بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   غـيـرةُ طـفـل !! (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=61293)

ليث الغاب 26-07-2006 03:53 PM

غـيـرةُ طـفـل !!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحبُ ربُنا ويرضى، والصلاةُ والسلامُ على سيد الورى؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :

شاء الله تعالى أن أخرجَ بأهلي البارحة إلى ( العييري بارك ) ولأول مرة يخرج إليه الأهل،
أخذنا العشاء من المطعم الموجود هناك ثم بحثتُ عن مكان نجلس فيه، وبحمد الله عثرتُ على مكانٍ مناسب للأهل.

تجاذبنا أطراف الحديث مع الوالدة _أطال الله بقائها على طاعته وأمدها بالصحة والعافية_ والأخوات _ ألزمهن الله رشده _، وبعد تناولنا العشاء بفترة أراد الأهل ( آيسكريم ) فذهبتُ إلى سيارة ( الآيسكريم ) وطلبتُ ما نريد؛ وفي أثناء تجهيز الطلب جاءت طفلةٌ صغيرة يُقارب عمرها الثمان ِ سنوات ومعها طفل أصغر منها ، لم أُلقِ لهم بالاً وأثناء وقوف هذا الطفل الصغير بجانبي لم أشعر به إلا وهو يقول وبلهجته العامية: ( به رجال ابعدي ) !!
في الحقيقة لم أشعر بأنّ خلفي ربما بثلاثة أمتار امرأة تـَـتـْبع لهؤلاء الأطفال إلا لما تفوّهَ هذا الطفل بهذه الكلمات التي أبهرتني !
في هذه اللحظات لم أستطع أن أعبر عن شعوري إلا بابتسامةٍ عريضةٍ في وجه هذا الطفل الغيور !! ، تمنيتُ لو أنني شجعتُه وشكرته أو كافأته، ولكنني من شدة الفرح بغيرةِ هذا الغلام لم أستطع فعل شيء !!
أخذت ( الآيسكريم ) وذهبت به إلى الأهل فأكلنا جميعاً هنيئاً مريئاً بإذن الله..

تأملتُ موقف هذا الغلام الصغير الذي وبالتأكيد لم يتجاوز السادسة من عمره فدار بخلدي من أين يأتي بهذه العبارات ومن علّمه معنى الغيرة وأن هذه المرأة ليست محرماً لي؛ يجبُ عليها أن تبتعد عني فخرجتُ بالآتي وأريد منكم المزيد :

1/ أن مجتمعنا مع مافيه من المنكرات والقنوات الفاسدة إلا أن الغيرة موجودة في قلوب الصغار ناهيك عن الكبار.
2/ التربية على المبادئ الإسلامية الصحيحة هي ماجلعت هذا الغلام يقول مقالته.

هذا مااستطعتُ قوله في هذه العجالة، وأنتظر منكم الإثراء،
والله أسأل لي ولكم التوفيق والسداد في الدارين إنه ولي ذلك والقادر عليه ..

محبكم .:: ليثُ الغاب ::.

بريماكس 26-07-2006 03:59 PM

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أهلاً و سهلا أستاذ ليث الغاب .

حقيقة موقف أكثر من رائع و يدخل السرور على القلب ، قد تعود هذه الحادثة أيضاً إلى القدوة الحسنه فيما يشاهده مِن مَن يكبره سناً في مثل هذه المواقف أو ما شابهها .
الجيد في الأمر هو تطرقك أنه مازل في الدنيا خير ، و من الجيد تسليط الأضواء على مثل هذه الأمور لتبعث لنا أملاً في زمن اليأس المحيط .

شكراً جزيلا أخرى أخي الفاضل ليث الغاب .
و دمت في حفظ الله و رعايته
و دام الجميع في حب و سعادة ،،،

.
.

أخوك
بريماكس

الـصـمـصـام 26-07-2006 04:21 PM


شكراً لك أخي ليث الغاب على ما سطرته لنا
و أرجوا أن يتسع صدرك لنقطتين
.
.
.
#
(( لماذا لا ننظر إلى الجوانب المُشرقة ))
في هذا الزمان يوم أن كثر الخبث و استشرى الفساد و ظهر في البر و البحر ، كان هناك من المواقف ما تبتهج له النفوس و تطمئن له الأرواح ، و تسعد به القلوب ، فلم نتغافل عنها و نترك التبشير بها !!؟
فهي بابٌ من أبواب الفأل و جانبٌ من جوانب إدخال السرور على المسلمين
.
.
.
#
(( الغرس الطيب .. يُخرج شجرة أصلها ثابتٌ و فرعها في السماء ))
فمثل هذا الطفل ذا الست سنين ، ببراةٍ و عفويةٍ يغار ، بينما هناك من المسلمين من ناف الستين أو السبعين وهو لا يزال يُخطط لوأد الغيرة و طمس الحياء عند بنات المسلمين ، بل هناك من استغل منصبه و جاهد على أن يهتك الأستار ، فتَتَبع غراس الطرفين و تَعَجْب من الفرق ، لقد علكان رسول الله - صلى الله يه وسلم - يُخاطب ابن عباس - رضي الله عنه - خطاب العاقل الرشيد الكبير الذي يعقل و يُدرك ، حينما كان صبياً في مقتبل عمره ،
إن هناك حقائقاً لا بُد أن ينشأ الجيل عليه و يتربى منذ الصغر ، لكي تكونَ قضايا مُتأصلة في عقولهم و متمكنة من قلوبهم لا يحيدون عنها قدر أنملة ،ولا يتازلون عنها في ثباتٍ و تحدٍ رهيب أمام المطامع و المُغريات ، وهي أمور العقيدة و كرائم الأخلاق ..
و لاشك أن الغيرة من علامات الرجولة و كريم الخلق .
.
.
.
عذراً على الإطالة و شكر الله لك أخي ليث ،،

راعي بريدة 26-07-2006 05:45 PM

أولاً .. بارك الله فيك وفي قلمك أخي ليث الغاب ..

ثانياً .. أعتقد أن من أهم الدوافع التي دفعت هذا الطفل لهذه الغيرة :

الفطرة التي فطره الله عليها .. فالغيرة أصلٌ في بني آدم بل حتى في الحيوان .. فمالم يطرأ على هذه الغيرة طارئٌ فإنها تبقى على الأصل والفطرة ..

أما إن طرأ عليها ما يحيدها عن مسارها الصحيح يميناً أو شمالاً فهنا قسمين :

الأول : أن تزداد الغيرة فتصبح فوق المطلوب وهنا ربما يقع المحظور من الشك والظن بالناس والأهل ..

الثاني : أن تموت الغيرة أو تضعف فهنا ربما نزل الإنسان إلى مرتبة دون مرتبة الحيوان وانظر الى بعض المجتمعات في واقعنا المعاصر كيف أصبح المجتمع بلا غيرة فاختلطت الأنساب ، وكثر اللقطاء وفشت الأمراض وضاع المجتمع ..

وهنا يجدر بالمسلم أن يتذكر نعمة الله عليه بهذا الدين العظيم الذي ثَبَّتَ الغيرة في قلب المؤمن .. قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)(الأحزاب:59) .. وحماها من الإفراط فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )(الحجرات: من الآية12) .. وحماها من التفريط فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )(التحريم: من الآية6) ..

فإذا تذكر المسلم هذه النعمة حَمِدَ اللهَ عليها وعلى هذا الدين الشامل الكامل ..

المسفهل 26-07-2006 06:40 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلاً بأخي أبا عاصم
وعوداً حميداً لإخوانك ومنتداك


فعلاً .. قصة ذلك الطفل ( الأسطورة ) تبعث في قلوبنا الفرح والسعادة
وتُحسسنا بأن الدنيا لا زالت بخير


ولكن السوآل الذي يطرح نفسه
هل هذا الطفل سيستمر في غيرته تلك .. أم سيتغير مع تغير العمر والزمن .. ؟؟؟


فنجد كثيراً من الكبار بالسن مِن مَن أعطاهم الله ولاية من تحت أيديهم
نجد منهم تغاضي ( ودياثة ) إن صح التعبير عن أهاليهم ومن هم مسؤلون عنهم


فترى تلك العيون البراقة تسطع في عيونك من تلك الفتاة التي بجانبها ولي أمرها
ولا يكاد يُحرك لها ساكناً


وترى ذلك الأب الذي وفّر لأولاده تلك القنوات الفضائية
التي تميت الغيرة فيه .. وفي أولاده


صدقوني الغيرة شأنها عظيم فبها صلاح المجتمع
وأقصد بها الغيرة المنبعثة من الدين الإسلامي .. والمبنية عليه

قاسم 27-07-2006 09:11 AM

سبحان الله




ما أروع هذا الطفل

يبدو أنه متأثر قي مجتمع محيط به

من أفضل البيئات

لله دره ،،،

مخاوي الصمت 27-07-2006 11:58 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي ليث الغاب

جزاك الله خيراً على ذكرك لمثل هذه المواضيع
التي في الحقيقة تجعلنا نخجل من أنفسنا ونتمنى لو أن الأرض

تنشق وتبتلعنا
إذا رأينا منكراً ولم ننه عنه (حياءً و فشيلةً من المجتمع وإظهاراً لغيرك أنك إنسان متحضر ) وهذا والله قمة الإنحطاط وليس التحضر المزعوم إذا كان عدم إنكارنا للمنكر أحد هذه الأسباب أو غيرها من الأسباب التافه0



أخي العزيز ليث الغاب

أنت قلتَ من أسباب وجود مثل هذه الغيرة في مثل هذا الطفل سببين وهما :
اقتباس:

1/ أن مجتمعنا مع مافيه من المنكرات والقنوات الفاسدة إلا أن الغيرة موجودة في قلوب الصغار ناهيك عن الكبار.
2/ التربية على المبادئ الإسلامية الصحيحة هي ماجلعت هذا الغلام يقول مقالته




في نظري أن السببين هما سبب واحد ولذلك أقول :
أن مجتمعنا مع مافيه من المنكرات والقنوات الفاسدة إلا أن الغيرة موجودة في قلوب الصغار ناهيك عن الكبار التربية على المبادئ الإسلامية الصحيحة


ثم ما تلبث الماديات والشكليات والإحتكاك المباشر بالمجتمع أن تغير هذه النظرة وقوة الغيرة



أخي الغالي ليث الغاب

أنت أوردتَ لنا هذه القصة وأخينا تامار (إن لم تخني الذاكرة) قد أورد لنا قصة الطفل والمصري والتي كان عنوان موضوعها (التفاح حرام)
وكلنا قرأ في الصحف ما فعله أحد الأطفال عندما شاهد الخنزير شارون لعنه الله في التلفزيون بأن غضب الطفل وقام بضرب التلفزيون وإسقاطه على الأرض حتى تكسر وهو يبكي (أي الطفل) ويقول : هذا اللي يذبح المسلمين في فلسطين (عبارته بالضبط لا أحفظها)


وغيرها الكثير من القصص التي أبطالها الأطفال !



ولكن...



ماذا فعلنا نحنُ غير المشاهدة (والشجب والإستنكار)؟؟؟؟؟؟؟؟!!!

ليتني عندما أرى منكراً أكون في (براءة وصدق) الأطفال

.
.
.

اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك
من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة
اللهم زيّنا بزينة الإيمان وإجعلنا هُداة مهتدين
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كُنا ظالمين

والحمدلله رب العالمين



وآسف على الإطالة

ليث الغاب 27-07-2006 03:19 PM


بسم الله،
وعلى بركة الله..


الإخوة الأفاضل الكرام :

بريماكس
الصمصام
راعي بريدة
قاسم
مخاوي الصمت


أشكر لك طيب مداخلاتكم التي تبهج النفس وتسرّ الخاطر
دام ودكم، وبقي لنا مدادكم..

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المسفهل


ولكن السوآل الذي يطرح نفسه
هل هذا الطفل سيستمر في غيرته تلك .. أم سيتغير مع تغير العمر والزمن .. ؟؟؟


أهلا وسهلا ومرحباً بالغالي أبو فهد..

سؤالٌ في محله عزيزي أبا فهد؛ ولكن لتعلم بارك الله فيك أنه مهما كبر الإنسان وقد شبّ على شيءٍ في صباهُ إلى أن قوي واشتدّ عوده فإنه سيستمرُّ عليه _ هذا في الغالب_ ولذا قال ابن القيم أو غيره _نسيتُ الآن_ عليه رحمة الله : من شبّ على شيء شاب عليه، ومن شاب على شيء مات عليه، ومن مات على شيءٍ بُعِثَ عليه . أ.هـ
وهنا أمرٌ يجدر الإشارة إليه :
نحن بحاجةٍ إلى التفاؤل _ ليس التغافل_ في زماننا هذا خاصة !؛ لأن اليأس والتثبيط لا يصنع قراراً حاسماً ولا مستقبلاً زاهراً، وقد جاء في الأثر ( تفائلوا بالخير تجدوه ).

شكر الله للإخوة جميعاً مداخلاتهم الطيبة الثرية ..

محبكم .:: ليث الغاب ::.

ابن الإسلام 27-07-2006 03:20 PM

قصة رائعه وجميلة تخبراك أن هذا الطفل لا زال ولله الحمد على الفطره

أشكرك أبا عاصم ورفع الله قدرك

هذا هو 27-07-2006 03:33 PM

هذه رساله إلى دعاة التبرج والسفور

ليعلمو أن الغيرة متأصلة في أبنائنا

مسك الغزال 28-07-2006 04:10 AM

ما اروعه..,,.,

ليث الغاب 28-07-2006 05:39 PM

الإخوة الفضلاء :

ابن الإسلام
هذا هو
مسك الغزال


أشكر لكم مروركم وتشريفكم..
أسأل الله لكم التوفيق والسداد ..


محبكم .:: ليثُ الغاب ::.


الساعة الآن +4: 06:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.