![]() |
>>> أبوزرار .... وخادم الحرمين <<<
( دريحم ) سلمكم الله أحد شباب جيلي ، واسمه ( عبدالرحمن ) وكون المجتمع سابقا لا يعترف إلا بالألقاب فقد اشتهر باسمه الرمز ( دريحم ) ..... ( دريحم ) هذا ولد شقي في طبعه بار في فطرته يحرص على بر والديه كما يحرص تماما على السباحة في ( القلبان ) ، كان يعتبر من أكثر الشباب فسقا ! حيث كان يحب السهر إلى الساعة الحادية عشر مساء ! كما كان يحضر للصلاة متأخرا ويجلس في آخر الصف ، وكان لا يصلي الوتر إلا بعد أن ( يلج عليه ) والده ، كان له صوت جهوري ، وسطوة على إخوانه الصغار ، وكان لباسه في أغلب الأحيان ( فنيلة صفراء ) و سروال إلى أسفل من الركبة بقليل ، كان أسمر البشرة ، ذا ( عصاقيل ) مميزة ، كثيرا ما نشاهده يرعى الغنم قريبا من المزرعة ، لا تنزل ( النباطة ) من يديه ....
من أجمل لحظاتنا أن نشاهده وهو يتسلق ( الأثله ) ليحضر عش ( القوقسية ) وكيف أنه ( يتشعمط ) في أغصان هذه الشجرة ، وكأن يديه ( كماشه ) ، و الحق يقال بأنه كان صياد الشباب ، سريع العدو ( فشقه ) ، يحب تقليد الأصوات خاصة ( البساسة ) وكان يستمتع كثيرا بتربية الدجاج ..... كان ( دريحم ) من الشباب المقبولين في أوساطنا ، وكان من الممكن أن يكون ذا شأن في وسط القرية ، إلا أن هروبه منها عام 1382 كان بمثابة صفحة جديدة في حياته ، ولهروب ( دريحم ) قصة ظريفة لا تخلو من غرابة تدل على صلف الآباء ، وحساسية الأبناء ..... كان والد ( دريحم ) رجل يعمل ( حرفي ) يتعب في الحصول على لقمة العيش ، كان رجلا كبيرا في السن ، تبدو على ملامحه الجدية ، والصمت القاتل ، وله ملامح تشرح لك ما عاناه طوال حياته ، كان شعره أشيب ، كما كان لا يوفر من شعر شاربه شيئا ، أما لحيته فقد كان يصبغها ( بالحناء ) باستمرار ، كان مشهورا بيننا ( بأبو زرار ) وذلك لأنه لا يمكن أن يغلق أزرار ثوبه إطلاقا ، كان ينتعل حذاء ( زبيريات ) أكل الزمن عليها وشرب ، كان بيته في زاوية الطريق وقريبا من بيت ( المطوع ) و ( المطوع ) يطلق على إمام المسجد ..... في يوم من الأيام اشترى ( ابوزرار ) سجادة من سوق المجلس في بريدة ، وكانت بالنسبة إليه شيء ثمين ومميز ، فقد كان يصلي عليها وينام و( يتقهوى ) ، بل إن معظم وقته على هذه السجادة المميزة ، وكان ( طافن به ) إلى درجة الهوس والجنون ، فقد صرف عليها الشيء الكثير .... وكان لــ(دريحم ) أخ شقيق يبلغ من العمر ساعتها ( العاشرة ) ولكنه كان مدللا وشقيا وعنيدا وصعب المراس ، كنا نسميه ( الأرنب ) وذلك لأن له أسنان بارزة إلى الأمام بشكل ملفت ، وكان ( الأرنب ) لا يبالي بأحد ، كثيرا ما يدخل أخوه ( دريحم ) في ( هوشات ) لم يكن له أي داع أو حاجة ..... في ظهر يوم الجمعة الموافق 22/5/1382 هـ وبعد صلاة الجمعة ، قام ( المطوع ) وتكلم في المسجد عن ( اللي غاثينه بالخطبة ) وكان يقصد بلا أدنى شك ( الأرنب ) ، وشدد ( المطوع ) كثيرا على الأولياء الذين لا يبالون بإزعاج أبنائهم للمصلين ، فما كان من ( أبوزرار ) إلا أن فتل عضلاته أمام المصلين ومسك ( الأرنب ) ( من علباته ) وضربه ضربا مبرحا ...... كان الوالد على موعد في ( مسيان ) ذاك اليوم حيث سيتزوج أحد أقاربه في ( المريدسية ) ولذلك ذهب من الجامع مباشرة إلى هناك ، بينما عاد ( الأرنب ) لينتقم من والده ، فما كان منه أن اختار السجادة حيث ( كب ) عليها كثيرا من الزيت المحروق ! في مساء ذلك اليوم وبعد صلاة العشاء مباشرة ، كانت ( أم دريحم ) و ( دريحم ) يستمتعون بضيوفهم الذين قدموا من الرياض وبالتحديد من ( منفوحة ) ، وكان يسرّون عنهم ويتحدثون ببساطة متناهية ، ينتظرون الوالد الكريم ، حيث كانت الأم والابن على حد سواء بشوق إلى لقائه فهو فخرهم ، وماهي إلا لحظات ويدخل الوالد مزهوا متفاخرا ويسلم على ( الجماعه ) ويطلب سجادته بعد أن تلقى كل ( حبات ) الاحترام على جبينه من ابنه ( دريحم ) الذي سارع بإحضار السجادة حيث اكتشف ما حل بها ، كان في موقف صعب جدا ، إلا أنه فضل أن يبلغ والده بأنه لم يجدها لعله يهدأ عند الضيوف ( والصباح رباح ) إلا أن ( ابوزرار ) أصر على البحث عن السجادة وبالفعل وجدها ولكن وجدها ( محيوسه ) و ( معفوسه ) فجن جنونه ، وبدا يرش الجميع بالاتهامات والصراخ يعلو البيت ، حيث فقد شعوره فضرب ابنه ( دريحم ) ضربا مبرحا ، ولم تهدأ الأصوات حتى دخل ( المطوع ) الذي جاء يسأل ( عسى ماشر ؟ ) ولم هدأت العاصفة قال ( دريحم ) لوالده : ( فرحينن بجيّــك وعلشان هالسجاده ضربتنا كلنا وخليتنا ما نسوى نعالك ) ولم يكن من الأب الا أن أكمل مشواره في الضرب حتى خرج ( دريحم ) وهرب بعدها إلى الرياض .....!! تذكرت هذه الحادثة الحقيقية حينما قدم خادم الحرمين الشريفين إلى منطقة القصيم ....! كان الناس كلهم بشوق إلى لقاء الوالد القائد ، ملك الوطنية والحمية ، محبوب الشعب ، ومالك قلوب الناس ، مرخص الأسعار ، والمؤمل منه الكثير ، صاحب النخوة العربية المشهورة ، العزيز ابن العزيز ، الذي اشرأبت له الأعناق ، وبذلت لأجله الأرزاق ، فرح به الكبير بعد الصغير ، والعليل قبل السليم ، كانت الأرض قبل أهلها أشرقت بخبر قدومه ...... بذلت الأموال ، وصرفت الجهود ، وقام الجميع كلهم يتأبطون خيرا ، ويتفاخرون بهذا المقدم الكريم ، فرحوا شبابا وشيابا ، كتابا وقراء ، شعراء ومتذوقين ، جندوا أنفسهم لإعطاء هذا الرمز التأريخي حقه الذي يستحقه ، لا ينقصونه إلا بالزيادة ، ولا يملون البذل حتى لو جاع الأطفال ..... وتصرف الناس بفرح وسعادة ، فعبروا لك يا عبدالله بكل مشاعرهم وأحاسيسهم عن حبهم لك ، أقبلوا في صالات المطار ، ووقفوا في الشوارع ، وامتلأت بهم المدرجات ، وطافوا الشوارع ، وزمروا بأبواق السيارات ، ولم يهدأ لهم بال إلا بعد أن يفرغوا لك شحنة الحب التي لا تنتهي ، حتى إن البعض ارتكب محرما لأجل عينيك الكريمتين حيث رفعوا أصوات المعازف ، وما فكروا بشيء غيرك ...... كانت العجائز في مصلياتها تدعو ، والشيوخ في محاريبهم يتضرعون لك ، والعلماء وطلابهم يدينون لك بالولاء ، والمسؤولون عندك لا يبارحونك حبا ، والشعب كل الشعب ينبض بحبك ، ويتنفس الفرح بقدومك ، ولم تهنأ لهم ليلة قدومك إلا في شوارع بريدة يعبرون ! وها أنت يا عبدالله .. قابلت فرحتهم بك ، بغضب منك ، قابلت ترحيبهم بسخط ، وقابلت عشقهم بلمز لرجالهم ، وقابلت هذا اللقاء المفعم بالحب ببرود متناهي ؟! كان أهل بريدة والقصيم ينتظرون منك العطاء كغيرهم ، ولكنهم حينما غادرتهم تمنوا لو أنهم لم يسمعوا تلك الكلمات من فيك الطيب ! كنت فرقت بينهم وبين المدائن ولا شك ! كل له عطاء إلا بريدة ، وكل له ثناء إلا أهل القصيم ، وكل لهم حبك وقربك وعطفك إلا أهل القصيم كان لهم فقط تعليمك المشدد وتوجيه المربي الساخط ... هل كل أهل بريدة ( العييري أو التويجري أو الفريدي ؟) ألم يكن من أهل الرياض وجيزان وجدة والشرقية وعسير وحائل فئات ضالة ومضلة جعلت هدفها القضاء على الحكم السعودي وليس لأجل الدين ؟ هل كل أهل القصيم ضالون مضلون فئات مجرمة وإرهابيون غاضبون متغطرسون يزرعون الشر في نفوس الناشئة ؟ أثق أنك – مليكي – تدرك أن أهل بريدة هم الذين وقفوا لهذه الفئة الضالة وقفة الرجال وقيضوها وحاربوها وواجهوها وسلموها ، وزعزعوها بطرق لم تستطع الأجهزة الأمنية أن تجاريها ؟ ألم تكن بريدة وأهلها أول من وقف مع الدعوة السلفية والإمامية آل سعودية ؟ مليكي : لم يعد الشباب فقط هم الذين يتحدثون عن كلمتكم في القصيم ، بل الذين يتحدثون هم الكبار بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، نعم الكبار ، الكبار قدرا ووجاهة وعلما ومالا ومنزلة ، فقد أقضت مضاجعهم كلماتك ، قابلوك ورحبوا بك بأموالهم وأنفسهم ، فما ذا كان .. مليكي : جئت إلى القصيم والعلاقة بين قائدها وأهلها باردة ، وعلى شفا جرف هار ، وغادرتها وقد أصبحت صقيعا ، وسقطت إلى عمق الهوة ، فما ذا بعد ..؟ نحبك ... نعم ولا نساوم عليها ، فكل أبناء عبدالعزيز عندنا محبوبون .... نبايعك ... ولا شك ففي أعناقنا لكم بيعة .... نحادثك .... نعم فقد اعتدنا ذلك بكل صراحة مع أبناء العزيز عبدالعزيز ..... |
مقال رائع كما عودتنا ياعم !!
لاحاجه لك بالإطراء والثناء فأنت بنفسك وقدركـ أعلم وفقك الله في الدارين لكن ثمت سؤال حفظك الله لأحفادكـ من تقصد بـ((العييري)) ؟؟ خاصه انكـ ربطته مع الفئه الضاله فإن كان من تعنيه الشيخ يوسف تقبله الله فهنا لامجامله في الحق وواجب علينا الذب عن عرضه وحفظ قدره حيآ وميتآ .. رجل اغبرت قدماه في سبيل الله وخاض المعاركـ بباسله وشجاعه ولم يكن ذلك حاجزآ عن طلب العلم بل جمع بين الجهاد وتقوى الله والعلم الشرعي نحسبه كذلك ولانزكيه على الله فكان الشيخ العلامه المجاهد يوسف العييري لم تؤخذه في الله لومه لائم فصدع بالحق وقاتل المحتل يوم ان كنا نتلذذ بفرشنا وجعلنا جهادنا على افخاذ النساء كما عبر عنه تقبله الله واخلف الأمه خير .. فهل بعد كل هذه الحياه المليئه بالتضحيات والبذل للدين وتسخير الوقت في نصره المسلمين نتكلم عن عرضه ونلمزه من الضالين عفا الله عن الجميع .. اتمنى ان اكون مخطئ الفهم وساذج التفكير فوقع ذلك على نفسي اخف من لمز اهل الدين والصلاح والجهاد باركـ الله فيـــك |
XXXXXX رد خارج عن الموضوع أتمنى الإلتزام بما ورد في ثنايا الموضوع دون تشتيت |
مرحبا بك أبوحصه .....
إنني لم أتحدث عن ( يوسف العييري ) أو ( عبدالله التويجري ) أو ( صالح الفريدي ) بما قدموه والفروق التي بينهم ، فهذا ليس موضوعا هنا ، بل كل هدف الأسماء مرحلية الحركة ، ابتداء وانتهاء وما بينهما ، مراعيا في ذلك عين الدولة وما تراه فأنا أتحدث مع هرمها ، ولست هنا أتحدث عن رؤية شخصية حول تلك الأسماء ، وما قد أراه من حق أو باطل . لك الحق أن تدافع عن من شئت بالطريقة التي تشاء ، ولكن لا تمنح نفسك الحق بمحاكمة الآخرين بما تراه حقيقة مسلمة ، فالناس مختلفون في مشاربهم .> رأي . كان الموضوع يحمل هدفا محددا هو مالذي ينقص بريدة وسبب عدم تكريمها ولو بكلمة طائرة في هواء مغبر ! ملحوظة : معنى كلمة ساذج في اللغة أي طيب .ولهذا يطلق على الرجل طيب القلب ( ساذج ) |
أهلا بك منازع
تمنيت لو قرأت كلماتك ، ولكن قدر الله وما شاء فعل ، ( والمعازيب أبخص !) |
مشكور أخوي على الموضوع
الحقيقه (دريحم) بطل |
أهلا بك مجنون ليلى ، شاكرا لك مرورك
|
تمنيت لو كنت في بريدة حين مجيء خادم الحرمين لكن قدر الله وما شاء فعل .. رائع جداً أيها الكاتب الرائد http://ahmad1906.jeeran.com/54.gif ماذا قال المليك الغالي عن بريدة ؟ كل الود |
الساعة الآن +4: 05:41 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.