وماتــت صغيرتي إيمان ............
 

نهضت من حول قبرها ودموعي أوشكت على الخروج وأنا أتذكر تلك الأيام ..
وعندما بدأت القصة ورحلة العذاب ..
سمعت أمي تهاتف جارتنا وتقول لها : هل سمعت أن جارتنا أم عامر قد ولدت اليوم فتاة ؟؟

لم أعط الأمر بالاً بل همست : رزقهما الله برها ..
ومضى اليوم كأي يوم آخر ..

وبعد ثلاث سنوات رأيت تلك الفتاة وقد بلغت عامها الثالث ..
نعم إسمها إيمان ..
كانت جميلة بحق رغم صغر سنها ..
ولكنها كانت مصابة بتخلف عقلي !!
نعم هذا ماعرفته في الأسبوع الثاني من ولادتها ..

رأيتها ذات يوم مع والدها الذي خرج يروي الأشجار ..
كانت تضحك ببراءة وتتكلم مع والدها الذي لم يعطها بالاً ..
ذهبت إليها وأعطيتها بعض الحلوى التي كانت في جيبي ولا تعلمون كم فرحت بها ..

كم رحمتها وحزنت من أجلها فهي لاتعلم ماسيعتريها في كبرها ومستقبلها ..
وبلغت إيمان عامها السادس ..
كانت قد عرفتني لأني كنت أعطيها بعض الحلوى كلما رأيتها ..
ولا أنسى ذلك اليوم عندما علمت ان إيمان قد بلغت عامها السادس ولا تملك فيه أي لعبة !!
ليس بسبب فقرهم وإنما يتعلل والدها بأنها لاتفرق بين الحجر واللعبة !!
عندها ذهبت لمحل الألعاب وابتعت منه عروسة جميلة وأهديتها لها ولكم أن تتصوروا شعور طفلة تمسك بأول لعبة لها ..
وأتى اليوم الدراسي الذي ستدرس فيه إيمان ..
استغربت عندما علمت أنها ستدرس في مدرسة عادية مع باقي البنات ..
كم ستواجه من متاعب ومشكلات كان الله في عونها ..

رجعت أختي في أحد الأيام وهي حزينة وعندما سألتها قالت :
رأيت اليوم بنت ركلت إيمان مع بطنها ..

سألتها لماذا ؟؟؟

قالت : لتضحك البنات عليها..

وفي أحد الأيام قالت لي أختي الصغيرة : إيمان تحبك يا .....
سألتها لماذا ؟؟
قالت : تقول أنك تعطيها ماتتمناه وتتمنى أن تكون أبيها ..
عندما سمعت هذا الكلام ذرفت عيناي بالدموع وتمنيت لها التوفيق في حياتها ..

وفي أحد الأيام سمعت الخبر ..
إيمان في المستشفى وفي حالة خطيرة ..
سألت والدها عن مكانها وقمت بزيارتها مع أهلي ..
كم بكيت عندما رأيتها ..
طفلة في عامها السادس طريحة الفراش تبكي من شدة المرض ..
خرجت من المشفى باكيا ودعوت الله أن يعجل بشفائها وأن يلطف بها ..
وفي ذلك اليوم عدت للمنزل وسمعت الخبر ..
http://www2.alrwaq.net/up09/05102810500726428.jpg

ماتت إيمان ..
بعد رحلة من العذاب ..
بعد سنوات من الألم ..
بعد أعوام من نظرة المجتمع الظالم لها ..
دعوت الله أن يرحمها ..
وهنا أسطر كلماتي راجيا من الله أن يسكنها فسيح جناته ..
..

خوي السرور ..
23 / 9 / 1426 هــ

شاركت حروفي ذلك الحزن الكبير

ولا أرى سوى خيال إيمان ...

تلك الفتاة التي رميت في بحور الهوامش ...

ولكن .!

عزائنا أنها ماتت وهي طفلة ...

وبإذن الله تجدها تحلق في جنات الخلد ....




محبك في الله
أبولجين

اللهم أغفر لها وأسكنها الفردوس الاعلى

شكراً لك خوي ووفقك الله في حياتك .

أسأل الله أن تكون شفيعة لأهلها

وغفر الله لك وجزاك كل خير

صبرت ولها الجنة ان شاء الله
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم . للمرأة التي فيها جنون "اصبر ولك الجنة"
اللهم اغفرلها وارحمها .

جزاك الله الجنه لما فعلت

واسكنها فسيح جناته

متحرك