![]() |
خاطرة غريبة !
انتباه .. خاطرة غريبة ! (1) الناس تستعد للنوم .. وأنا استعد للنهوض ! في العاصمة .. ليلها مثل نهارها .. لا هدوء .. لا سكينة ، سأقر في بيتي واستمتع بالهدوء .. والراحة .. غيّرت رأيي ! سأخرج .. لا أدري لماذا ؟ ولكن سأخرج .. سأهرب من نفسي إلى نفسي ! (2) الشوارع تضيق ذرعاً بالناس .. بالكادحين للعمل طلباً للمال صباحاً .. والذين يرتاحون من العمل مساءً ! لذا تعبس في وجوههم .. وتزداد ضيقا ً ويصاب الناس الضجر .. إلا أنا ! فلا يهم .. سواءً أكان سلساً وانسيابياً .. أو يحتاج لعملية قيصرية! كنت أحتاج وقتاً .. أفكر فيه .. وفي زحمة الطريق .. ضاق الفكر ! (3) عند عقدة من الزحام ـ كعادة الرياض ـ جلست أفكر .. بجواري .. سائق ومعه نون النسوة ! شكلها الخارجي يوحي بأنها حضيت بعدد من الأرقام وكماً جيداً من المعاكسات ، وذاكرة مليئة برسائل البلوتوث!! الآخر .. وحيد .. يا ترى هل هو هارب مثلي ؟ سيارة بسيطة أمامي .. فيها زوجين يبدو أن زواجهما حديثاً ! أنه يكلمها !! وذلك الأب الكادح يتناوب على صفع أبناءه لأنهم أقلقوا راحته ! ثلاثة شباب في سيارة شبابية .. صوت الغناء يطفح منها .. تهتز برقصهم على أغنية غربية ! لا يعرفون أي كلمة منها أمدحاً كانت أم هجاء .. (4) المخططات العقارية سمحت بوجود صحاري داخل المدينة ! ، وقفت في نهاية مخطط يطل على واد ٍ لم يبل ريقه بالماء منذ زمن طويل .. جلست أفكر .. وأفكر .. في كل شيء .. عن الحياة .. الدراسة .. المستقبل .. التفكير ذاته ! وتدريجياً بدأت أفكر في الأكل بجدية ! فمعدتي تطلب الغذاء عاجلاً .. ونازعتني في المطالب نفسي ! توجهت إلى مطعم قريب .. وقبل أن أصل للمطعم .. وجدت صبية يلعبون الكرة بعلبة مشروب غازي .. تجاهلتهم في بادئ الأمر .. ذهبت للمطعم .. طلبت عشاءً سريعاً .. تناولته في سيارتي .. وأثناء إكمالي للمسيرة ..بدون تفكير ولا شعور ، توجهت لمحل رياضي .. واشتريت كرة جديدة للصبية .. عدت لنفس الحارة .. وجدتهم يلعبون بحماس .. استخدمت فطنتي في اكتشاف قائدهم ومحركهم .. وجدته دعوته وأنا في سيارتي وتجمع الصبية كلهم ! .. بعد السلام والممازحة أعطيته الكره ! استغرب في البدء .. شكرني .. وكذلك فعل الصبية .. ونصحتهم قبل أن أذهب بألا يلعبوا في الشارع فهو خطر .. التفت علي كبيرهم قبل أن يذهب وقال : الله يزوجك ! ضحكت بسخرية وقلت : وما أدراك أنني لست متزوجاً ؟ قال : لأنك لو كنت متزوجاً لاشتريت هذه الكرة لأبنائك ! ذهب .. وتركني في حيرة من أمري .. ضحكت بشدة .. من فطنته ولطافته .. صبي صغير مر بجواري قال : سوف نلعب في البيت .. شكراً على التحذير ! ( شكراً على التحذير قالها بالفصحى بطريقة غريبة ) دقيقة مرت .. وأنا مندهش لما حدث .. الله ما أجمل الطفولة .. وأجمل بها ! لقد شعرت بالراحة .. ما أجملني يا نفسي ! (5) في منتصف الليل .. تكون الرياض قد نفثت كل حرارتها في ليلة باردة .. استعداداً ليوم ٍ جديد تكتسب فيها مزيداً من الحرارة .. حتى أنتِ يا أرض .. أصابتكِ حمى الروتين ؟! .. توقفت أمام أحدى المقاهي النظيفة التي تبيع القهوة ولا شيء غيرها .. أخذت كأساً مليئاً بالقهوة الساخنة وبدأت أمشي في امتداد الشارع تقضية للوقت .. ولياقة ! مررت بأحدهم .. ألقى بسجارته على الأرض ! نظرت إليه باهمال .. لم يفهم لغة العيون .. ولا الأخلاق .. شخصين تواريا خلف ستار وقد أمسكا بالجوال ! من الطبيعي أن نعرف طبيعة المقاطع التي يرونها ! فطنتي خانتني هذه المرة .. رأيت أحدهم وقت جلس على طاولة .. وأمسك بكتاب يقرأه بعناية ! قلت في نفسي : مظهره الخارجي لا يوحي بأنه قارئ ولكن ما يدريك ؟! اقتربت أكثر لاكتشف بأنها قائمة طعام طبعت بشكل فاخر ! .. حتى الطعام أدخل في الكتاب ! السيارات الفاخرة شيء طبيعي في هذا الشارع .. غير الطبيعي وجود عاقل فيه ! عدت لسيارتي .. فهي أحسن حالاً من الخارج .. (6) حادث .. اصطدام .. الجامعة ! لا شيء .. الأولاد .. الكرة .. القهوة .. الكتاب .. رجاء .. ميشيل .. قمرة ماجد شريط فيديو دانيل .. spss أوووه أين أنا ؟ سيارتي .. حلم مزعج ! تأخرت عن الجامعة .. لبست ثيابي على عجل .. أخذت أوراقي .. توجهت للسيارة .. جلست أضحك بشدة ! يا له من حلم مثير ! هكذا تكون الأحلام .. ركبت السيارة .. أدرت محركها .. نظرت !! كوب القهوة في الحامل !! هه ! 7 7 7 صاحب |
موضوع جميل
بارك الله فيك. |
قمردين:
أشكرك على مرورك الرائع .. لك الحب صاحب |
تمعت بكل حرف حتى النهايه القريبه :) أمتعتنا حباك الله ما تريد من الخير بصراحه أعشق هذا الفن رغم بساطته ، وأتمنى أن أقرأ لك المزيد وأن تصنع مذكره خاصة بك تكتب فيها هذه الخواطر التي لا تمل :i128 ، ولا مانع أن " تسلفن" إياها :D حقاً أحببت هذه الخاطره تشكرااااااااااااااااااااااات محبك الأفعى |
أريد الخروج من المنزل دائماً فالملل يحاصرني أخرج وحين أهِم بالعودة أأخذ على نفسي العهود بعدم التفكير بالخروج أخرى ! ... أكثر الله من أحلام الخاطرية ، تقديري لك أيتها النفس الشاعرية . |
بارك الله فيه أخي الغالي خاطرة طيبة أمتعتنا .. و أخذتنا معك يالروعة أسلوبك |
بصراحة لا أدري ما أقول ...
إلا أني استمتعت بهذه الخاطرة ... وبهذا الأسلوب الشاعري... لا حرمنا الله منك ولا من خواطرك ... |
snake :
شكراً لمرورك .. والمذكرة موجودة الدين ممنوع ، ولكن البيع جائز :) أكرر شكري وتقديري لك لتشريفك موضوعي المتواضع .. لك الحب صاحب |
رائعة كروعتك أستاذي ..
قد والله صدق فكرك حين أختار القلم صاحبه .. لاحرمك الله اللذة الأخروية كما أمتعتنا بلذيذ حروفك .. أنت شراع حلم تهفو إليك سفينتي .. بالتوفيق .. |
السمو :
أشكرك على طيب نفسك ، وخفة ظلك ، وروحك العذبة .. لك مني الشكر أجزله ، ومن الحب أصدقه صاحب |
اقتباس:
اقتباس:
محبك الأفعى |
الصمصام:
أشكر لك ردك اللطيف .. لك كل الود والاحترام صاحب |
alhaoy :
ولا حرمنا الله من ردودك :) أشكرك على تفاعلك لك الود صاحب |
أبو فارس الخالدي:
احرجتني بطيب ردك ، وجمال أسلوبك أدام الله عليك ثوب الصحة ، وكساك رداء العافية .. لك الود صاحب |
الساعة الآن +4: 11:57 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.