![]() |
أين ترسم خطا ,مع امريكا او ابن لادن
س أصعب من أن تكون ( نواياك ) ، دائما موضع امتحان .
فأنت مطالب أن يكون لك رأي ( واضح ) في كل شيء ، و يجب أن يكون رأيك ، بالضرورة متفقا مع ( الآخر ) ، الذي وضعك على المحك . . و الامتحان . لا فرق بين من يمتحنك في دينك ، أو من يمتحنك في ولاءك لوطنك . ( النجاح ) عنده . . لك طبعا ، هو أن يكون رأيك تبعا لما جاء به ( هو ) . لأنه ببساطة امتلك ( الحقيقة المطلقة ) ، و صار الاختلاف معه ( ردّة ) عن الدين ، أو ( خيانة ) للوطن . في فترة من الفترات انتشرت ظاهرة بين بعض الشباب ، تقوم على المطالبة بأن تثبت صحة عقيدتك ، من خلال طرح بعض الأسئلة عليك ، و مطالبتك أن تجيب عليها إجابة محددة ، و لو ترددت ، أو اعطيت إجابة تحتمل اكثر من وجه ، جاءك ( الامتحان ) : ـ اظهر دينك . . !! هذه الايام يتعرض الانسان إلى امتحان من نوع آخر . . امتحان الوطنية . كنت في مجلس ، و كان الحديث عن ما تفعله امريكا بالعالم . . و في افغانستان بالذات . كان النقاش منطقيا ، رغم تباين وجهات النظر . هناك اتفاق على أن احداث 11 سبتمبر ، كانت لها اثار سلبية على المسلمين في العالم .. في الغرب على وجه الخصوص . و كان هناك اتفاق على أن سياسة امريكا الظالمة ، و المعادية للحقوق العربية و الاسلامية ، خلقت لها مناخا من الكراهية و العداء بين المسلمين . الربط بين القضية الفلسطينية ، و الموقف الامريكي المؤيد لإسرائيل ، و بين تفجيرات نيو يورك ، له ما يبرره لدى كثير من الناس . ما تمارسه امريكا الان ، من قتل للمسلمين في افغانستان ، لا يقل بشاعة عن ما حدث في نيو يورك ، بل هو أكثر و حشية ، لكونه يأتي من دولة تعتبر نفسها ( مسؤولة ) ، و قيمة على ما تسميه العدالة و الشرعية . و هو يقع على أناس ابرياء عزل ، لا علاقة لهم ابدا بما حدث ، من قبل دولة عظمى ، تمتلك اعتى اسلحة الدمار . يسير النقاش على هذا المنوال ، ثم فجأة يبرز لك ( الممتحن الوطني ) ، ليقول : ـ من لا يؤيد امريكا ، و يلعن اسامة بن لادن . . فهو متآمر . يصادف ( سوء حظي ) أن أكون آخر المتحدثين ، و لهذا السبب فأنا مطالب أن أدفع هذه ( التهمة ) . و لسبب آخر ، فهمته من توقيت طرح السؤال ، هو انني أنا شخصيا ، لاسباب ( تاريخية ) . . متهم . كنت أعلم أن أي اجابة فيها مداورة ، أو تفصيل و عموميات ، أكثر مما ينبغي ، لن تحقق الهدف المطلوب ، و لن تعبر عن وجهة النظر التي اشترك فيها مع غالب الموجودين . ابتداء . . مداخلتك أشبه بالتقارير الأمنية . . و هذا أسلوب ولى و انتهى زمنه . الأمر الثاني : أنا ألعن امريكا . . و لا أؤيد اسامة بن لادن ، في بعض ما ذهب إليه . . يبقى أسامة بن لادن مسلما ، له علي حق النصيحة ، و اقدر له ماضيه الجهادي ، و احترم مواقفه المبدأية . . لكني : لا أتفق معه في بعض ارائه ، و بعض مواقفه . . لا أقبل . . و لا أؤيد أن ينقل المعركة مع أمريكا إلى المملكة ، أو اي من بلدان المسلمين . . و تبقى امريكا رأس الشر في العالم ، و راعية الظلم و الطغيان . . . و لا أقبل أن تفرض عليّ أمريكا مفهومها لـ (الارهاب ) . . فتاريخها في العنف و الإجرام عريق . . بدأ بإبادة ملايين من سكان البلاد الأصلين ، الذين يسمونهم ( الهنود الحمر ) . . و لم ينتهي بإلقاء القنابل النووية على المدن اليابانية ، و قتل ، و تشويه مئات الألوف من المدنيين الأبرياء . . و لا بقصف مدينة ( درسدن ) الألمانية بالطائرات ، لمدة يوم كامل ، بمشاركة الطائرات البريطانية ، ( تاريخ مشترك في الإجرام ) . . حتى أدى ذلك إلى قتل أكثر من 100 ألف انسان في يوم واحد . . و لا بقتل مليوني فيتنامي . . و لا قتل الملايين في الهند الصينيه . . و في حرب الكوريتين . . و لا بقتل أكثر من مليون طفل عراقي . . و لا بقتلانا ، الذين لا نستطيع حصرهم ، على يد اليهود ، بالسلاح الأمريكي . . و لا بضحايا الانقلابات العسكرية ، و المؤامرات ، التي صنعتها امريكا في كل زاوية من العالم ، و راح ضحيتها الالوف من الابرياء . . و لا بملايين الناس الذين و قعوا ضحايا الظلم و السجن و التعذيب ، على يد انظمة مجرمة مارست الارهاب ، و انتهكت ابسط حقوق الانسان ، صنعتها امريكا ، و ضمنت آلتها العسكرية ، و استخباراتها ، الحماية لها . . !! اين استطيع أن أرسم خطا بين جرائم امريكا . . و اخطاء اسامة بن لادن . . و ابقى ( وطنيا ) . . ؟ من موقع الكتور محمد الحضيف |
الساعة الآن +4: 02:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.