لحياة / ألقت تصريحات وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز أول من أمس، حول موضوع قيادة المرأة السعودية السيارة، بظلالها على السعوديين، واختلفت تأويلاتهم لها، ما بين الاستبشار والاستغراب.لكن نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الكاتب السعودي الدكتور حمد الماجد رأى التصريحات «أتت منسجمة مع توجه غالبية السعوديين، ومحققة لمصلحة البلاد في هذا الظرف الحرج»، فيما كشف استطلاع للرأي حديث أن غالبية السعوديات لا تمثل قيادة السيارات أولوية لهن، بل رأين قضايا العمل، والزواج والطلاق، وظلم الأزواج «أهم وأخطر».وكان الوزير السعودي أعرب عن أمله بأن لا تتطور القضية إلى جدل بين فريقين، داعياً مواطنيه إلى إدراك الأولويات، ومعاتباً الدكتور محمد آل زلفة الذي أثار المسألة أخيراً.وبينما اختلف المختصون الذين اتصلت بهم «الحياة» في تعليقهم على تصريحات الأمير نايف ونتائج استطلاع الرأي الذي أجراه المركز الأكاديمي لدراسات المرأة ومقره لندن، أوضح الاستطلاع أن العينية التي شملت نحو 1014 امرأة من مختلف المستويات التعليمية ونساء غير متعلمات، طلب منهن الإجابة على سؤال: هل توافقين على قيادة المرأة السيارة؛ رفض 898 منهن بشكل قاطع قيادة المرأة السيارة بنسبة 88.6 في المئة تقريباً، بينما وافقت عليها 76 امرأة بما نسبته 7.5 في المئة، ولم تجب 40 امرأة بنعم أو لا وذلك بنسبة 3.9 في المئة.وقد أجري الاستطلاع على العينة التي اختيرت من سبع مدن سعودية هي الرياض والدمام ومكة والمدينة وجدة وتبوك وأبها، خلال الفترة من 15 إلى 30 أيار (مايو) 2005.وقال الباحث الرئيس في المركز مارك ستون إن السعوديات اللاتي رفضن قيادة السيارة اختلفت مبرراتهن بشأن ذلك، وتفاوتت بين عدم شرعية هذا الأمر، استناداً إلى فتوى لعلماء السعودية تمنع ذلك، وبين اختلاف أولويات المرأة السعودية في الوقت الراهن، بينما رأت غالبية اللاتي وافقن على قيادة السيارة أن ذلك صار من متطلبات الحياة العصرية. وذكر ستون منهن أن مشكلات مثل العمل وتأخر سن الزواج والطلاق كانت من بين أكثر المشكلات أولوية للمرأة السعودية في الوقت الراهن بحسب إجابات الأسئلة المذيّلة للاستطلاع.وربطت المديرة التنفيذية للجنة النسائية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي منى العنقري بين تصريحات الوزير السعودي وبين نتائج الاستطلاع وقالت لـ «الحياة»: «نحن نتعامل مع المئات من النساء السعوديات، ونسعى الى حل مشكلاتهن، ولا نجد أن من بينها شكواهن من عدم قيادة السيارات، فالمرأة السعودية تحتاج إلى من يرفع عنها ظلم بعض الأزواج وأولياء الأمور الذين يستغلون القوامة الشرعية في غير ما شرعت له، ويعلقون زوجاتهم ويتسلطون على أموالهن وآرائهن حتى في القضايا المصيرية مثل الزواج، فتجد عدداً من أولياء الأمور يرغمون أو يمنعون بناتهم أو أخواتهم من الرجال الأكفاء. لدينا كم هائل من النساء الفقيرات بحاجة إلى العون والمساعدة».بينما أعادت عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة نورة اليوسف عدم تأييد غالبية السعوديات في الدراسة لقيادة السيارة إلى «وقوع هؤلاء السيدات تحت تأثير المجتمع الذكوري الذي يقف ضد مثل هذه القضايا، حتى أقنع المرأة بأن بقاءها تحت وصاية الرجل هو الأفضل»!لكن العنقري عارضت اليوسف في هذه الجزئية وأعادت عدم الاهتمام إلى «انشغال النساء بما هو أهم من ذلك، وقدرة الكثير من السيدات على تأمين السائقين لهن».بينما يعلق عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالعزيز الثنيان على تصريحات الأمير نايف والدراسة بأنهما تعززان اعتقاده بأن «قيادة السيارة، لا تمثل أولوية لدى غالبية السعوديات، والمؤيدات لها قلة». ويضيف: «على المؤيدين والرافضين لقيادة المرأة السيارة، أن يدعوا الجدل لصاحبات القضية ليحسمنها بالقبول أو الرفض، وحتى أعضاء مجلس الشورى لا أرى مناقشتهم لهذه القضية مجدية، فالمرأة المعنية بها، ليست هي التي ستجيب بنعم أولا في المجلس