة .. يسعى الجميع إلى تحقيقها .. أو التخلّص منها ..! وبلهجتنا العاميّة " غصة ناشبةٍ له هنا – إبهام يؤشر نحو الحنجرة " ...!

" بلشـات " متفاوته .!

... تختلف الأمور التي " يبلش " بها الشخص / المجموعة / الأمّة .. من " وحدة بلشة " إلى وحدة أُخـرى .. فهناك من يحمل على كتفيه هموم شعبٍ بأكمله .. وربما شعوب .. ( مع إنْ الشعب ماجاب خبر الأخ ) .. وهُناك من كانت أكبر " بلشاته " جلسة الشباب الليـلة .. ( على الدائري .. ولاّ في الإستراحة ) .. كما أنَّ هناك " بلشات قصيرة الأجل " وأُخرى " طويلة الأجل ومزمنة " .. أيضاً هناك من يوجد لنفسه " بلشة " من عدم .. أو بالعربي الفصيح " مسويّ زحمة والشارع فاضي " ..!

" بلشة العيـش " .!

... لم يَقُم أيُّ باحثٍ حتى هذه اللحظة – حسب علمي المتواضع – بعمل إحصائية لأسماء المأكولات العربية .. وخصوصاً " رغيف – كسرة رغيف – شقفة .. إلخ " التي وردت في شتّى ضروب الأدب .. والمخطوطات العربيّة .. حتى أغاني " فيروز " تُقاسمنا أرغفة البسطاء مع " شادي " .. وفي المديح لابُدَّ أنْ نأتِ على الكرم والجود .. من ( أندى العالمين بطونَ راحِ ) إلى ( ذبّاح حيل ومزبنٍ للمفاطيح ) .. فالهمّ العربي – الحقيقي – هو الجُبْن والرغيف اليابس .. وشتّى مظاهر " البلْع " .. فَـ " همّنا هذا البطن وماسيؤلُ إليه " .. وربما لذلك مبرراته .. ودواعيه .!

" الأمريكـان " لايجوعون .!

... لذا يقولُ أحمد مطر : ( وحدهُ الفقر لدينا .. كانَ أغنى الأغنيـاء ) ..

- ولكن لماذا هذا التوزيع الجغرافي للـ " بلشات " .؟!

- لماذا لايكون رغيف " فيروز " همّاً أمريكيّاً .؟! ..

- لماذا نحنُ نبحثُ عن حلول المعيشة .. ونناضل من أجل الحياة .. أو قيد الحياة في أسوأ حالاتنا .؟!

- لماذا همومهم " عقول " ..؟! وقضيّتهم " فكر " .؟! وإختلافاتهم " إتجاه ورأي " .؟!

... أعلمُ بأنَّنا نختلف في أفكارنا وأرائنا .. بل ونتقاتـل من أجل " توجْه " .. لكن لو رجعنا لخلفيّة خلافاتنا الفكريّة .. وماتقوم عليه أساساً .. لو جدنا تقوم على " إنْ لم تكن ذئبـاً أكلتك الذئاب " .. فكرنا مبنيٌّ على " رغيف .. وطعميّة .. وكبسة على كيف كيفك .. إلخ " ..!!

إذاً .. ( الفقـراء .. وحدهم يبلشون ) .!

... لو كانَت الأحوال " الرغيفية " متكافئة .. ربما .. أقولُ ربما تجاوزنا كلَّ " نشباتنا " الفكريّة .. وما " أبتلشت " به عقولنا .. ولما ذهب " كريستوفر كولمبس " لييستكشف معالم أخرى على هذه الأرض .. ( هل لو كانَ يجاهد ويكافح من أجل رغيف سيذهب في رحلاته تلك .؟! ) .. لا أعتقد ذلك .. ولكنها ( الشبْعة وماتسوي ) .!

فاصـلة " نشبة " .!

عجل يا زمن التابوت

فالبلبل مات ..

والتمرة لا تكفي للقوت ..

لم يبق إلا أن نحفر قبراً لنموت ..

- فما نوع " النشبة " / " البلشة " التي لديك .؟!

عنّي أنا .. أكبر " بلشاتي " الآن

هالغداء اللي ماعنده نيّة يخلص ..!

تحياتي