الأصـــــوليــــــة ..
 

كثيرا ما تتردد كلمة الأصولية أو التطرف الديني في مقالات المثقفين أو التنويرين و كثيرا ما يحملون هذا التيار أسباب التخلف مقارنة بالحضارات و الأمم الأخرى ! والتي تقدس العمل و الإنتاج في حين أن لدى الأصولية ثوابت و مسلمات تتعارض مع الإتجاه نحو التقدم و الرقي ..! بل أنها توظف العقل الباطن للعمل و الإيمان بالمغيبات و ترك المحسوس و المشاهد ..! أو على الأقل ما يدخل ضمن حدود العقل و التفكير و المنطق ! و دائما ما ترجح الزهد وحياة التقشف على شهوات غريزية كامنة في روح و جسد الإنسان ! وقد تصفها بإنها بهيمية أو متعة زائلة !! وبالمقابل فانه من غير المعقول أن يقطع الواحد منا يده بحجة أنها ستسرق في يوم ما ! هذا ضرب من جنون !

ولعل الصوفية و المعتزلة و غيرها من المذاهب كانت و لا تزال هي العروق التي تغذي هذا الفكر حتى نبت و ترعرع في عقول البعض وتدرج حتى أصبح لوثة فكرية نعاني منها حتى اليوم ! فأصبحنا أمام العالم أجمع على أننا ثلة من أغبياء نتراشق التهم فيما بيننا وينطح بعضنا البعض في الأسواق ! و أننا نعتقد إعتقادا جازما بإن التقنية و التكنولوجيا هي أعمال شيطانية ستذهب بصاحبها الى الجحيم !! و أنه من المحال على مجتمع من المجتمعات أن يبتكر أو يخترع حتى ينفسخ من قيمه و أخلاقه وأن يتنازل عن ثوابته و مسلماته !

وفي الآونة الأخيرة طفى على السطح بعض الأفكار الأصولية المتطرفة والتي أخذت منحى آخر نحو التكفير وقتل الأبرياء و العبث بالمقدرات فأصبحنا مجتمع بربري متناحر متخلف!!

هل ستخرج لنا في يوم من الأيام المدرسة الأصولية شرذمة تطلق على نفسها عبدة الأصولية كما أخرجت لنا الكنيسة عبدة الشيطان !؟

تحياتي للجميع ..

أبوشهد ..

??????

مرحبا بك عزيزي فارس .. :)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بما أنني أصولي .. وفي رواية (متطرف) .. فإنني أنتهز الفرصة لأدافع عن أصوليتي فأقول قبل أن أبدأ : أن المبهم في مقالتك قد طغى على الصريح .. ودائماً خير وسيلة للسفسطة الإبهام .. وإن كنت أحسن الظن كثيراً إلا أنني أطلب منك توضيح المشكل بأمثلة .. وإلى أن أرى توضيحاً فإنني سأرد على المبهم بوجهيه ..

التقدم والرقي يختلف باختلاف الأشخاص والعقائد .. فهناك مثلاً من يرى أن افتتاح (كباريه) أو مصنع خمور أو دار سينما أمر مهم في سبيل التقدم .. بينما يرى آخرون أن التقدم يكون بصناعة السيارة والسفينة والطائرة .. وبالتأكيد فالأخير لا يتعارض أبداً والثوابت الدينية وهو التقدم الحقيقي الذي جعل من أميركا مثلاً دولة عظمى ..
ثم لنفترض أن حرية السفور والتبرج أمر تقدمي .. أوليس من يطالب بهذا يتفق مع من يرفضه بأن مجال الصناعة هو سبيل للتقدم أيضاً .. إذاً فليعملوا على المتفق عليه ثم ليتفرغوا لما اختلف فيه ..

الإيمان بالمغيبات لا يقتصر على الأصوليين فقط .. فالليبرالي مثلاً .. يؤمن بوجود نار جهنم .. والنار لا هي محسوسة ولا مشاهدة .. لذا فاقتصار الإيمان بالغيبيات على الأصوليين فيه نظر ..

أتمنى أن تكون أكثر شجاعة وتزودنا بمثال على ما قلت ..

أن تضع الزهد والتقشف مقابل الشهوات الغريزية فهذا مفهوم خاطئ .. لأن ما يقابل الزهد هو فعل المباح .. وما يقابل فعل الشهوات الغريزية هو العفة وكبح جماح الشهوة ..

أولاً : اتهامك بأن الأصولية مغذاة من الصوفية والمعتزلة ادعاء يحتاج إلى بينة .. فأتحفنا بها ..
ثانياً : التشابه فيما بين ديانتين لا يعني تأثر إحداهما بالأخرى .. فمثلاً لا يعني أننا إذا آمنا بأن ربنا الله فإننا متأثرون بالدين النصراني لأنهم يقولون أيضاً ربنا الله ..

كما أنك ترى أن ما تعتقده هو الحق فإن الآخرين يرون أن ماهم عليه هو الحق .. لذلك يحصل الصدام .. ولا يتحمل ذلك الأصولي وحده ..

كذبت ورب الكعبة .. فلا نرفض التكنلوجيا أو التقنية .. بل نقبلها ونفرح بها .. ولكن مانرفضه هو اساءة استخدام التكنلوجيا ..

بغض النظر عما إذا كان فعل هؤلاء صحيحاً أم لا .. فإن الحكم على دين أو ملة أو مذهب بما فعله قلة منهم حكم جائر وغير منطقي ..

وتحياتي لك ..

ليس في ما كتبت أي غموض أو إبهام ! وبما أنك قدمت حسن الظن فهذا دليل قاطع على أن الأمر لا يحتمل وجها آخر ..! إلا إذا كان فهمك خلاف ذلك كما هي عادة الأصوليين دوما مع من يخالفهم الرأي ..!

حانات الخمور و دور الدعارة لم تكن أبدا وسيلة لنهضة و التقدم ولكن عندما وصل الغرب الى إشباع الفكر وقضاء وطر العقل بالإختراع و الإبتكار و الإستفاده من السنن الربانية ، إنتقلوا بعد هذه المرحلة الى الرفاهية والمتعة ، كما لو تكن فترة نقاهه و إسترخاء و لكنهم أسرفوا في ذلك حتى تجاوزا الخطوط الحمراء و عبثوا بكل شيء حتى باتوا في وضع لا يحسدون عليه من سفالة تمقتها جميع الأديان بلا إستثناء ، و أما ما قصدته هنا فعند الأصولية ( الفكر المتشدد تحديدا ) مبدأ الرفض لكل ما يرد الينا من الغرب من أفكار و مخترعات بل حتى الأشخاص أنفسهم والذين لولا الله ثم عقولهم الفذه للبثنا في كهف التخلف و الرجعية الى أن يشاء الله و لبسطت ذراعا الهمجية على جزيرة العرب إنتصارا لأخرجوا اليهود و النصارى من جزيرة العرب !! و الأمثلة في هذا السياق كثيرة كمن يحرم المايكروفون في المساجد في حين أنه لا يتورع عن كشف المستور أمام مكيف جبسون في وقت الظهيره أو في ليلة حمراء يداعب فيها ما أحل الله !!!

هذا ليس إعتراضا على الإيمان والتصديق ، ولكن أوردته من باب النقد لهم وذلك بأنهم عرفوا أن الله حق و أمنوا بكل الشرائع السماوية ولكنهم ناقضوا أنفسهم أمام متطلبات و مواكبة عصر التقدم و الرقي والذي يأمرنا به ديننا الحنيف ، ويتضح ذلك من خلال ما تتمخض عنه الجامعات الإسلامية من عشرات الآلآف من الطلاب في حين أن التخصصات الأخرى تعاني من نقص وحاجة ماسة لمن يرتدي عباءة الدين ويتوج بعقل العلم الحديث ..!! فهل الأصولية تمتلك التأثير على توجهات و تطلعات شباب الأمة ؟ هذا سؤال يطرح نفسه ..!!؟


ما لفت إنتباهي في طلبك هذا أنك تريد مني أن أكون أكثر شجاعة ؟ و متى عرفت مني عكس ذلك ؟ ألم أقل لك أن الأصولية تأخذ بزمام المبادرة السلبية دوما ..!!


وها أنت تعاود الكرة مرة أخرى ! ليست كل الشهوات الغريزية محرمه فالجنس شهوة و الشرب شهوة وما لذ وطاب للنفس يدخل تحت متطلباتها أما مع الأصولية فالأمر يعتبر خرقا لدستور وقوانين الأصولية التي تفرض على الإنسان رفض أغلب المباحات بحجة الزهد و التورع ...! وهذا والله أمر غريب عجيب !

نعم الأصولية هي إمتداد للصوفية و المعتزلة ، ومن قراءة قصيرة للتاريخ يتضح لك جليا بإن صدر الإسلام الأول بريئا منها كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام !!!


بل أنه سبب ما نحن فيه !! و عندما أراد بعض العلماء الذين شعروا بحجم الخطر المحدق و أرادوا أن يخرجونا من بوتقة الإنغلاق وصفتموهم بالجاميين أو الحداثيين وما هي إلا أسماء سميتموها أنتم و علمائكم ما أنزل الله بها من سلطان

عموما هذا رأيك أنت و أما الواقع و المشاهد خلاف ذلك ..

أفهم من كلامك أن لديك رأي آخر في هذا الجرم الشنيع الذي لا يمت الى الإسلام بصله !!

وأما الحكم الجائر في نظرك ينطبق على من يشاركون الأصولية الأفكار و التوجهات و أما من يخالفهم فهم مارقون و حداثيون ومنافقون عن بكرة أبيهم ...!!

عموما سعدت بحضورك

حوار جميل
انا متابع