بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   وإذا قلتم فاعدلوا يا أيها التحريضيون (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=47838)

المحايد26 05-08-2005 03:07 PM

وإذا قلتم فاعدلوا يا أيها التحريضيون
 
وإذا قلتم فاعدلوا

المراكز الصيفية محاضن خير وإصلاح في بلادنا بإذن الله

الحمد لله والصلاة على رسول الله وآله وصحبه أما بعد .. فقد اطلعت على مقال د.إبراهيم بن عبدالله المطلق في جريدة الجزيرة بتاريخ 20/6/1426هـ العدد 11989 وكان بعنوان (المراكز الصيفية وفكر الإخوان) وقد استهله الكاتب بالحكم على المراكز الصيفية عامة أنها محاضن لتأصيل فكر الإخوان المسلمين بل إنه حصرها بفكر الإخوان ، لأنه استعمل كلمة « إنما » (1) وهي كما هو معروف عند أهل اللغة أداة حصر، والحصر : إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما سواه .

وقد استدل على حكمه هذا بثلاث شواهد، ولي مع حكمه واستدلالاته بعض الوقفات:

الأولى : استدل الكاتب على حكمه بتوزيع كتب ومصنفات قادة الإخوان المسلمين وأنه كان ممن حصل على هذه الجائزة إبان دراسته الجامعية في إحدى المشاركات في بعض المناشط.

وأقول : أولاً: هل في توزيع المراكز لكتب قادة الإخوان على الناشئة كجوائز دليل واضح وظاهر يؤدي إلى الحكم عليها بأنها محاضن لفكر الإخوان؟ إذا كان الجواب بنعم، فلنتهم إذاً الدوائر الحكومية «كوزارة المعارف وغيرها التي وزعت سابقاً لمكتبات المدارس كتباً لقادة الإخوان!! وهذا لا أظن الكاتب يوافق عليه .

ثانياً : هل تأكد الكاتب من أن جميع المراكز الصيفية توزع كتب الإخوان؟ أم أنه حكم عليها حكماً عاماً بفعل مركز أو مركزين ؟

ثالثاً: إن هذا الدليل يعتبر قديماً جداً من الناحية الزمانية حيث أن كلامه هذا عن مركز صيفي قبل قرابة عشرين سنة، ولم يذكر الكاتب أنه اطلع على حال المراكز في هذه السنة، أو أنه نُقل له على أقل الأحوال شيء من أحوالها، فهل يا ترى يجوز للكاتب وهو دكتور في جامعة شرعية أن يحكم على واقع المراكز الصيفية اليوم بفعل «يعتبره هو دليلاً» مضى عليه زمن طويل وحدثت بعده تغيرات كثيرة؟ بل كيف يحكم الدكتور على المراكز الصيفية بهذا الحكم، وهو لم يطلع على واقعها المعاصر؟ ألم يعلم الدكتور بأن الفقهاء قالوا: إن الحكم على الشيء فرع من تصوره؟ ألم يقول الله تعالى: } ولا تقف ما ليس لك به علم{. قال العوفي في تفسيرها: لا ترم أحداً بما ليس لك به علم .

قال ابن كثير: « ومضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم بل بالظن الذي فيه التوهم والخيال » .

ثالثاً: لقد شاركتُ في كثير من المراكز الصيفية وحلقها التابعة لها قديماً وحديثاً كمشرف ثقافي ومدرس في دوراتها الشرعية -ولست مؤيداً لفكر الإخوان المسلمين، بل منتقد ما فيه من الأخطاء والزلل – فلم يظهر لي اهتمام بكتب قادة الإخوان ولا توزيع لها، بل إني رأيت اهتماماً بكتب السلف، بل ودرست بنفسي في هذه المراكز وحلقها: الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد وفضل الإسلام وآداب المشي إلى الصلاة والعقيدة الواسطية .

وآخرها في هذه الإجازة : دورة في أركان الإيمان، ودورة في شروط الصلاة للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .

رابعاً : من خلال متابعتي للمراكز الصيفية هذا العام نظراً لمشاركة أبنائي فيها رأيت فيها الاهتمام بالدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم ومسابقات في حفظ جزء من السنة وبحوثاً في سير الصحابة .

فماذا يقول الكاتب يا ترى ؟

الوقفة الثانية : استدل الكاتب ببعض العموميات والرموز غير الصريحة فليته حين تشجع وحكم على المراكز الصيفية بأنها محاضن لفكر الإخوان كان شجاعاً في ذكر أسماء الأشخاص والمؤسسات الرسمية والمنظمات العالمية التي ذكر أنها تدعم المراكز الصيفية وتتبنى فكر جماعة الإخوان حتى يحذرهم الناس !! وإن كان لا يريد التشويش بذكر الأسماء، فلماذا يا ترى شوش على الناس بالتصريح بذكر «المراكز الصيفية»؟

الوقفة الثالثة : حكم الكاتب بعدم قبول الثناء على المراكز الصيفية ممن سبق له مشاركة في فعاليات هذه المراكز، أو ممن دافع عن قادة الإخوان؛ وحكمه هذا باطل في ميزان الشرع، حيث أننا نعلم أنه لا ترد شهادة أحد في الشرع إلا إذا وجد ما يقدح في دينه وعدالته.

إلا إن كان الدكتور يرى أن المشاركة في المراكز الصيفية والدفاع عن قادة الإخوان قدحاً في دين الرجل وعدالته!!!!

الوقفة الرابعة : تناقض الكاتب في مقاله تناقضاً واضحاً، حيث ذكر في مقدمته : المراكز الصيفية ليست منابع للإرهاب. ثم تساءل في خاتمته :

هل المراكز الصيفية تدعم وتؤصل الإرهاب ؟

ثم أحال في الجواب على النظر في فكر جماعة الإخوان المسلمين، وهل هو يؤصل قضايا التفكير ويدعم هذا المنهج أم لا؟ ولم يجب على السؤال الأخير، وجعل القراء في حيرة من أمرهم، وأظنهم بانتظار إيضاح الكاتب لهم لينظروا في إدخال أولادهم في المراكز الصيفية أو منعهم من ذلك !!

أخيرًا : أحب أن أبيّن أن عدد المراكز الصيفية في عام 1426هـ بلغ قرابة 57 مركزاً، تستقبل قرابة سبعة عشر ألف طالب من جميع المراحل الدراسية، ويتولى إدارتها وتوجيه الطلاب فيها إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وتحذيرهم وحفظهم مما يضرهم ثلة من الصالحين والمحتسبين والمعلمين والثقات، نحسبهم كذلك والله حسيبهم .

أليس من الأجدر بنا أن نعينهم وندعو لهم ونثني على جهودهم، وإن كان هناك أخطاء وهي بلا شك موجودة فإننا نناصحهم سراً، لا أن نجازف باتهامهم على رؤوس الخلائق، ونكون عوناً للأعداء على إخواننا .

وختاماً فإني أدعو نفسي وأخي الدكتور إبراهيم وكل مسلم إلى تقوى الله وتحري العدل في الحكم على الآخرين اتباعاً لقوله تعالى: } وإذا قلتم فاعدلوا { .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



وليد بن علي المديفر

إمام وخطيب جامع الربع بالرياض

ومدير ابتدائية ثابت بن أسلم

aammss4@gawab.com


الساعة الآن +4: 08:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.