بريدة : منصور الرشيد
توفيت وسط ظروف غامضة بقسم الإسعاف والطوارئ بمستشفى الملك فهد التخصصي ببريده فتاة في السادسة عشر من عمرها قبل أيام وبدأت القصه عندما قامت والدة "أسماء" بإحضارها للقسم بعد تعرضها لوعكة صحية يوم الجمعه الماضي وبعد الكشف عليها من قبل أحد الأطباء المقيمين (باكستاني) تم تشخيص الحاله بأنها حالة بسيطه وتم صرف بعض الأدوية لها وتم إخراجها وبعد يوم كامل وصحة أسماء تتدهور ولم يطرأ عليها أي تحسن أعادتها والدتها إلى القسم يوم السبت ومن سوء حظها أن قام بالكشف عليها نفس الطبيب الذي رأها بالمرة الأولى وبالرغم من أن ضغطها كان منخفضا إلا أنه اكتفى بإعطائها محلول وريدي لرفع الضغط وليقرر خروجها من جديد وذهبت أسماء للمنزل برفقة والدتها والتي لاتملك شيئا تقدمه لها والوضع الصحي في تدهور وليس في تحسن وفي اليوم التالي الأحد أعادتها وللمرة الثالثه والدتها وخالها للقسم لعل وعسى ان تجد علاجا ناجعا لها ينهي معاناتها ولم تكن تعلم أن ذلك اليوم هو موعدها مع القدر حيث وصلت" أسماء" للقسم في تلك اللحظات في حالة يرثى لها وسط انخفاض شديد بالضغط وارتفاع بنبضات القلب وتدهور في درجة الوعي وقامت إحدى الطبيبات بغرفة ملاحظة النساء بتحويلها إلى غرفة الإنعاش فورا حيث كانت في صدمه (حسب المصطلحات الطبية) وبدأ الأطباء بمحاولة انقاذها إلا أنها فارقت الحياة بين أيديهم وسلمت روحها لبارئها بعد أن وقعت ضحية الإهمال الطبي من البداية وكانت تعاني من بداية مراجعاتها وخلال زيارتها الأولى من نزيف داخلي وسوائل حرة اكدتها الأشعة الصوتية والتي عملت بالسونار على جثة الفتاة بعد وفاتها من قبل أحد الأطباء الجراحين والذي أرجع سبب الوفاة إلى ذلك ..رئيس قسم الطوارئ النيجري الجنسية اكتفى بإصدار قرار يقضي بأن يقوم بمعاينة أي مريض يعود مرة ثانية للقسم بعد خروجه من المستشفى أخصائي وليس مقيما لتفادي الوقوع بمثل هذه الأخطاء لاحقا وقام بتوزيعه على غرف الكشف بالطوارئ وقام بإبلاغ إدارة المستشفى مما يرجح فرضية الإهمال الطبي أكثر !!
مصادر متطابقه رجحت لـ ( الوفاق ) أن إهمالا طبيا تعرضت له الفتاة وكان يجب أن تجرى لها فحوصات متكامله وفق ماكانت تتطلبه الحاله منذ بداية مراجعتها للقسم منذ المرة الأولى وكان يجب أخذ شكواها محل الجد وليس الهزل وأشارت هذه المصادر إلى أن الفتاة تعاني من نوبات صرع وقد وضعت تحت العلاج منذ شهر ولكنها لم تكن السبب في تدهور صحتها وبالتالي وفاتها بالرغم من بعض الإدعاءات الطبية لتبرير وفاتها بالإحتمالات المفترضه .. التقرير الطبي النهائي للوفاة اشار إلى أنها حالة (وفاة غير طبيعية ) !!
والدة الفتاة استسلمت للقضاء والقدر وغادرت المستشفى وقلبها يتفطر كمدا على ابنتها التي لم تملك حولا ولاقوة لمساعدتها ...
الوفاق علمت أيضا أن الطبيب الذي قام بالكشف الأولي على الفتاة هو طبيب عظام وليس طبيب طوارئ متخصص وتم نقله إلى قسم الطوارئ منذ فترة لتغطية النقص بعدد الأطباء هناك ويسمح له بمعاينة الحالات جميعها ..
عدد ممن سمعوا بهذه القصه طالبوا معالي وزير الصحه بالتحقيق فيها ومعاقبة المتسبب إن ثبت فعلا أن الإهمال الطبي هو السبب بعد قضاء الله وقدره .
جدير ذكره ان قسم الطوارئ بمستشفى الملك فهد التخصصي ببريده يعاني من نقص شديد عددا وكما بالكوادر الطبية المؤهله ونؤكد على المؤهله على مستوى الأطباء والتمريض بشكل خاص ولايقل عنه معاناة المستشفى نفسه بشكل عام حيث يعاني هو الآخر من تردي الخدمات الصحية المقدمة فيه مما جعل عدد من المواطنين يرفعون شكاوى متعدده نشرت الصحافة المحلية منها قبل فترة جزأ منها ولم يحرك تجاهها ساكنا سوى تصريحات مخدرة لبعض المسئؤلين عن الخدمات الصحية لم ترقى إلى مستوى التطلعات والخدمات التي ينشدها المواطن المريض والمستفيد الأول منها بتحسين الخدمه وسط مطالبات متكررة بأن يعاد النظر بهيكلة هذا المستشفى فنيا وإداريا كونه بحاجة فعليه إلى غربلة شامله وحركة تصحيحية تعيده إلى سابق عهد الناس به قبل سنوات .