![]() |
أينَ المتَجرِّدون لله؟ أين المنحازون إلى الحق؟!
بسم الله الرحمن الرحيم [align=right]أقدَم أحدُ طلبة العلم على كتابةِ بحثٍ يناقشُ فيه مسائل شائكة كثُر فيها الجدل، واختلفت بسببها القلوب، فقال قبل أن يبدأ في بحثِه: ((وقبل البدء في البحث أُحبّ أن أنبّه نفسي– أولاً– وجميع إخواني –ثانياً– لأمر مهمّ هو: تجريد الطاعة لله ولرسوله، والعلم أن الأمر دين بل وعقيدة وليست بالهوى، فإني أعلم أن هناك من المسلمين – هداهم الله– من كان قد اتّخذ موقفاً من المسألة بخاصّة أو من جهة معنيّة بعامّة فجعل رأيه وهواه مع قولٍ بعينه فهو –على هذه الحالة– لن يستجيب ولو بان له القول الصحيح مهما سيق له من أدلّة مادام يرى أن هناك من يوافقه على رأيه وقوله وينتصر له بل ويُنصّب نفسه داعياً له، وإن لم يكن هذا هو الهوى فأنا لا أعرف الهوى))اهـ. وهذه والله كلمةٌ جليلة، ونصيحة عظيمة؛ لكن أين من يخرُج بنفسِه عن داعيةِ هواه إلى حبل الله المتين؟ وقال ابنُ حزمٍ -رحمه الله- في رسالةٍ كتبها إلى أحدِ الناس: ((قَبْلَ كلِّ شيء أريد أن تنظرَ في كلامي بعينٍ سليمةٍ من الإعراض ومن الاستحسان معاً، وبنفسٍ بريئةٍ من النِّفارِ والسكونِ معاً، لا كما ينظُر المرءُ بما لم يسمعْه قط، فيسبق إليه منه قبولٌ يُسهِّلُ عليه الباطل أو نفارٌ يوعِّرُ عليه الحق. فمن هذين السعيَيْن تاه أكثرُ الناس وفارقوا المحجَّة))اهـ. [رسائل ابن حزم: 3/ 199]. وقال المعلّمي –رحمه الله-: ((افرض أنك قرأت آية فلاح لك منها موافقة قول لإمامك، وقرأت أخرى فلاح لك منها مخالفة قول آخر له، أيكون نظرك إليها سواء، لا تبالي أن يتبين منها بعد التدبر صحة ما لاح لك أو عدم صحته؟ افرض أنك و قفت على حديثين لا تعرف صحتهما و لا ضعفهما، أحدهما يوافق قولاً لإمامك و الآخر يخالفه، أيكون نظرك فيها سواء، لا تبالي أن يصح سند كل منهما أو يضعف؟ افرض أنك نظرت في مسألة قال إمامك قولاً و خالفه غيره، ألا يكون لك هوى في ترجيح أحد القولين بل تريد أن تنظر لتعرف الراجح منها فتبين رجحانه؟ افرض أنَّ رجلاً تحبه و آخر تبغضه تنازعا في قضية فاستفتيت فيها و لا تستحضر حكمَها وتريد أن تنظر ألا يكون هواك في موافقة الذي تحبه؟ ... وبالجملة فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى و قد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذاك الخادش و تنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه و غض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، و إنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش؟ فكيف لو لم يلح لي الخدش و لكن رجلاً آخر اعترض علي به؟ فكيف لو كان المعترض ممن أكرهه؟))اهـ. [التنكيل، وانظر رسالة: (ما لايسع المسلم جهله من ضروريات التفكر) للعلامة/ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله تعالى]. وقال العلامة الشاطبي –رحمه الله-: ((الشريعة موضوعةٌ لإخراج المكلَّف عن داعيَةِ هواه، حتى يكون عبداً لله))اهـ. [انظر: مختصر كتاب الاعتصام: 163]. والله المستعان. [/CENTER] |
جزاك الله خيراً استاذي ناصر .. أسأل الله أن يكفينا شر الهوى .. |
جزاك الله خير على ماأتحفتنا به من الدرر
أعجبتني هذه النقولات خصوصاً كلام (المعلمي) -رحمه الله- أخي في بعض الأحيان يأتي مثل هذا الكلام عن التجرد من الهوى في افتتاحية لبحث عن مسألة خلافية أو في مقدمة لنقاش وحوار عن مسأله معينة سائغ الاختلاف فيها ؛ ألا ترى معي أن هذا وجه من أوجه التعصب ؟ ، وكأن من أورد مثل هذا الوعظ قبل كلامه ينذر ويخوف من سيخالفه ! خاطره وردتني قد توسع أفق الموضوع وتكثر الرؤى Abufahd |
الأستاذ المتميز: ناصر الكاتب نصرك الله . . . أشكرك على هذه النقولات الطيبة الرائعة. . . والموضوع الحساس. . . لك شكري وتقديري واحترامي أستاذنا الكريم . . . همسة في أذنك: ليتك تكبر الخط فطالما شق علينا قراءة مواضيعك المتميزة بسبب صغر الخط أرجو أن تتقبلها بصدر رحب. . . محبك: ليث الغاب، ، ، |
أخي الكريم: النهيم، آمين، وإياك يا أخي.
أخي الكريم: أبو فهد، وإياك أخي الكريم. ومن يورد هذا الكلام في طليعة بحثه؛ فهو يدعوك إلى أن تأخذ بالحق أياً كان، وقد يكون دافعه لذلك الترويج لبحثه ونحو ذلك؛ لكن تبقى العبرة بما وافق الدليل، وما دلَّت عليه الحقائق. أخي الكريم: ليث الغاب، شكرا لك، واعذرني إن آذيت عينيك –حفظهما الله-، والعتب على المتصفح، فالخط الكبير عندي قد يكون صغيرا عند غيري؛ لاختلاف الإعدادت وغير ذلك مما يعرفه أهل الشأن. وهناك طريقة لتكبير الخط في المتصفح: اضغط: ( Ctrl ) وحرِّك (زر) الفأرة المستدير (وهو ما بين اليمين واليسار) إلى فوق أو إلى تحت: أحد الاتجاهين لتكبير الخط، والثاني لتصغيره. شكرا لكم. |
......................
|
الساعة الآن +4: 05:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.