والصلاة على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله عليه وعلى من والاه امابعد:
الوقت
بادر سلفنا الصالح إلى شغل ازمانهم وخواطرهم بما ينفع وعمروا اوقاتهم بذكر الله وعبادته وحفظ علوم الشريعة وفقهها والدعوة إلى سبيل الله تعالى وجهاد أعداء الدين فكانوا احرص على اوقاتهم منهم على اموالهم .
قال الحسن البصري:(يا ابن ادم إنما انت ايام إذا ذهب يومك ذهب بعضك) وما اروع كلا م ابن القيم إذ يقول في شان الوقت(جميع المصالح إنما تنشأ من الوقت فمتى أضاع الوقت لم يستدركه ابداً فوقت الإنسان هو عمره في الحقيقة وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ومادة المعيشة الضنكة في العذاب الأليم وهو يمر اسرع من مر السحاب فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوبًا من حياته وإن عاش فيه طويلاً فهو يعيش عيش البهائم فإذا قطع وقته في الغفلة والشهوة والأماني الباطلة وكان خير ماقطعه بالنوم فموت هذا خيرله من حياته وإذاكان العبد وهو في الصلاة ليس له من صلاته إل ماعقل منها فليس له من عمره إلا ما كان فيه بالله وله ) هذا وصلى الله على من بعثه هدى ورحمة للعلمين.