بريدة ستي - بلاعنوان ....................!

[align=justify]

http://ahmad1906.jeeran.com/54.gif

لأدعَ القلم يكتب مايشاءُ ...بلاعنوان أو قيد ...أدعه يرسلُ الكلمات المتقاطرة من ذهنٍ مشغولٍ ونفسٍ أصابها الهمَّ والغم والحزن ...قيل يوماً : لاتحزنوا ...فقلنا : قد قالها قبلُ ذلك الصاحب لصاحبه وهما في الغار حين ثبته وواساه وبشره ( إنَّ الله معنا )...ما أجمل يوم الغار وما أصعبه ...يومٌ لم نشهد أحداثه وتفصيلاته وإرهاصاته لكن سمعنا جزءاً ومقطعاً من تلكم الأحداث بنظمٍ بلاغيِّ عجز البشر أن يأتوا بمثلهِ ...أتخيل نفسي يوماً في ذلك الغار ..والعدو في الخارج أسمعُ وقع أقدامه وصهيل خيله وانظرإليه من طرفٍ خفيِّ لأراه وهو قادمٌ إليَّ لامحاله ...هل ياترى سأقول لنفسي : لاتحزني إنَّ الله معي ...أم سأبكي وأندب حظي وأخفي دمعي وصوتي لئلا يُسرع العدو إلى مخبئي ...!! ...
إثنان في الغار لاثالث لهما ...سوى مَنْ علمه كيف يلجأ إليه في الرخاء والشدة ...مَنْ علمه هذا الثبات !؟ ..مَنْ قواه بهذا اليقين !؟...من جعله ثابتاً راسخاً كالجبل الذي لاتهزه الريح ....إنَّه الإيمان الحق ...كيف لم يحزن !؟ كيف لم ييأس !؟ كيف يقوى في وقت الشده ليعلنها في الأفق ليشهد التأريخ بها : أنَّ الله معه ...يقين كهذا ...إيمانٌ كهذا ...صبرٌ كهذا ...من يَقدِرهُ !؟ من يقوى على الثبات في الأزمات !؟ من ينظر للنصر في وقت البلاء !؟ ...إنَّها مدرسةٌ فريدة...ومنهجيّة أصيلة ..وطموح لايُضعفه مرور الزمان ولاتصرم الأعوان ولافقد الخلان !!
يموت حبيبه ...وبعدُ قريبه ونصيره ...فيصيبه همُّ وغمٌّ يخفيه في قلبهِ ...وفي نفسه لوعة الفراق لزوجه وحزن على موت قريبه على الشرك ...فينسى كل ذلك ويعود أصلب وأقوى مماكان ...فيتعجب القوم لهذا الفرد الذي توقعوا من مثله أن يوصد بابه على نفسه ويترك أمره وشأنه ...ماهذا الشموخ في وقت المحن !؟ ...يموت الحبيب فيصبر ...ويموت القريب فيُقدم ...لم يُعلق أمره يوماً بشخصٍ ...عرف أن أمره يقوم على مباديء فهو يُقاتل لأجلها ...فأما الأشخاص فيذهبون ويأتون وأما المباديء فهي ثابتة لايغيرها المحن والنكبات ...!!
يدركهما الباحث عنهما في الطريق ..فيرمي طرفه إليه...فيضطرب صاحبه وهو يقول : أدركونا ...عثروا علينا..يحزن صاحبه لا لأجل نفسه بل لأجل حبيبه وقرة عينه ...فيشرق الأمل من عينيه ويظهر النور من وجهه وهو ينظر إلى السماء : ( إن الله معنا ) ....فيدعوا ربه ليكفيه شر طالبهما ...وماهي إلا طرفة عينٍ حتى استجاب الله له !...يعفو عنه بعد أخذ العهد عليه أن يخفي أمره وأمر صاحبه ..ثمَّ يبشره بخبرلم يسمع بحياته مثله ...كلها في لحظة واحدة ...فيقول له : هل تعرف ياهذا أعظم مملكتين في الأرض !!؟ ...وهل تعرف أعظم ملكين في الأرض ..!!؟ ...ماذا أنت فاعل أو كيف بك إذا جاءتك سوارتاهما وطرحت يديك!!؟
يُصعق ذلك الرجل وهو يقول في نفسه...ماهذا الوعد !؟ ماهذا القول !؟ يبشرني بسواري أعظم ملوك الدينا وهو طريد شريد مع صاحبه لايملك شيئاً ...شيءٌ لايصدقه العقل ...!؟ وهل عقولنا إلا شيءٌ بسيط لاتدرك من علم الله إلا القليل ياسراقة ! ...إنك على كفرك في ذلك الوقت لأنت أعقل من كثير من مجانين أمتنا الذي جعلوا العقل رباً ...يأمرهم وينهاهم ..فماوافق عقولهم صدقوه وماخالفها كذبوه ولو كان حديثاً غير مفترى من أحاديث صاحبك الذي بشرك بسواري كسرى وقيصر .......!

( من يكمل ) ......[/CENTER]