( لا أعرف تحديدا متى كتبت هذه الكلمات ..
ولكني أذكر أنني كتبتها خارج أرض الوطن ..
وكانت بين يدي صحيفة نقلت خبرا مزعجا ..)





تسوء الظروف أحيانا ..
فأتمسك كحفنة من الرعاع بالأمل المجدب ..
و أتلقى صفعات الفقر والجوع والشطط والجريمة ..
يعصف قلبي هاجس المحنة كموج كالجبال ..
وأبدأ ببناء قصيدةٍ مجنونة المعاني مرتجفة القوافي ..
تتصاعد فيها رائحة مستقبل كاذب وحلمٍ أسود ..
ينبت بين أبياتها ثوم الشقاء وبصل الحظ العاثر ..
وتتصاعد من حروفها رائحة الخوف ..




تسوء الظروف ..
فأنتعل معطفي أو اتلحف قبعة رأسي ..
وربما بين ردهات السوء ..
أركب حمار جحا وأبتلع ( فيشاره ) ..!!
وبين أصحاب الأزياء الرسمية أرقص كالدمية ..!
على غرار عاهرةٍ تستسقي ( جيب ) سكيرٍ لعين ..!
تتلوى .. تتكسر .. تتمايل .. ترمي بجثتها في حضن سافل ..!
فقط بضع دريهمات تشربهن بالسكر وتدخنهن بالسيجاره ..!




وتزداد سوءا ..
فأغدو ولا شيء لي همٌ غير بطني وفرجي ..
ولا ذكرى لي غير صورة صاحب الكرش الممتليء مالا ..!!
وليس في أي بناء عظيم عليه قلادة عظيمة مكتوب عليها ( دائرة حكومية ) ..!!
أي حظٍ أو نصيب .. أو حتى لقمة واحدة من قصعة الغني ..!!
وحينما تثور ثائرة الكلب بقدوم ضيفٍ غريب ..
فإن الضيف يلعنه والمضيف يمدحه ويثني على صوته الموسيقي ..!
وحينما يجوع الكلب و تبدأ رائحة فمه النتنة تفوح ..
فإنه لا يرى سوى القطة والفأرة وقطعة لحم نتنةٍ .. !!!
يحرس .. ويُمدح .. ويتباهى .. ولا يرى وقت الحاجة إلا القذارة ..


يبلغ السيال زباه ..
فينتهي صبر أيوب ..
ويغادرني حلم أحنف ..
ويهرب من رأسي ذكاء إياس ..
ولا لي من سلطة العلم رادع فشيطان البطالة يغمرني ..
وأدخل صالة ألعاب قوى الفكر ..
فأنتقم من عدوي الذي لم يكن سببا في انتعالي خمار جارتنا ..!!
ولم يكن هو سارق عباءة خالتي المسكينة التي ماتت بسبب كثرة الوباء ..!!
وليس له ذنب بحياة عمي المقعد المشرد القابع في دائرة ما تحت الفقر ..!
ولكن بالتأكيد عدو لي يستحق القتل .. !
ويختلط حابلي بنابلي كما الماء بالقهوة ..
ويدمر فيروس مأساتي أنظمة عقلي وبرامج وعيي ..!!
فلا أعرف ساعتها الكوع من الكرسوع ..
وأبدأ رحلة الجنون ..



تتسمر عيناي على لوحة الانتقام ..
وارتشف كأسا من عذاب السوط القديم ..
و تبدأ رحلتي الجديدة ..
وعلي وعلى أعدائي ..!!



وللذكرى ألم
ألــــــــــم