خالد عبد الله المشوح
أصبح الحديث عن حتمية التغيير الاجتماعي السعودي أكثر الأحاديث تداولا، وكثيرا ما يقف دعاة التغيير أو الإصلاح الاجتماعي عند عقبة التيار أو الخطاب الديني وهو العقبة الكبرى التي يرون أنها سبب هذا الجفاف والجمود.
ولكن هل يمكن أن نخرج بنتائج عن طريق دراسات تبين لنا مدى قابلية المجتمع للتغيير من حيث البنية المعرفية والترابط الاجتماعي والموقف من المرأة والتي بالتالي يمكن أن نستطيع من خلالها أن ندرك قابليتنا للتغيير.
نعود إلى وضع الخطاب الديني في المملكة والذي بلا شك هو خطاب يحتاج إلى تجديد وحراك وذلك وفق كل الاتجاهات الدينية، ولكن يبقى أن الحاجة إلى التجديد أصبحت محل اتفاق، لكن موضوع التجديد ووقته هو ما لم يحسم بعد لدى المعنيين بالخطاب نفسه ما جعلنا نرى كثيرا من الأصوات من خارج المؤسسة الدينية بل وأصواتا لا تصنف نفسها بالديني تنادي بفقهاء شجعان يمررون قضايا فرعية ليست من أولويات الإصلاح بقدر ما هي من أولويات الصراع الإيديولوجي. ولعل الكاتب مشاري الذايدي قد ناقش هذا الموضوع أكثر من مرة عبر مقالاته في الزميلة الشرق الأوسط والأستاذ مشاري بلا شك كاتب ذكي ومتمكن وعلى دراية سابقة بالمدرسة الدينية! ما يجعلني أتساءل عن هذه الشجاعة التي يطالب بها والمقتصرة بالدرجة الأولى على المرأة وعلاقتها بالرجل سواء كان عن طريق الاختلاط أو غيره، المهم في ذلك أن الشجاعة تكون على هذا الوتر، ولكني أطالب بشجاعة تتجاوز هذه الجزئية لتزرع التفاهم والتسامح والقيم الأخلاقية، ذلك أن أول مقومات النهوض هو الصلاح الأخلاقي الغائب لدينا وليس المعضلات الاجتماعية برغم أهميتها، إلا أن هناك أولويات في أيّ عمل إصلاحي فيا حبذا لو كانت الشجاعة المطلوبة في غير هذا الموضع والذي أعتقد أن الشجاعة فيه قد لا تغير الكثير.
إن التغيير الاجتماعي بات أمراً لازماً في ظل اختلاف المعطيات الثقافية السابقة التي قامت عليها بعض بُنى الثقافة الاجتماعية ما يجعل التغيير أمراً حتميا اليوم لذا كان لابد من أن يأتي هذا التغيير على أيدي فقهاء يمسكون بزمام الصمام الاجتماعي ويقننون بذلك بعض الحاجات الاجتماعية الجديدة التي تخص المرأة والمجتمع من خلال الإصلاح الأخلاقي قبل أي شيء سواء كان سلوكيا أو فكريا، إن أي إصلاح اجتماعي يمر دون قيم أخلاقية موزونة سوف يكون بلا شك له تبعات كبيرة، وهذا يقودنا إلى توجيه نداء لفقهائنا وعلمائنا بأن يتحدثوا بكل جرأة عن حتمية التغيير وسبله بعيدا عن أي مكاسب ذاتية وآنية لأجل أن يكون التغيير دينيا ونهضوياً في مجتمع لا مجال فيه إلا للدين في حراكه العام.
الرابط http://www.alwatan.com.sa/daily/2006.../writers08.htm