عرفته منذ ثمان سنوات عندما سكن في حينا , عرفته منذ أن رأيته محافظا على الصلاة ,
بشوشا ذا خلق رفيع يحترم الكبير ويرحم الصغير , بدأت علاقتي معه في يوم الجمعة حيث
لم يمر على سكنهم في الحي سوى أيام قلائل , بادرني بسلام وسألني عن حالي فلكم أعجبت
به وبخلقه , زادت العلاقه يوما بعد يوم , ثم تحولت إلى محبه في لله شارك مع شباب الحي
بالمراكز والرحلات . أحبه الجميع لحسن خلقه . وحبه للخير. وسلامة صدره . فهو لا يعرف
الغضب . وزادت المحبة عندما اكتشفت أنا نتفق في كثير من الأفكار والهويات .
فكثيرا مانجلس سويا نمارس هواية أو نعمل في مجال الخير .
سارت بنا سفينة الحياة على مانحب . ومع مرور الأيام أصبحنا أخوةً رغم أشواك الدروب .
فلقد صرنا روحا في جسدين ,
إن اجتمعنا اجتمعنا على الخير . وإن تفرقنا ذكر كل منا أخاه بخير . لم يكدر هذه الأخوة
شئ سوى التفكير بساعة الافتراق . تلك الساعة التي كنت أخاف منها .
فلكم كنت أكرها ولا أريدها أن تأتي لكن الدنيا لا تدوم . وللأيام أسرار وأسرار .
فلقد جاء ذلك اليوم الذي كنت أخشاه وحانت ساعة الفراق .وبدأ العد التنازلي ودقت ساعة الصفر .
في يوم لا أنساه كنت جالسا في مكتبتي أقرأ كتابا قد أهدانيه . إذ جائني ذلك الخبر المبكي
ذلك الخبر الذي نزل عليِ مثل الصاعقة فلم أصدق ماأسمع جأتني رسالة عبر الجوال تعزيني
بوفاة أخي محمد .
بكيت وبكيت حتى أحمرت حدقتي . بكيت لكن لن يجدي البكاء .
أحقا مات أخي محمد؟! أحقا غربت شمسه وسكتت أنفاسه؟! أحقا مضى إلى الدار الأخره ؟!
نعم مضى, مضى ذلك ألأخ الذي كان يسعدني ويؤنسني , الذي كان يقف معي بالسراء
والضراء , نعم رحل وطويت صحيفة حياته فلم يبقى منها سوى الذكريات .
فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته